خبر نواب القدس ووزيرها المهددون بالإبعاد ينجحون في تدويل قضيتهم...

الساعة 03:22 م|17 يوليو 2010

في ظل اتهام السلطة بالتقصير...

نواب القدس ووزيرها المهددون بالإبعاد ينجحون في تدويل قضيتهم...

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

منذ الثاني من تموز الحالي اعتصم ثلاثة من المقدسيين في مقر الصليب الأحمر الدولي الواقع في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، احتجاجا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعادهم قسرا عن مدينتهم المحتلة و اقتلاعهم و عائلاتهم منها.

 

و لم تمض أيام حتى أضحت خيمة الاعتصام التي نصبت في المقر، مزارا للممثليات و البعثات الدولية الحقوقية و الرسمية و الدبلوماسية، و الذين ابدوا تأيدهم لقضيتهم و قضية أكثر من 35 ألف مقدسي سيكون مصيريهم الإبعاد في حال تطبيق قرار الإبعاد النواب والوزير عن المدينة.

 

يقول وزير القدس السابق خالد أبو عرفة، و المهدد بالإبعاد:" الخيمة لا تكاد تخلو من الزوار و الممثليات الدولية و الرسمية و التي سمعت بقضيتنا و تعاطفت معنا و يزورنا و تؤيدنا، فقد زارنا السفير المصري لدى السلطة و السفير الأردني و وفد من اللوردات البريطاني و السفير التونسي، و بعثات من منظمات حقوق الإنسان في العالم و منظمات السلام، و شخصيات اعتبارية، إلى جانب التضامن الكبير من شعبنا في فلسطين المحتلة عام 1948، الذي دعمونا بشتى الطرق".

 

نواب منتخبين من شعبهم...

و أبو عرفة، و ثلاثة من النواب في المجلس التشريعي كانوا قد انتخبوا عن حركة المقاومة الإسلامية حماس ( محمد أبو طير، محمد طوطح، احمد عطون)، تهددهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيلهم عن مدينتهم "بحجة عدم ولائهم لدولتها"، كما يدعى وزير داخلية الاحتلال.

 

و على مدار أربع سنوات من عمر قضيتهم فشلت أي مساع قانونية و قضائية بحل قضيتهم و خاصة في ظل استباق الشرطة لقرارات المحكمة و تطبيق قرار الإبعاد دون الانتظار، و الذي تمثل مؤخرا في اعتقال النائب محمد ابو طير تمهيدا لإبعاده.

 

يقول رئيس طاقم المحاميين للدفاع عن النواب فادي القواسمي:" قضية النواب ليست بالجديدة،فالقرار صدر قبل سنوات أربع وليس الآن، بناء على تفسيرات ما يسمى "زير الداخلية الإسرائيلي" الذي استند في قراره على قانون منع الدخول إلى "إسرائيل" لعام 1952 حيث قام بتخيرهم إما بالبقاء في المدينة أو ترك عضويتهم بالمجلس التشريعي الفلسطيني والحكومة الفلسطينية في ذلك الوقت.

 

وأضاف: لقد قمنا بتقديم التماس، في حينها 2006، ولكن حتى اليوم لم يتم النظر فيه، حيث عينت جلسة في أيلول من هذا العام، ولكن شرطة الاحتلال و بطريقة غير قانونية استبقت قرار المحكمة وقامت بتطبيق القرار.

 

عباس فشل بالتدخل...

ولما كان الامر كذلك، يقول خالد ابو عرفة، كان لا بد من التحرك على مستوى شعبي جماهيري، و خاصة بعد فشل وساطات رئيس السلطة في تعطيل القرار، " عندما التقينا مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن فهمنا ان هناك تفاهمات بخصوص قضيتنا مع الجانب الإسرائيلي، و بالفعل تعاملنا على هذا الأساس، ولكن بعد اعتقال الشيخ ابو طير  قدرنا خطورة الموقف و ان يمكن اعتقالنا في إيه لحظة، فتدارسنا الأمر، ورأينا أن المناسب و الأفضل للقضية ان يتم إعلانها على الملئ بشكل دولي و التواصل مع العالم و الرأي العام الدولي".

 

و كان ايضا اختيار الصليب الدولي لما تمثله هذه المنظمة كونها هيئة قانونية عليا لتطبيق القانون الدولي الذي تنتهكه إسرائيل بهذه القضية، يوضح أبو عرفة:" كانت فكرة الاعتصام في مقر الصليب الدولي، وبعد موافقة ممثلة البعثة الدولية على ذلك، قام النواب مع قادة الفصائل و الشخصيات الفلسطينية المقدسية بتدارس هذا الخيار، و ان القضية خطيرة على الجميع و ليس على النواب فقط، و انهم، أي النواب، في هذه المرحلة رأس حرب،  بالتالي يجب على الجميع التحرك بأسلوب وطني جامع، و من هنا كانت هذه الصورة المشرفة انعكاس لجماعية القرار من البداية".

 

و تابع ابو عرفة:" نحن ننطلق من كون مدينة القدس مدينة محتلة و ان تهجير ساكنيها يتناقض مع القانون الدولي و الذي تعتر فيه كل الدول في العالم، و حاولنا بصوت جماعي ان نقول لجميع العالم ان قانونهم ينتهك و عليهم التحرك".

 

و الى جانب تدويل قضيتهم من خلال خيمة الاعتصام، استطاع النواب والوزير المهدد بالطرد، شرح قضية القدس و مخططات التهويد بحقها، فعلى بعد خطوات من مقر الصليب الأحمر يقع حي الشيخ جراح المهدد بكامله بالمصادرة و ترحيل سكانه.

 

يقول خالد ابو عرفة:" حجم التضامن مع قضيتنا كبير، فقد قمنا بجهد كبير من المراسلات و اللقاءات كله أثمر في الأيام الأخيرة لقاءات و وفود محلية دولية، استطعنا و كافة الشخصيات الوطنية و الإسلامية في المدينة استغلالها لوضع الزائرين على مخاطر ما تتعرض له المدينة من مخططات لتهويدها و تهجير سكانها، ومن بينها قضية إبعادنا".

 

و السلطة لم تتحرك...

ورغم هذه النجاحات، كانت الغصة التي تحدث عنها الناطق باسم النواب بتقصير من السلطة الوطنية في تفعيل هذه القضية و الحديث عنها و دعمها، يقول امجد ابو عصب:" أن السلطة الفلسطينية بينما ينشغل العالم كله بقضية النواب، اكتفت بجهود الرئيس الفلسطيني حينما استقبل النواب والوزير ووعدهم بالتدخل،  ولم يكن هناك تحرك من أي جهة دبلوماسية لا من وزارة الخارجية ولا من دائرة شؤون المفاوضات.

 

وأضاف: لقد زار خيمة الاعتصام بعثات دولية كثيرة ووفود برلمانية وكان هناك إجماع على أنهم لم يعرفوا بالقضية من خلال الجهود التي كان على السلطة بذلها بل علموا ذلك من وسائل الإعلام.

 

وتابع أبو عصب:" نحن قمنا و بجهود فردية وشعبية بمراسلة المئات من الشخصيات و الوفود و الممثليات في العالم و الذين كانوا يقوموا بزيارتنا خال أيام، بينما تكتف السلطة بدور المراقب".