خبر حزب بشرى جديد.. هآرتس

الساعة 01:01 م|25 يوليو 2010

بقلم: ابراهام بورغ

رئيس الكنيست الاسبق

السنة الثانية للولاية هي دوما سنة اتضاح الامور. الطاقة الجديدة للحكومة نفدت، ضعفها بارز ومعروف، وكل من يمكنه فقط سيشم رائحة مخاوفها. اذا لم تتدخل هنا قوة عليا كالموت المفاجىء، او السلام المفروض، لائحة اتهام دراماتيكية او تبرئة مفاجئة – فان كل شيء مكشوف ومتوقع. بسيط ومبسط على نحو مخيف.

مع ان القوى القديمة منهكة، متآكلة وتعبة، والقوى الجديدة من الخارج مليئة بالشدة فانه لا يهب أي تغيير حقيقي. يئير لبيد ودان حلوتس يكيدان، عن حق وبقدرة، على ان يملآ بمضامينهما ضحالة كديما. اريه درعي يفحص منذ الان حرارة جثة شاس وحرارة ايلي يشاي، بامر من الحاخام بالطبع. قدامى شباب العمل لا يزالون يجلسون بالاحرى مع عوزي برعام في مكان ما ويخططون الهجوم الكبير. وكذا بقايا ميرتس  يبثون روحا هزيلة في الجمر الذي انطفأ منذ زمن بعيد.

كلهم محقون إذ أن الساحة السياسية في صيغتها الحالية جديرة بهزة شديدة، بقطع فروع ميتة وباقتلاع اعشاب ضارة ايضا. محقون، ولكن باعثون على السأم؛ مرة اخرى المزيد من ذات الشيء. محاولة استبدال السمك الميت بسمك آخر، سيموت هو ايضا. إذ ان احدا ليس مستعدا لان يعترف بان الماء ملوث ويجب تغيير البحر.

يكاد يكون في كل واحد من مجالات الشرخ الاسرائيلي توجد حاجة لمحيط سياسي جديد ونظيف. في مسائل الحرب والسلام، في الهوة بين الدين والدولة، في المساحات بين الاغلبية اليهودية المنغلقة والاقلية وبين الاقليات المضطهدة وفي الفجوة بين الاغنياء الذين يزدادون غنى أكثر فأكثر وبين من ليس لديهم وبات ينقصهم كل شيء أكثر فأكثر.

السياسة الحالية لا تزال مبنية على المفاهيم الاساس لعهود الصهيونية الاولى؛ الشرخ بين الصهيونية والاصولية تأطر في بداية القرن العشرين، تحدي عرب اسرائيل مجمد على حاله منذ 1948، وبعد قليل تحتفل اسرائيل بيوبيل على الاحتلال ومظالمه. وفرة من التاريخ الابداعي ومقابله عرض حاضر بائس.

التهديد الداخلي الاكبر على حياة اسرائيل هو تآكل الديمقراطية الاسرائيلية، التي فقدت منذ زمن بعيد جوهرها الداخلي الحقيقي. قيم الحرية والالتزام المطلق لكل مواطنيها.

حان الوقت لعرض جديد، مثير وباعث على التحدي. حان وقت حزب اسرائيلي، يهودي – عربي – يخط على علمه الالتزام الكامل بالمساواة دون ذرة من التمييز والعنصرية. دون عقد ميرتس ودون رواسب حداش. حزب يبحر بعيدا خلف النماذج الصهيونية الكلاسيكية، التي لا تزال تتجاهل وجود عرب اسرائيل. حزب يطالب بالمساواة الكاملة لكل مواطني اسرائيل، على الاقل مثل المساواة التي نطالب بها ليهود الشتات في كل اماكن سكناهم.

حزب "شفيون يسرائيل" (مساواة اسرائيل)، وباشارة الحرفين الاولين "ش ي"، سيكافح من أجل دولة تكون ديمقراطية تماما، وكل الباقي يصبح شخصيا او مجتمعيا. والحزب سيتصدى للتناقض الداخلي، لفكرة "دولة يهودية ديمقراطية"، التي تعني الكثير من الديمقراطية لليهود والكثير جدا من القومية اليهودية للعرب.

هذا سيكون حزب اولئك الملتزمين بقيم الثقافة العالمية والاسرائيلية العليا: كرامة الانسان، محبة السلام، التطلع الى الحرية، العدل والمساواة.

مصوتوه ومنتخبوه سيقبلون تعريف اسرائيل كـ "دولة هدفها ديمقراطي ومتساوي، وهي تنتمي لكل مواطنيها وطوائفها. دولة اختارها الشعب اليهودي لاستئناف سيادته وفيها يحقق حقه في تقرير المصير". التعبير العملي عن هذا الالتزام سيكون جهد اعلى لتغيير علاقات القوى الاجتماعية، غير العادلة؛ منح المساواة في الفرص لعموم السكان في اسرائيل، دون فارق في القومية، الاصل الطائفي، العرق، الجنس أو الميل الجنسي.

 الحزب الجديد سيتعاون مع كل من يلتزم بالعودة الى خطوط السلام، العمل على انهاء الاحتلال وكل المظالم النابعة منه. هذا الحزب سيكون دوما في جبهة الصراع ضد الكراهية والتحريض، عنوان جديد لكل اولئك الذين يئسوا من السياسة الاسرائيلية الحالية. بشرى محتملة لكل من مل كل المتعذر القائم.