خبر رتبوا له رفعا للمستوى..يديعوت

الساعة 08:57 ص|30 يونيو 2010

بقلم: ناحوم برنياع

لجنة تيركل تشكلت لتكون مثابة ورقة تين. وكان الهدف منح غطاء لخطوة من الادارة الامريكية لمنع تشكيل لجنة تحقيق على نمط غولدستون لموضوع الاسطول. من ناحية حكومة اسرائيل أنهت اللجنة مهمتها ما ان تشكلت. اما الان فلم يتبقَ غير لعبة التظاهر.

        ولكن ورقة التين ارادت أن يظن انها اسد، وليس ورقة تين. ورقة التين لم تستطب المزاح على السن المبالغ فيه لاعضاء اللجنة، كتاب التكليف البائس، القيود على سماع الشهود، وارادت رفعا للمستوى.

        خلف الكواليس حامت من اللحظة الاولى سحابة احابيل، خلطت في عجنة واحدة قضاة عليا متقاعدين، قضاة قائمين، محامين وسياسيين يفترض أن يحقق معهم فيها. وكل شيء بحث بالسر، همسا، من الفم الى الاذن. ومثلما في كل تلويات الحكومة الحالية، كان المحور هو وزير العدل يعقوب نئمان. فقد طلب يعقوب تيركل، فرتب له يعقوب نئمان الامر: شركة يعقوب ويعقوب. نئمان طبخ لجنة تيركل، عين اعضاءها، تفاوض على رفع مستواها وعلى قيودها واكتشف اختراعا عطل معارضة باراك واشكنازي.

        مساء يوم الخميس رفع تيركل لنئمان طلبه تحويل لجنته الى لجنة فحص حسب نموذج فينوغراد. والرواية الرسمية تقول ان نئمان فوجىء. الرواية الاقل رسمية تقول ان تيركل ونئمان اتفقا على رفع المستوى قبل وقت طويل من ذلك.

        المشكلة كانت باراك واشكنازي، اللذين عارضا بشدة لجنة الفحص. وكان الحل الالتماس الى محكمة العدل العليا: فمحكمة العدل العليا تلقت التماسا يطالب بتوسيع صلاحيات اللجنة.  محكمة العدل العليا ستلمح بانه يجب التوسيع، وايهود باراك لن يتجرأ على المواجهة مع محكمة العدل العليا، وها نحن سنجد انفسنا مرتبين: يوم الاحد ستتمكن الحكومة من أن تقرر التوسيع بهدوء.

        تجند نئمان لانقاذ السمعة الطيبة للقاضي تيركل لم يأتِ بالمجان. كان ينبغي لتيركل ان يعد بالا تمس اللجنة بالجنود. كما أن ستمتنع عن التحقيق معهم. وهي ستكون لجنة على نمط فينوغراد على الورق فقط. فينوغراد عمل على خلفية غضب جماهيري هائل ضد كل من كان مشاركا في القرارات التي رافقت حرب لبنان الثانية. اما من لجنة تيركل فلا ينتظر الجمهور الاسرائيلي في هذه اللحظة شيئا، باستثناء الثناء للجيش الاسرائيلي.

        نتنياهو مرتب. هناك من يحرص عليه. وزراء السباعية مرتبون. الوحيد الذي ينبغي له أن يبدأ في أن يتصبب عرقا هو غابي اشكنازي. نتنياهو وباراك لن يذرفا دمعة اذا ما وصمت حياته المهنية قبيل انتقاله الى الحياة المدنية بفضل اجتياح تعقد. وصمته هي وسام البطولة لهما.

        في ختام قضية عمانويل شكر نتنياهو علنا نئمان. على الترتيب الحالي هو ممنوع من الشكر علنا. انا سأفعل هذا، بالتالي، بدلا منه. شكرا لك يا يعنكيلة العزيز، شكرا انك انقذتنا مرة اخرى من المشكلة. لا حل انت لا تجد له مشكلة، لا مشكلة انت لا تجد لها حلا. واذا ما خرج هذا دوما اعوج بعض الشيء، مطموسا بعض الشيء، فالذنب ليس ذنبه بل فقط من ينظر هو الاعوج الذي يرى عوجا.