خبر انتهاء فترة « التوبة » للعملاء وحرب خفية بين أجهزة الأمن الفلسطينية والصهيونية

الساعة 05:24 م|11 يوليو 2010

انتهاء فترة "التوبة" للعملاء وحرب خفية بين أجهزة الأمن الفلسطينية والصهيونية

فلسطين اليوم – غزة

بينما انتهت أمس المهلة التي منحتها الحكومة الفلسطينية في غزة للمتعاونين مع الاستخبارات الإسرائيلية والمعروفين بـ"العملاء"، للتوبة وتسليم أنفسهم قبل اتخاذ إجراءات أخرى ضدهم، ما زالت الحرب تدور رحاها بصورة خفية بين الأجهزة الأمنية في غزة التي بذلت جهود مضنية لإنجاح حملتها ضد التخابر، وبين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي عملت طوال شهرين على إفشال جهود كشف العملاء لأنفسهم وتسليم كافة ملفاتهم.

 

وأكد الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إيهاب الغصين أن الحملة الوطنية لمكافحة التخابر جوبهت بحملة إسرائيلية مضادة منذ الإعلان عن انطلاقها قبل شهرين، في محاولة لإفشال الجهود الفلسطينية في ترتيب البيت الداخلي، لافتاً إلى المحاولات الإسرائيلية للتواصل مع العملاء، مثل: تكثيف الاتصال بالعملاء بصورة تزيد بكثير عن الوضع الطبيعي، ومحاولة طمأنتهم، علاوة على تحريك الاتصال بالخلايا النائمة، والمحاولات المتكررة لإيهام العملاء بأن لا أحد يستطيع الوصول إليهم.

 

وقال الناطق: "هذا دليل واضح على نجاح الحملة، وإلا ما عملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية على مواجهتها من خلال حملة مضادة". وأضاف: "هناك صراع أدمغة يدور بين غزة وقوات الاحتلال، فالحملة نجحت بامتياز".

 

وهددت الحملة الوطنية لمواجهة التخابر أنها ستضرب بيد من حديد على يد العملاء الذين لم يسلموا أنفسهم بعد انتهاء فترة "التوبة" أمس السبت، وقالت في بيان لها: "لدينا قائمة أسماء لعملاء ومشبوهين ومتخابرين، وسنبدأ بالتحرك والعمل عليها، وقد أعذر من أنذر".

 

واستعرض الغصين بعض نوعيات العملاء الذين سلموا أنفسهم، بين عملاء مخضرمين ومنهم نوعيات مهمة، وآخرين أشخاص لم يكن عليهم شبهات أمنية، مؤكداً ان وزارة الداخلية تمكنت من ضرب شبكات ضخمة من حيث الخطورة والمدة الزمنية الطويلة لها، وبعض البؤر الرئيسية في القطاع.

 

و أشار إلى أن وزارة الداخلية تمكنت من الحصول على قائمة بأسماء عملاء لم يسلموا أنفسهم، تم كشفهم من خلال اعترافات أدلى بها عملاء سلموا أنفسهم، مؤكداً أنه سيتم الشروع في تنفيذ حملة اعتقالات ضد العملاء وتقديمهم إلى القضاء.

 

وأوضح الغصين أن الحملة استهدفت الجميع من دون استثناء، وبصرف النظر عن الجهة أو التنظيم الذي ينتمي إلى المتعاونين مع الاحتلال، لافتاً إلى وجود خطة استشفاء تشمل الجانب الاجتماعي والنفسي، ومعالجة الدوافع التي وقع العملاء من خلالها في شرك التخابر.

 

وذكر أن إطلاق بعض الأرقام على أعداد العملاء في قطاع غزة غير دقيقة بالمطلق، ولا تعدو كونها توقعات أو تكهنات لا تعتمد على مصادر موثوقة، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال منذ 62 عاما وطبيعي أن يوجد بينه من يتعرض للابتزاز الصهيوني.

 

من جانبه اعتبر محلل الشؤون الإسرائيلية أحمد فياض أن الحكم على حجم النجاح الذي حققته حملة مكافحة التخابر سيكون مبكراً، قبل تقييم المعلومات التي أدلى بها من سلموا أنفسهم، لافتاً إلى أن المطلوب مكافحة متواصلة ومتكاملة للعمالة مع الاحتلال من دون اختصار القضية في حملة ذات وقت محدد.

 

وقال: "لا أحد يستطيع إنكار دور الحملة في مكافحة التخابر، لكنها جاءت متأخرة، إضافة إلى أهمية أن يشارك جميع الفلسطينيين فيها وليبس جهة فلسطينية بعينها".

 

وأكد فياض أن أجهزة الاستخبارات الصهيونية تبذل جهوداً مكثفة لتجنيد مزيد من العملاء في قطاع غزة، لمواجهة أي محاولة للمس بقدراتها الاستخبارية عبر كشف المتعاونين معها وتقديمهم للمحاكمة، موضحاً أن كشف العملاء يشكل خسارة استراتيجية معنوية لإسرائيل، علاوة على خسارة مصدارها للمعلومات، إضافة إلى إيصال رسالة مفادها عدم قدرتها على حماية من يتخابر معها.

 

وبين أن انسحاب الاحتلال من قطاع غزة العام 2005 قلل من إمكانية الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، الأمر الذي دفع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى استخدام وسائل الاتصال والانترنت، علاوة على الضغط على المرضى الذين يتنقلون عبر معبر بيت حانون.

 

ودعا فياض إلى توحيد الجهود لمكافحة التخابر، وعدم اقتصار ذلك على وقت أو جهة محددة، بل إشراك كافة الفلسطينيين في ذلك، وعدم اقتصار الأمر على المواجهة الأمنية فقط، مؤكداً زيادة إسرائيل لوحدات جديدة في أجهزتها الأمنية تستهدف تجنيد مزيد من العملاء وتوفير معلومات استخبارية عن كل ما هو فلسطيني.