خبر أسعار باهظة لم يسبق لها مثيل للفواكه في الضفة الغربية

الساعة 05:37 ص|08 يوليو 2010

أسعار باهظة لم يسبق لها مثيل للفواكه في الضفة الغربية

فلسطين اليوم-وكالات

طالب المواطنون بوضع حد لارتفاع أسعار الفواكه في الأسواق الفلسطينية، مؤكدين أن أسعارها أصبحت باهظة بشكل لم يسبق له مثيل، وهذا الأمر يحرم الكثيرين من أصحاب الدخل المحدود من شرائها.

وأكد المواطنون ، أن هذا الارتفاع في أسعار الفواكه في السوق المحلية هو الأكبر منذ 10 السنوات، إذ لا يقل سعر الكيلو الواحد من التفاح أو المانجا أو غيرها من الفواكه الصيفية التي تشتهر بها فلسطين عن 5 شواكل.

وقال المواطن محمد خليل صالح (35 عاماً) الذي كان يتسوق في حسبة مدينة البيرة، إنه فوجئ بارتفاع كبير في أسعار الفواكه، وأنه لم يعد بمقدوره توفيرها إلى أطفاله الستة الذي يلحون دوما في طلبها، في حين انه يفضل استخدام دخله المحدود في شراء الحاجيات الأساسية لبيته.

ويشارك صالح في رأيه، عبد النبي اللحام (51 عاما) الذي أيضا يشتكي من ارتفاع كبير في أسعار الفواكه ويطالب الجهات المختصة بالتدخل من اجل وقف بيع الفواكه في ما أسماه السوق السوداء، التي يتعرض المواطنون عبرها لأبشع استغلال من قبل التجار.

في ذات السياق، قالت الحاجة ربحية الكوبري (62 عاماً)، إنه لم يعد بمقدورها زراعة الفواكه في حديقتها المنزلية كما كان في السابق، بل إنه يتوجب عليها حاليا الذهاب إلى الأسواق لشرائها بسبب نقص المياه في قريتها كوبر شمال رام الله والتي لم تعد تكفي حتى للشرب والاستخدامات المنزلية.

والغريب في الأمر أن التجار المتواجدين في حسبة مدينة البيرة يشتكون أيضا من ارتفاع الفواكه ويرجعون هذه الظاهرة إلى التأثيرات السلبية التي خلفتها موجة الحر الأخيرة التي ضربت البلاد وأدت إلى تدمير محاصيل الفواكه في الأغوار والمناطق الشمالية والجنوبية.

وهنا قال خالد الجريري وهو أحد أصحاب البسطات في حسبة البيرة، إنه يشتري الفواكه بأسعار مرتفعة لذلك يقوم ببيعها للجمهور بأسعار مرتفعة، وأن مصدر هذه الفواكه ليس الأرض الفلسطينية بل يجري استيرادها من داخل إسرائيل أو من هضبة الجولان المحتلة.

وأضاف إنه تقلص ربحه في الفواكه بشكل كبير مع ارتفاع الأسعار إذا لم يعد بمقدور التجار الاستفادة من بشكل كبير من خلال بيع الفواكه، لم تعد الأرباح كما كانت في السابق، في حين إن شكوى المواطنين تتواصل ويتهمون التجار بالتسبب في رفع الأسعار.

وفي ذات السياق، أوضح أبو مؤيد السنجلاوي أحد أصحاب محل بيع الفواكه في حي الإرسال بمدينة رام الله، أن المشكلة تكمن في عدم توفر الفواكه المنتجة محليا في الأسواق ما يضطر التجار إلى الشراء من تجار الجملة الذين يقومون باستيرادها من إسرائيل ومن الجولان، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير بسبب ارتفاع تكلفة التبريد والتخزين والنقل.

وبيّن السنجلاوي أن الظروف الجوية التي تسببت في تدمير محاصيل الفواكه خلال العام هي ذاتها التي تمر بها إسرائيل لذلك لا تتوفر الفواكه داخل إسرائيل أيضا، ما يعني عدم توفر الفواكه في السوق لذلك ترتفع أسعارها، فالمطلوب هو فتح السوق للاستيراد من الدول العربية المجاورة.

إلى ذلك، بيّن جمال مبسلط مدير اتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين، أن سبب الأزمة الحالية المتمثلة في ارتفاع أسعار الفواكه ناجم عن عدم توفر إنتاج محلي منها، ما يضطر التجار إلى استيرادها من إسرائيل أو الجولان، وأن المطلوب حاليا من وزارة الزراعة هو تزويد المزارعين بأنواع مختلف من الفواكه تكون محسنة وتنتج مبكرا أو متأخرا، لتلبي حاجة السوق في السنوات المقبلة عوضا عن استيرادها من الخارج.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الفواكه ناجم أيضا عن عدم تنظيم هذه السوق، وعدم تنظيم نوعية المزروعات المثمرة التي يجري زراعتها حاليا، إضافة إلى عدم توفر أماكن لتخزين المحاصيل في الموسم وبيعها بعد انتهاء الموسم للمحافظة عليها طازجة وبأسعار معقولة.

وبيّن مبسلط أن إنتاج الفواكه محليا لا يغطي سوى 10% من حاجة السوق حاليا، لأن معظم الزراعات هي بعلية ولا تعتمد على الري بالغالب بسبب فقر المياه الذي تعيشه فلسطين في الوقت الحاضر.