خبر هل تلقى « أم جلعاد » مصير « أم فارس »؟.. رياض الأشقر

الساعة 06:07 ص|11 يوليو 2010

هل تلقى "أم جلعاد" مصير "أم فارس"..؟

بقلم: رياض خالد الأشقر

مختص في شئون الأسرى ومدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى

 

في كل اعتصام أسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بغزة تجدها جالسة تحمل صورة ابنها الأسير "فارس" المعتقل منذ 21 عاماً في سجون الاحتلال، كانت ترى وتبصر كل شئ ، وتزاحم أهالي الأسرى للوصول إلى مكان بارز في ذلك المقر البائس الذي لو نطقت جدرانه لتحدثت عن قصص ومآسي يحياها المئات من الأهالي، الذين يحترقون شوقاً لرؤيته أبنائهم ، ومنهم من فارق الحياة "كأم عماد شحاده" رحمها الله العضو الدائم في اعتصام الصليب دون أن يتمكن من عناق ابنه الأسير، كانت تسعى تلك العجوز في كل مرة لان تظهر صورتها في وسائل الإعلام التي تصل إلى السجون كي يراها فارس ويطمئن أنها بخير، لأنها ممنوعة من الزيارة منذ سنوات.

 

وكانت تشارك في كل الفعاليات من شمال القطاع إلى جنوبه ، سعياً لان يحن ذلك الضمير العالمي "الميت" وان ينبض بالعدل ولو مرة واحدة ، ويسمع عن معاناة الأسرى الفلسطينيين، وكانت تبكى كلما ذكر اسم ابنها ، وبكت لسنوات طويلة، حتى أسدلت ستارة سوداء على عينيها ،وأصبحت غير قادرة على الرؤية من الحزن وكثرة البكاء ، وبالرغم من ذلك لم تتقاعس عن المشاركة في فعاليات الأسرى ، تحمل عكازها ، وتعتمد على أولاد الحلال من أبناء شعبنا الذين يدلونها على  المكان الذي تنظم فيه فعاليات التضامن مع الأسرى.

 

إنها الحاجة أم فارس بارود التي تجاوزت السبعين عاماً من العمر ، ولا زالت تنتظر منذ 21 عاماً أن يعود لها ابنها الوحيد ، وتردد كلمتها المشهورة "إن كنت فقدت بصري من كثرة البكاء على فارس، وان خرج لن أراه ،ولكن يمكن أن أتحسسه واشتم رائحته وهذا يكفيني قبل أن أغادر هذه الدنيا" .

 

فهل يا ترى في ظل تعنت الاحتلال، والعراقيل التي يضعها في طريق إغلاق ملف جلعاد شاليط ، وإتمام صفقة التبادل يمكن أن تلقى "افيفا شاليط " والده "جلعاد" مصير أم فارس، وتفقد البصر من كثرة الحزن والبكاء على ابنها الذي دخل قبل أيام عامه الخامس في غياهب السجون، فهي كأم فارس بارود "مع فارق التشبيه"  منذ اسر ابنها وهى تناشد، وتنظم الفعاليات وتشارك في الاعتصامات أمام مكاتب ومنازل رؤساء الوزراء المتعاقبين في حكومة الاحتلال ، وتجوب البلاد طولاً وعرضاً ،بل العالم كله ، وهى تشرح قضية ابنها وتعرض معاناته علها تجد اذاناً صاغية لديهم لإنهاء هذه المعاناة ، وجمعها بابنها مرة أخرى .

 

في اعتقادي إن استمر رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو في التسويف والمماطلة، ووضع الشروط المسبقة ، والتلويح بعصا الأمن الغليظة ، واللعب على وتر عودة العمليات الانتحارية إن وافق على شروط حماس، واستمر في وضع قوائم مرفوض إطلاق سراحها ضمن الصفقة ، وتحريض الشارع الاسرائيلى على عدم التعاطي مع تصريحات عائلة شاليط ، وعدم مشاركتهم في المسيرات التي تحرج الحكومة وتضغط عليها .. برأي أن "افيفا" من المؤكد أنها ستفقد البصر،من كثرة البكاء ، بعد أن تفقد الأمل في حكومتها التي لا تقدر جنودها، وتتركهم وتتخلى عنهم عند أول مصيبة .

 

 وليس بعيداً أن يفقده كذلك "نوعام" والده ، وان يرحل "تسيفى" جده دون أن يحقق أمنيته الوحيدة برؤيته حفيده جلعاد ، وليس هذا فحسب، بل أيضاً هذا الأمر سيدفع باتجاه أن تسعى المقاومة بجد إلى اسر جنود آخرين لإطلاق سراح الأسرى الذين يرفض الاحتلال تحريرهم، والله اعلم من سيفقد بصره من أمهات جنود الاحتلال الذين يتجرءون على أبناء شعبنا ، ويزرعون الموت الخراب في كل أنحاء وطننا ، لان حكومتهم ستتخلى عنهم وتتركهم في الآسر، كما تركت من سبقهم، وإذا تغيرت الحكومة الحالية للعدو، وجاء من يوافق على إتمام الصفقة ، وعاد جلعاد إلى أسرته، حينها فلتتحسسه ايفيفا دون أن تراه .