خبر كلمات من عبق ذكرى الشهداء زياد ورائد غنام ومحمد الراعي ...

الساعة 07:34 م|30 يونيو 2010

كلمات من عبق ذكرى الشهداء زياد ورائد غنام ومحمد الراعي ...

 

كتب : محمود أبو عواد

تمر الأيام سريعاً، وفي كل إشراقه صباحٍ جديد تعود بنا الذاكرة إلي أيامٌ خَلا فيها رجالٌ لله، كانت تتزين برؤيتهم الوجوه، فهم كالشمسِ في ضحى الصباح المُشرق، وفي الليل الكاحل كدُجى القمر المضيء، يبتسمون للحياة رغم بأسها، ويعيشون في كنف الشهادة مُستلين سلاح الوعي والإيمان والثورة.

ثلاثة أعوام مرت كلمح البصر على رحيل القادة "زياد غنام – محمد الراعي – رائد غنام" حين تناثرت أشلاؤهم وارتوت الأرض بدمائهم الطاهرة، وغادروا الحياة ليلحقوا بركب صحبٍ اختاروا الرحيل عن الدُنيا باكراً، فهامت العيون تبكيهم دمعاً وانتفضت القلوب غضباً وحزناً، وسُجِّي الأبطال في قبورهم يودعون الحياة والبسمة تملأ شفاهَهُم والنور يملأ وجوههم وصيحات التكبير تطلقها حناجر الرجال التي فاضت لحاهم بالدمع بكاءً.

رحلوا لجنان عرضها السموات والأرض، في مقامٍ لا ينبغي إلا لأهله ممن تركوا قلوبهم ذليلة لله وحده، لا يبغون من حياتهم إلا رضي المولى وقد نالوه بشهادة العظماء، على النقيض تماماً من حال قاتلاهم الذي لم تدم الفرحة على شفاه قادته من اغتيال هذه الثلة المجاهدة، فقسم الرجال بالرد لم يدم طويلاً حين دك فرسان الحق بصواريخهم كيسوفيم واشكول وسديروت وعسقلان وخلقوا الرعب لهذا القاتل الجبان الذي لم يعِي أن القائد يخلفه ألف قائد وأن الدم يطلبه الدم والشهيد يحيى الملايين.

أراد العدو باغتيال القادة الشهداء أن يطمس تاريخهم المشرف بعد أن ركع "محمد الراعي" جنوده يبحثون عن أشلاء رفاقهم على الحدود مع رفح، وبعد أن كسر "زياد غنام" نظرية أمنهم الواهم حين أقدم أبناؤه الاستشهاديين "شاكر جودة – علاء الشاعر" على رفع علم فلسطين داخل ما يُسمى مغتصبة "موراج" قبل قتل 4 من الجنود الصهاينة بينهم ضابط كبير، وحين كان "رائد غنام" يُتلى في كل وقت وصيته يُجهز نفسه للانقضاض على "رفيح يام" التي أفلح بالدخول إليها والخروج منها سالماً إلي حين أن اختاره الله شهيداً متناثر الأشلاء على أرض جنوب القطاع الصامد؛ إن هذا غيض من فيض تاريخ هؤلاء الفرسان الذين ترجلوا عن صهوة جوادهم في الثلاثين من يونيو عام 2007.

ليس لرحيل هذه الثلة المؤمنة المجاهدة، إلا أن نقول هناك من يرحل وتندثر آثاره وهناك من يرحل وتبقى ذكراه في عبق ذكريات المخلصين للدماء التي ترتوي بها أرض فلسطين؛ فسلامٌ لأرواحكم، سلامٌ للأرواح التي حلقت في سماء فلسطين كالنجوم المُشعة،،، سلامٌ على الشهداء أجمعين.

نبذة عن أهم المحطات الجهادية للشهيد القائد "زياد غنام":

•تأسيس أول مجموعات للجان الشعبية في الانتفاضة الأولى إلي جانب الشهداء "أشرف وشرف الشيخ خليل"، حيث كانوا أول مجموعات ملثمة لجمع الكرنهات وبطاقات العمل داخل الكيان الصهيوني.

•اعتقل عام 1989 على يد قوات الاحتلال الصهيوني وأفرج عنه عام 1991م.

•فرضت قوات الاحتلال بعد الإفراج عنه الإقامة الجبرية ومقابلة ضباط المخابرات يومياً.

•مع بداية الانتفاضة بدء العمل مع الشهداء "محمد الشيخ خليل وياسر أبو العيش ويوسف أبو مطر وخالد عواجة وجمال أبو سمهدانة" وغيرهم في مقارعة الاحتلال باستهدافه على الحدود مع رفح.

•انضم إلي سرايا القدس عام 2000م، وبعد عمل دؤوب أصبح أحد قادتها والمسؤول عن وحدة الاستشهاديين في المنطقة الجنوبية.

•رافق الشهيد محمد الشيخ خليل في عملية كوسوفيم فيصل أبو نقيرة وإبراهيم حماد أسفرت على مقتل خمسة من المستوطنين.

•المشاركة في تجهيز منفذي عملية "فتح خيبر" بمشاركة كل من لجان المقاومة كتائب الشهيد أحمد أبو الريش والتي نفذها المجاهدون "محمد العزازي ويوسف عمر وعماد أبو سمهدانة" وأسفرت عن مقتل 6 من الجنود والضباط الصهاينة.

•أشرف على عملية "الفتح المبين" التي نفذها الاستشهاديين "شاكر جودة وعلاء الشاعرة" وأسفرت عن مقتل 4 جنود وضابط صهيوني.

•أشرف على عملية الاستشهادي "جهاد حسنين" التي نفذها بالقرب من بوابة صلاح الدين وأصيب فيها ثلاثة جنود صهاينة.

•أشرف على عملية "البرق الخاطف" التي نفذها الاستشهادي "أحمد شهاب" وقتل فيها جنديين وأصيب آخرين.

•أشرف على عملية الاستشهاديين "نضال صادق وأحمد عاشور" والتي أدت لمقتل ثلاث مستوطنين وإصابة آخرين.

•حصل الشهيد "أبو ياسر" إلي جانب الشهيد "وليد عبد العال" على نيشان الشجاعة الأول في سرايا القدس عن عملية تدمير الدبابة الثانية بعبوة جانبيه خلال ربع ساعة بعد أن دمرت الدبابة الأولي بعبوة أرضيه على الشريط الحدودي في مدينة رفح وذلك في العام 2003م، وأدت لمقتل وإصابة عدد من الجنود.

•أشرف الشهيد على إرسال الشهيد المجاهد "فادي أبو مصطفي" لتنفيذ عملية على خط كيسوفيم وقد تمكن من قتل جندي والانسحاب مصاباً في ذلك الوقت قبل أن يستشهد فيما بعد في عملية اغتيال.

•أرسل الشهيد "رائد الغنام" لتنفيذ عملية استشهادية ولكن قدر الله لم يشاء ليرتقيا معاً في عملية اغتيال استهدفتهم في 30-6-2007.

نبذة عن أهم المحطات الجهادية للشهيد القائد "محمد الراعي":

•انتمي لسرايا القدس مع بداية الانتفاضة في عام 2000م وقد تدرج في صفوفها ولخبرته العسكرية الكبيرة تمكن من أن يصبح أحد قادتها الميدانيين.

•شارك في العشرات من المهام الجهادية ضد مواقع الاحتلال وكذلك التصدي للتوغلات الصهيونية اليومية التي كانت تشهدها مناطق جنوب القطاع.

•العمل على تدريب المجاهدين على كافة أنواع الأسلحة وكذلك عمليات القنص التي كان الشهيد متمكن منها.

•في عام 2004 تمكن الشهيد من إطلاق قذيفة مضادة للدروع باتجاه آلية صهيونية مما أدي لتفجيرها بالكامل ومقتل وإصابة جميع طاقمها باعتراف العدو، وقامت قيادة سرايا القدس بتقديم نيشان الشجاعة والبطولة للشهيد.

نبذة عن أهم المحطات الجهادية للشهيد المجاهد "رائد غنام":

•انتمي لسرايا القدس مع بداية الانتفاضة الحالية في عام 2001 وقد تدرج في صفوف العمل العسكري.

•تم تجهيزه استشهادياً في عدة عمليات ولكن قدر الله لم يشاء أن يستشهد.

•شارك في عدد كبير من العمليات الجهادية وكذلك التصدي للتوغلات الصهيونية التي كانت تتعرض لها المدن الفلسطينية.

•تمكن من اقتحام مستوطنة "رفيح يام" والعود سالماً، وكذلك اقتحام مغتصبة موراج إلي  جانب الاستشهادي "شاكر جودة" الذي لم يشاء القدر أن يستشهدا معاً.

• أصيب الشهيد في عدد من المهام الجهادية وكان في كل مرة يخرج أكثر صلابةً لمواصلة خيار المقاومة والجهاد.

•مع استمرار الانتفاضة عمل شهيدنا في وحدة التصنيع والتطوير، حيث عمل على تصنيع  العبوات حتى لقي الله شهيداً.