خبر ملحوظتان عن الوضع..هآرتس

الساعة 04:31 م|16 يوليو 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

1.إذا كنتم تظنون أننا بلغنا هذا الاسبوع ذروة الحرب، فانتظروا آب. لا يوجد للشيوخ الثلاثة في لجنة تيركل ما يخسرونه. سيحاربون كالأسود لا كالأرانب. من كان يظن أن أيدي هؤلاء الشيوخ سترتجف وأن أذهانهم لن تكون حادة صافية فهو مخطىء. أنشئت اللجنة حقا لمنع نشوء لجنة تحقيق دولية، لكنها بحسب استعدادها النشيط أكثر عنفا مما توقع الجهاز الحاكم. ليس عرضا أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع اللذين سيكونان الأولين ممن يدعون الى التحقيق، قد أصبحا اتصلا بمحامين. نتنياهو بالمحامي دوري كالغسبلد، وايهود باراك برام كاسبي ونبوت تال تسور.

بين الاسئلة التي تثار هناك: هل ألقى نتنياهو المسؤولية عن علاج القافلة البحرية على باراك قبل ان سافر الى كندا أم على بوغي يعلون الذي عين نائبا لرئيس الحكومة في تلك الايام؛ ولما كان لا يوجد للسباعية مكانة رسمية، فسيثار سؤال من قرر طرائق العمل في مواجهة القافلة البحرية. إن ما يبدو الان هو أن باراك سيحاول القاء المسؤولية على رئيس هيئة الاركان، برغم ان غابي اشكنازي أوصى قبل ذلك في رسالة الى بيبي وباراك بتفضيل حل المشكلة في مستوى سياسي وترك الخيار العسكري ليكون "بديلا ذا تفضيل أقل".  ليس عرضا أن مكتب باراك يدبر حملة اساءة سمعة لرئيس الاركان. ربما تخوف أن يأتي يوم قد يحل فيه اشكنازي محل باراك في منصب وزير الدفاع.

يذكر باراك موشيه ديان الذي تخلص من من التأثيم في لجنة اغرينات بالدعوى الداحضة أن وزير الدفاع لا يقدم سوى "استشارة وزارية" فليس هو قائد الجيش. دحرج التهمة على رئيس الاركان دافيد اليعيزر، قبل أن تنشأ اللجنة. وقبل أن يدحرج باراك المسؤولية على اشكنازي، سيضطر الى بيان ماذا كان توجيهه لعلاج القافلة البحرية. أهو الذي أصدر الأمر المخطوء بالاستيلاء على السفينة التركية خارج المياه الاقليمية، وهو الشيء الذي أثار العالم كله علينا؟ سيكون أصعب عليه ان يبين لماذا خفف بعد الاخفاق الحصار على غزة (كما سيصعب عليه ان يبين ما الذي أحرزته عملية "الرصاص المصبوب" سوى جلب غضب العالم كله علينا). إن من كان يظن أن لجنة تيركل ستعمل مثل اللجنة المنزلية في قرية زراعية للشيوخ، تنتظره مفاجأة. أقلنا إنه سيكون صيفا حارا؟

2.     أتذكرون مؤتمر الليكود الذي صرخت فيه ليمور لفنات، التي كانت آنذاك وزيرة التربية، بمئات المشاركين: "من أجل ماذا انتخبنا للحكم؟ أمن أجل تقسيم الوظائف؟" وكان رد النواب مختلفا عما توقعته. صرخوا في جماعة "نعم" طويلة. إن حكم مباي، الذي بدأ قبل انشاء الدولة وانهاء في 1977، قد منح أفضل الوظائف في الحكم لاولئك الذين كانوا منه. ومعروفة هي الحكاية التي تروي عن وضع حزب أراد وظيفة ما، واعتاد أن يحمل قصاصة تطلب ذلك. مرت سنين كثيرة حتى بلغ أناس "حيروت" الوظائف الرسمية وحتى حصلوا على رتب عالية في الجيش. ليس عرضا أن بن غوريون أعطى الجيش اسم جيش الدفاع الاسرائيلي، ليكون واضحا أن الدفاع قد احتل مكانا مركزيا في انشاء الدولة. وقد سمى بيغن الجيش الاسرائيلي حتى موته باسم "جيش اسرائيل" وحذف كلمة "الدفاع".

في السنين الاولى للدولة صعب على خريجي "ايتسل" الحصول على وظائف رسمية أو عامة. يذكر زميلي ايتان هابر اكثر من مرة بألم كيف بلغ والده حالة العدم، لانهم رفضوا اعطاءه وظيفة معلم بسبب انتمائه السياسي. وأعيد اثنان من أصدقائي الاخيار، جندا في الخامس عشر من آيار في لواء النقب الذي كان في أكثره من خريجي البلماخ، في غضون اسبوع الى مكتب التجنيد بزعم "عدم الملاءمة" – وكان ذلك في واقع الأمر لأنه تبين لهم أنهما خريجا كفار حسيديم الذي كان مركز "ايتسل". أديرت المؤسسات المهمة في الدولة على أيدي أنصار مباي فقط. كان في الشاباك قسم تجسس على الأحزاب. لا على حيروت وحده بل على مبام أيضا. ففي ذات مرة تم الكشف عن سماعات في مكتب مئير يعاري الشخصي.

        برغم أن أناس حيروت شعروا بأنهم مظلومون عندما بلغ بيغن الحكم، تصرف في البدء على نحو رسمي. فقد بقي كثير من أشياع مباي، ولا سيما في الرتب العليا في مناصبهم. لم يكن في ذلك عظمة نفس فقط بل تفكير عملي أيضا. فقد علم المساعدون القدماء المهذبون، ولا سيما في مؤسسات مثل الخزانة العامة والأمن والصناعة والتجارة والسياحة، علموا الوزراء الجدد خبايا السلطة وربما خبايا المحسوبية في عرض ذلك أيضا. وقد كان الضغط من أسفل من أجل  الوظائف على قدر عظم الانتصار. وقد فعلوا ذلك على نحو لا يقل حسنا عما فعل أنصار مباي. ليس واضحا لماذا مر هذا القدر من السنين الكثيرة حتى حقق مع ايهود اولمرت وتساحي هنغبي بسبب التعيينات في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة. إن الانتقاء بالصدفة لهذا الوزير او ذاك من قبل النيابة العامة والتضييق عليه مدة سنين لا يحل شيء. الحل تحديد قواعد رسمية يعين بحسبها كل واحد على حسب أهليته لا على حسب انتمائه السياسي ولا على حسب طول لسانه.