خبر التهجير المبرمج..حسن مواسي

الساعة 04:44 ص|28 يوليو 2010

التهجير المبرمج..حسن مواسي

مارست وتُمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة عنصرية تميز بشكل منهجي ضد فلسطينيي الـ48، والهدف الأول والأخير فرض السيطرة الكاملة على كل ما هو عربي في القرى والمدن العربية في الجليل والمثلث والنقب.

وقد أعاد هدم قرية العراقيب غير المعترف بها في النقب، فجر أمس، التأكيد على أن قضية الأرض والمسكن بالنسبة لفلسطينيي الـ48 هي القضية المصيرية الأول.

في العام 1948 كان فلسطينيو الـ48 يملكون ما مجموعه نحو 20 مليون دونم تشكل 93 في المئة من مساحة إسرائيل القائمة اليوم، وقد دأبت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على اتباع سياسة تضيق الخناق على الفلسطينيين، وأبقتهم على هامش الديموقراطية الإسرائيلية المزعومة التي تقوم إسرائيل باسمها وبإسم القانون على محو ماضي فلسطينيي الـ48 وحاضرهم بأبشع صور التمييز والعنصرية، بعد أن فشلت العصابات الصهيونية خلال حربها على الفلسطينيين في العام 48 في محاولة طردهم وتشريدهم.

وما تقوم به الحكومة الإسرائيلية الحالية من ملاحقات وتكثيف عمليات الهدم، تحت ذريعة عدم وجود ترخيص (بحسب المعايير الإسرائيلية)، ما هي إلا حلقة جديدة في مسلسل المضايقات التي يتعرض لها فلسطينيو الـ48، والتي تسند حالياً تندرج بالتصريحات المعادية لفلسطينيي الـ48، التي باتت لغة الحوار الوحيدة بين المؤسسة الإسرائيلية وأصحاب الأرض العرب.

واليوم في ظل تواصل اعتماد هذه السياسة المترسخة في العقلية الصهيونية، يعيش فلسطينيو الـ48 معركة حياة يومية لضمان حقهم في العيش داخل وطنهم الذي لا وطن لهم سواه، بدءاً من معركة المحافظة على الوطن، التي هي ليس فقط مصدراً للعيش بل المصير كله، مروراً بقيام المؤسسة الإسرائيلية بمحاولات تدجين الشباب العرب، في إطار ما تسميه السلطات الإسرائيلية تحصيل الحقوق مقابل تقديم الواجبات (الخدمة المدنية)، مترابطة بشكل وثيق بمحاولات إسقاط الشباب في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومروراً بحالة الفقر المدقع التي يعيشها فلسطينيو الـ48.

ورغم محاولات قادة إسرائيل من اليمين المتطرف وبقايا اليسار الصهيوني، الحديث عن يهودية الدولة، وضرورة نقاء الدولة من العرب الفلسطينيين، فإن هذا لن يغير من حقيقة أن دولة إسرائيل ستبقى دولة ثنائية القومية وستبقى هكذا ما بقيت، وكل الأحلام حول دولة "نظيفة" من العرب هي عبث بعبث.

-عن المستقبل اللبنانية