خبر الركود يخيّم على تجارة السيارات بعد الحديث عن احتمال دخولها لغزة

الساعة 05:56 ص|11 يوليو 2010

الركود يخيّم على تجارة السيارات بعد الحديث عن احتمال دخولها لغزة

فلسطين اليوم-غزة

منذ ستة أشهر يحاول عامر سليمان، 45 عاما، شراء سيارة في ظل زيادة المتطلبات الحياتية التي توجب اقتناءها، لكن محاولاته باءت بالفشل بسبب الارتفاع الحاد في أسعار السيارات الناجم عن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأخيرا ورغم إلحاح زوجته، توقف عامر عن زيارة معارض بيع وشراء السيارات المستخدمة في غزة بعد زيادة التوقعات داخل القطاع بأنه سيسمح بدخول السيارات بعد إعلان "إسرائيل" عن تخفيف الحصار وحديثها عن إمكانية السماح بدخول مواد لم تدخل بعد للقطاع.

فعامر وكل الذين يسعون لاقتناء السيارات توقفوا عن البحث على أمل أن تتحقق التوقعات وتسمح "إسرائيل" بإدخال السيارات مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها بشكل دراماتيكي. لهذا فإن حركة بيع وشراء السيارات في غزة تعيش حاليا حالة من الركود والكساد الكبيرين، لا سيما في ظل دخول بعض السيارات عبر الأنفاق.

وقال تاجر السيارات زياد غبن: «بعدما أعلنت إسرائيل عن تخفيف الحصار وزيادة التوقعات بالسماح بدخول السيارات توقفت حركة البيع والشراء بشكل كامل لأن سعر السيارات الجديدة التي ستدخل ستكون أقل بكثير من تلك المستخدمة الموجودة في غزة».

 وأضاف غبن الذي يمتلك معرضا للسيارات في شارع الجلاء بمدينة غزة لـ«الشرق الأوسط»: «بسبب الحصار منعت إسرائيل دخول أي سيارة أو قطعة غيار إلى غزة وهو ما رفع سعر هذه السيارات بنسبة 100% إذ أصبح سعر السيارة المقدرة بستة آلاف دولار يزيد على خمسة عشر ألفا».

وحسب ما يقوله غبن فإن الكثير من أصحاب السيارات عرضوا سياراتهم للبيع خلال هذه الفترة إلا أن أحدا لا يرغب في شرائها لغلاء أسعارها وخوفا من انخفاض سعرها وعودته للسعر الطبيعي في حال دخول السيارات الجديدة.

وأكثر المتضررين من هذا الواقع هم أولئك  الذين رفضوا في السابق بيع سياراتهم أملا في تحقيق مزيد من الأرباح. وهذا الواقع دفع أبو محمد صبيحات وهو سائق أجرة للتذمر والتعبير عن خيبة أمله لفشله في بيع واستبدال سياراته. وقال: «خلال الأسبوع الماضي كنت أتوجه بها إلى سوق السيارات خمس مرات باليوم، لكي أبيعها وأتخلص منها، لكن دون جدوى». وأضاف: «أنا خائف من أن أخسر فيها بشكل كبير في حال دخول السيارات».

وأشار أبو محمد إلى أن سيارته القديمة لا يمكنها الاستمرار دون زيارة ورشة التصليح أسبوعيا مع تأكيده على غلاء أسعار قطاع الغيار بالقول: «السيارات الحديثة أعطالها قليلة مقارنة بالقديمة وهي ستجعل بالي مرتاحا بعدما تحملت هم التصليح الأسبوعي للسيارة لفترة طويلة».

ويخشى أصحاب السيارات والتجار من أن يتكبدوا خسائر فادحة. وقال التاجر أبو رامي نوفل إن السيارة البالغ حاليا ثمنها 30 ألف دولار سيصبح 18 ألف دولار كأقصى حد، وهو ما يشعر التجار بالخوف على رؤوس أموالهم.