خبر كيف تدرب « إسرائيل » جنود « النخبة » على مواجهة ظروف الأسر؟

الساعة 02:16 م|23 يوليو 2010

كيف تدرب "إسرائيل" جنود "النخبة" على مواجهة ظروف الأسر؟

فلسطين اليوم – وكالات

قرر الجندي الإسرائيلي نداف هايمن يوم أمس الخميس الفرار من وحدة "سيرت متكال" التي تعتبر قوات "نخبة النخبة" الإسرائيلية وذلك خلال برنامج تدريبي.

 

لماذا هرب الجندي المختار؟ لماذا فضل عدم الاستمرار بالتدريب النهائي؟ بكل بساطة هرب لعدم قدرته على اجتياز برنامج تدريبي خاص وشاق جدا يتعلق بإعداد جنود الوحدات النخبوية لمواجهة ظروف السقوط في اسر العدو ومواجهة التحقيق وهذا التدريب يعتبر الأصعب والأشد من بين برامج التدريب المختلفة وكثير من الجنود الذين انهوا هذا البرنامج عانوا لفترات طويلة من الكوابيس وعدم القدرة على النوم وحتى عدم القدرة على تناول الطعام.

 

بعد برنامج "الأسر" لم استطع تناول الطعام والشراب وعانيت من صعوبات في النوم وعايشت الكوابيس الليلية "بهذه الكلمات وصف عوفر ليف البالغ من العمر 54 عاما والذي خدم سابقا في الكوماندوز البحري" البرنامج التدريبي المذكور.

 

ويعتبر التدريب على الأسر جزءا هاما وأساسيا من الخطة التدريبية التي يخضع لها جنود الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي، كما وتعتبر الأصعب والأشد قسوة بين كافة التدريبات وتستخدم في هذه الأيام ضمن برنامج تدريب الوحدات المختارة "سيرت متكال"، الكوماندو البحري المعروف باسم " الدورية 13 "، "الوحدة المختارة شلداغ " وطلبة الطيران الحربي، وتستمر الخطة مدة أسبوعين يتعرض خلالها الجنود لانواع التعذيب والاهانة مثل الضرب والحرمان من النوم وانواع متعددة من الاهانات.

 

وفي المرحلة الاولى من برنامج "الأسر" يتعرض الجنود الى ضغوط جسدية هائلة لتدريبهم على الصمود وعدم الانهيار اثناء الاسر لدرجة استنفاذ قدرات الجندي الجسدية والنفسية الى اقصى الحدود، كما قال احد ضباط الوحدات المختارة لصحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية.

 

وينتهي الجنود بعد فترة الضغط الجسدي والنفسي الى مرحلة من عدم التوازن تفقدهم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال وذلك من شدة ما تعرضوا له، لكنهم يمتنعون حتى عن الحديث عما جرى لهم خلال التدريب لعدة سنوات.

الكاتب الإسرائيلي المعروف حجاي لينكي أمضى خدمته العسكرية ضمن صفوف الكوماندوز البحري واصدر كتابا يحمل اسم "رقم الموت" يصف فيه ما مرّ عليه ضمن برنامج " الاسر" التدريبي قائلا: "في البداية ادخلونا الى غرفة وطلبوا من احدنا الذهاب وإحضار حزام فدخل الى غرفة ثانية يتم تصوير ما يجري فيها بمنظومة فيديو مغلقة وفجاة قفز عليه 4 جنود ووجهوا له ضربات قاتلة على مدى ربع ساعة الامر الذي اصابني بصدمة ومنذ تلك اللحظة لم اعد الإنسان الذي كنت قبلها".

 

واضاف الكاتب" في لحظة ما هجمت علي وعلى رفاقي المجموعة "الاسرة " ووضعوا اكياسا في رؤوسنا وشرعوا بتوجيه الضربات القاسية وشعرت كانهم وضعونا لمدة ساعة في غسالة الملابس وبعد ذلك لم اعد اميز اليمين من اليسار وبعد ذلك جمعونا في احدى الغرف وطيلة الوقت وجه لنا جنود احتياط الضربات واللكمات وبصقوا علينا وادخلوا رؤوسنا المغطاة بالاكياس في دلو مياه ووجهوا ضربة لاحدنا على ركبته فمزقوا له الاوتار وكان يعرج لمدة شهر من شدة الضربة ولن انسى منظر زميلي حين نزلت عن الدرج وشاهدته ملقى على الارض باكيا مذلا مهانا".