خبر مراقبون : خلافات عميقة بين نتنياهو وليبرمان لكن وقت الفراق لم يحن بعد

الساعة 05:50 ص|21 يوليو 2010

مراقبون : خلافات عميقة بين نتنياهو وليبرمان لكن وقت الفراق لم يحن بعد

فلسطين اليوم-وكالات

كان زواج سلطة، حشد من الساسة تفاوضوا لتشكيل ائتلاف حاكم، لا أكثر من ذلك.

والآن قد يكون الوقت قد حان للفراق.

طوال أسابيع، شهدت العلاقات بين رئيس الوزراء "الصهيوني" بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، مساعده الوفي في الماضي وشريكه وخصمه السياسي الحالي وأيضا وزير خارجيته، حالة من التدهور، بلغت أن شعر الأخير بأنه ينبغي أن يعلن عبر مؤتمر صحافي أول من أمس الائتلاف لا يعاني من أزمة.

لكنه أقر بوجود خلاف حاد في قضيتين على الأقل الميزانية والتشريع غير أنه نفى وجود خطط للخروج بحزبه القومي المتشدد "اسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحاكم.

ولم يخفِ ليبرمان انتقاده للطريقة التي يشعر بأن نتنياهو يعامله بها، نتنياهو الرجل الذي ساعده ليبرمان حتى تقلد رئاسة الوزراء العام 1996، والذي خدمه بإخلاص، وإن لم يكن يحظى دائما بشعبية، كمدير لمكتبه، قبل أن

يمضي لحال سبيله في شق طريقه السياسي الخاص العام 1999.

ومرجع الخلافات بين الرجلين هو تشريع مثير للجدل اقترحه حزب ليبرمان، واعترض عليه رئيس الوزراء، كان من شأنه أن يمنح "حاخامية إسرائيل الكبرى" التفرد باتخاذ القرارات المتعلقة باعتناق اليهودية.

والقضية الأخرى التي فاقمت الخلاف كانت تقليص الميزانيات الخاصة بالوزارات التي يسيطر عليها حزب إسرائيل بيتنا.

غير أن الخلاف الاخير بدأ بالفعل قبل بضعة أسابيع، عندما أرسل نتنياهو وزيرا آخر، دون علم ليبرمان، لتركيا، في مسعى، يبدو غير مجد حتى الآن، لرأب الصدع الذي حدث في العلاقات بين تل أبيب وأنقرة.

وتفاقمت المشكلة، عندما عين ليبرمان دبلوماسيا محنكا في منصب سفير الكيان لدى الأمم المتحدة، دون إعلام نتنياهو على ما يبدو، رغم أن وزير الخارجية يصر على ان رئيس الوزراء كان يعلم بالأمر قبل تعيين السفير.

وعقد نتنياهو وليبرمان اجتماع الصلح وتصفية الأجواء، واعلنا انتهاء الخلاف بينهما، غير أن التقديرات تشير إلى أن الخلاف عميق وان ما حدث هو تأجيل انسحاب "سرائيل بيتنا" من الائتلاف لوقت مناسب، لكن الفكرة لم تلغ.

وتقول سيما كادمون المحللة السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية: ليبرمان ليس مستعدا بعد للتنحي ..لم يحن الوقت (لاستقالته) بعد.

وفي حال عدول ليبرمان عن تعهده وقرر سحب حزبه

من الائتلاف، سيجد نتنياهو نفسه على رأس حكومة أقلية في دولة تتسم بالانقسام وبالتالي لن يبقى في سدة الحكم لفترة طويلة.

وقد يتلقى رئيس الوزراء طوق نجاة من حلف كاديما بقيادة تسيبي ليفني.

غير أن ذلك، قد يتسبب في أن يواجه نتنياهو مشكلات مع شركاء آخرين في الائتلاف اليميني الحاكم، ناهيك عن مشكلات قد تثار داخل حزب الليكود نفسه الذي يتزعمه نتنياهو. حيث ينظر كل أعضاء الحزب إلى آراء كاديما

بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين، بمشاعر تتراوح بين الاستياء والعداء والازدراء الصريح.

وكانت ليفني صريحة في الإعراب عما تعتبره افتقارا لروح المبادرة من جانب نتنياهو حيال عملية السلام مع الفلسطينيين.

هي تريد تسريع وتيرة التحرك في العملية، بينما يفضل اليمينيون في الائتلاف بقاء الأوضاع على حالها.

كما أن افتراض رغبة ليفني في الانضمام للائتلاف ليست مطروحة، لقد فاز حزبها كاديما بعدد أكبر من المقاعد بالفعل خلال انتخابات شباط 2009، لكن نتنياهو حظي برئاسة الوزراء لأن فرصه في التمكن من تشكيل ائتلاف كانت أكبر. قد تكون ليفني تقامر إذا فكرت أن الفرصة ستكون سانحة أمامها إذا ما أجريت انتخابات جديدة لتتولى رئاسة الوزراء دون مخاوف.

ويرى نتنياهو أن رحيل ليبرمان قد يخفف الضغوط الدبلوماسية التي تواجهها حكومته خاصة إذا ما تولت ليفني التي تصنف كمعتدلة الخارجية مكانه.

إن ليبرمان لا يحظى بشعبية في العديد من الدول المهمة، ورؤاه المتشككة والمعروفة إزاء عملية السلام تجعل من الصعب على نتنياهو أن يقنع الآخرين أن حكومته تريد اتفاقا مع الفلسطينيين.

لكن حسبما تقول كادمون فإن ليبرمان يعلم أن نتنياهو لن يتمكن بسهولة من إنهاء شراكته معه..أن يفكك حكومته اليمينية ..وأن ينحي شركاءه الطبيعيين ويشرك كاديما في حكومته.

تقول كادمون: إن ليبرمان لن يقرر الانسحاب من الائتلاف إلا في الوقت الذي يختاره هو..وبسبب قضية أيديولوجية... لن يتنحى بشكل قد يجعله يبدو ضعيفا..أو مفتقرا للنفوذ ..أو كشخص أجبر على التنحي.

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر بارزة في حزب

ليبرمان، القول، إنه بينما لا يولي وزير الخارجية الكثير من الاحترام لرئيس الوزراء فإن كلا منهما يدرك أنهما لن يتمكنا من البقاء دون أحدهما الآخر.