خبر سر التأييد: العلاقة بين الانجليكانيين واسرائيل.. اسرائيل اليوم

الساعة 12:59 م|25 يوليو 2010

بقلم: آفي شيلون

"أيها الاصدقاء، نحن نتحدث عن أشهر محدودة. بعد بضعة أشهر يستطيع احمدي نجاد احراز قنبلة ذرية"، أعلن الشاب على المنصة في مركز المؤتمرات في فيلادلفيا وعبرت وجوه نحو من ألفين من المدعوين عن خوف لم يكن من الممكن عدم تبينه. كان يخيل اليك للحظة أنهم لو استطاعوا لتوجهوا الى طهران لصيد الايراني بأيديهم.

في النظر الاول، ما يفاجئنا في نظرة الانجليكانيين لاسرائيل - او لمزيد الدقة التيار الانجليكاني – الصهيوني الذي اجتمع في مؤتمر خاص في فيلادلفيا – لا يكمن في حبهم لنا بل قوة هذا الحب واشكاله.

يصعب ان نجد جزر تأييد كهذه في العالم: فاذا كنت يهوديا فأنت محبوب؛ واذا كنت اسرائيليا ايضا فأنت مقدر؛ وهلم نقل إنك إذا قلت إنك كنت في خدمة ابتدائية في الجيش الاسرائيلي فانك تكاد  تصبح مقدسا.

الانجليكانيون الصهاينة يؤيدون اسرائيل عن طموح لاهوتي هو التعجيل بعودة يسوع الى الارض المقدسة. فهو يفترض بحسب اعتقادهم أن يظهر من جديد بعد ان يعود اليهود الى ارضهم، وينشئوا دولة، ويدفعوا الى حرب يأجوج ومأجوج في مواجهة دولة شر، وآنذاك مع انقضاء الحرب الاخيرة، سيظهر المسيح يسوع ويخلص العالم.

إن التاريخ اليهودي منذ القرن العشرين يقدم اذن برهانا على ايمانهم: فبعد مرور ألفي سنة عدنا الى أرضنا، وأنشأنا دولة، ولنا قدر كاف من الاعداء الذين يهددون بتقريب حرب يوم الدين.

إن ما قد يشوش على العلاقة بهم يكمن في نتائج حرب يوم الدين. وليس عبثا ان اسرائيل تسمى هناك "ابيسنتر"، أي مركز الزلزال العالمي. مع انقضاء الحرب الكبرى يفترض أن يتنصل اليهود كسائر أبناء الأمم في العالم، وأن يقبلوا بإيمان حياة وديعة تحت سلطة يسوع المسيح، وسيكون مصير من يكفرون بمسيحيته مريرا.

يبين جوال روزنبرغ، وهو من اقطاب التيار الانجليكاني – الصهيوني – ويوجد عدة تيارات داخل الحركة التي اصلها بروتستانتي – يبين من الفور انه على علم بالشك اليهودي المتعلق بنهاية قصة الحب. ويختار بدلا من هذا التشكك أن يرد على ذلك بزيادة الحب لاسرائيل.

الفرق المركزي بين الانجليكانيين والتيارات المسيحية المختلفة يكمن في أنه في حين يؤكد الكاثوليك وغيرهم العهد الجديد تأكيدا مركزيا برغم انه يعترفون بالعهد القديم، الكتاب المقدس كله عند الانجليكانيين هو المركز، والموصوف فيه هو مثل للحاضر والمستقبل.

وفي حين كان من الصعب على الفاتيكان الاعتراف باسرائيل – ففي 1994 فقط وقعت علاقات رسمية – لان مجرد انشاء دولة اليهود يناقض العقيدة الكاثوليكية (التي تقول إن المسيحيين هم "أبناء اسرائيل بالروح"، وذلك بعد ان خطيء اليهود وتفرقوا في أنحاء العالم بسبب ذلك)، يرى الانجليكانيون خاصة ان عودة اليهود الى أرضهم برهان على أن سائر المسارات سيتحقق بعد.

وهذا هو السبب الذي جعل انجليكانيا مثل الجنرال وليم فويغن، قائد قوة دلتا السابق والشخص الذي تولى قيادة عملية التخليص الامريكية التي وثقت بفيلم "بلاك هوك داون"، يؤكد ان قوة الولايات المتحدة معززة بمكانة اسرائيل. لا من الزاوية التاريخية فقط – فهو يبين ان الدول الكبرى تبدأ الزلل عندما تضعف حليفاتها، بل لأن اسرائيل تمنح وجود أمريكا السبب الروحي والديني.

في هذه الاثناء، في قاعة المؤتمر، يعرض روزنبيرغ على الجمهور ايضا جوانب أكثر تحديدا لتأييد اسرائيل. وبعد الدعاء، وهو دعاء واحد من أدعية كثيرة، بسلامة جلعاد شليت، باسم المسيح، أي يسوع، يأمر الجمهور بزيارة اسرائيل لتعزيز اقتصادها والتبرع لمؤسسات خيرية.

الانجليكانيون، الذين يعدون ملايين كثيرة في الولايات المتحدة، مبلورون ايضا كقوة سياسية، ويقدر كثيرون أن تصويتهم الكثيف تأييدا لبوش في 2004  أنقذه من الخسارة. ينوون الان العمل بين المسيحيين السود، في افريقية والولايات المتحدة لتوسيع معسكرهم.

يشهد روزنبيرغ على علاقات مركبة باليهود. فهو يقول أنه في حين يطريهم العلمانيون في اسرائيل (بسبب السياسة) ويحذر الارثوذكس منهم (بسبب العقيدة) – بدأ اليهود المتدينون في الولايات المتحدة الحديث عن قيم مشتركة، اما اليهود العلمانيون فهم متحفظون بسبب الميل الى اليمين المحافظ. وأثار اييف فوكسمان، من رابطة مكافحة التشهير نقطة اخرى وهي ان تأييد الانجليكانيين الذين يريدون كما يقول "تنصير امريكا" ويعارضون عمليات الاجهاض بشدة – قد يضر بصورة اسرائيل بل انه لا يتسق مع ليبرالية اكثر اليهود هناك.

وفي الخلاصة، تثير العلاقات بالانجليكانيين التفكير. يصعب تجاهل الحب ومزاياه، والسؤال يتعلق بآثاره وهل يجب الانشغال بها منذ الان. في مرحلة ما من الاحاديث معهم لا يريحك أمر أنك الوحيد الذي لا تؤمّن على الصلوات العفوية – فهم يؤيدون التوجه الشخصي الى الرب بغير صيغة مكتوبة – الموجهة الى يسوع. افترقنا اذن مثل أصدقاء، حتى يأتي المسيح على الأقل.