خبر مقال : أيها الإسرائيليون .. نتنياهو لا يريد تحرير شاليط

الساعة 07:39 ص|30 يونيو 2010

مقال : أيها الإسرائيليون .. نتنياهو لا يريد تحرير شاليط

رياض خالد الأشقر

 مختص في شئون الأسرى ومدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى

أتابع كمختص في شئون الأسرى باهتمام ما يجرى في الشارع الاسرائيلى فيما يخص الفعاليات التي تنظمها عائلة شاليط وأصدقائه ومؤيديه ، للضغط على الحكومة للإسراع في تحرير جلعاد شاليط من الأسر، وكحريص على رؤية أبناء شعبي الميامين أحرار معززين مكرمين بعد السنوات الطوال التي أمضوها فى العذاب والمعاناة خلف قضبان الاحتلال، أتمنى لتلك المساعي أن تنجح في وضع نتنياهو في الزاوية، وإجباره على القبول بالصفقة كما تريدها الفصائل الفلسطينية، ولكن يبدو أن رئيس وزراء الاحتلال، يريد أن يضع العراقيل أمام تنفيذ الصفقة، ولا يستطيع كقائد ضعيف وفاشل أن يتخذ قرار جرئ بتحمل تبعات إطلاق سراح شاليط .

 

لذلك على الشعب الاسرائيلى الذي أيد في أخر استطلاع رأى أجرته صحيفة هأرتس بثلثيه إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين حتى يعود شاليط حياً، أن يحذر وينتبه جيداً للقرارات التي يتخذها نتنياهو إن أراد أن يرى شاليط مرة أخرى بين أهله وأحبائه، لان نتنياهو لا يريد على الأغلب عوده شاليط، وهو يماطل في إتمام الصفقة على أمل أن يحقق في اللحظات الأخيرة اختراق استخباري في العثور على مكان شاليط ليتم قصفه بقوة، وإزاحة هذا العبء عن كاهله ، ويكون بذلك قد ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول انه لن يضطر إلى إطلاق سرح أسرى قتلوا عشرات الإسرائيليين، وان اضطر لدفع ثمن مقابل جثه، فانه سيكون اقل بكثير من الثمن الذي سيدفعه فيما لو كان شاليط حي، والثاني انه سيرتاح من الضغط الشعبي الذي يؤرق نومه، ويرفع ضغطه ، وخاصة بعد أن أعلنت عائلة شاليط أنها ستستقر نهاية المطاف بعد 12 يوماً من المسير، في المنزل المقابل لمنزله،وأنها لن تعود إلا برفقه ابنها، وأنها بصدد وضع صورة كبيرة لجلعاد بزيه العسكري الذي اسر فيه، مقابل شباك غرفة نومه لكي يشاهدها صباح مساء، ويشعر بالذنب كلما رأى تلك الصورة ، ويتذكر فشله في إغلاق هذا الملف بنجاح .

 

وما القائمة التي أصدرها مكتب نتنياهو والتي تضم أربعين أسيراً محظور إطلاق سراحهم ضمن الصفقة، بما فيهم أسرى على رأس القائمة التي طالبت بها حماس والفصائل الأسرة لجلعاد، ويضع شروطاً مسبقة بعدم عوده كثير من المنتظر الإفراج عنهم ضمن الصفقة إلى ديارهم إنما عليهم الاختيار بين غزة أو دول عربية أخرى ، إلا وضع للعصي في دولاب إتمام صفقة إطلاق سراح جلعاد، وعدم رغبة في إنهاء هذه القضية .

 

فيا محبى شاليط، ويا من ترغبون برؤية شاليط مجدداً بينكم حياً يرزق، وليس مجرد سماع اسمه في نشرات الأخبار ووسائل الإعلام والتي قد تطلق عليه أن طال الأمد " جلعاد أراد " عليكم بمنع رئيس وزرائكم من المقامرة بمصير عزيزكم ومحبكم جلعاد، فلو كانت عنده النية الصادقة، الأمر لا يعدو كونه جرة قلم صغيرة بالموافقة على إتمام الصفقة، وينتهي كل شئ ويعود جلعاد إليكم ليحتفل بعيد مولده الرابع والعشرين بينكم، وليس بين أسريه كما الأعوام الأربعة الماضية التي عانى فيها العزل والحرمان ، ولم ينعم بالنوم مرتاحاً ، أو بالطعام هانئاً . 

 

لا تجعلوا نتيناهو يلعب بعقولكم بشعارات فارغة المضمون كقولة "لا تعطوا حماس نقطة قوة تستخدمها في المفاوضات " أو قوله " لا تساعدوا في عوده القتل إلى شوارعنا" هذه شعارات للاستهلاك ولتبرير موقفه المتعنت في عوده شاليط،لا تمنحوه فرصة لالتقاط أنفاسه، استمروا بفعالياتكم ، وكلنا ثقة بان ضغطكم سيعجل عودة ابنكم، حتى لا تندموا حين لا ينفع الندم .