حكايات المعاناة يبثها الأسرى و ذويهم بحثا عن حلول "ليست بيد السلطة"
فلسطين اليوم: رام الله
خلال إعلامي لمسائلة وزير الأسرى و شؤون المحررين الفلسطيني عيسى قراقع وقفت سيدة وطلبت الكلام، تحدثت بكلمات قليلة و بسيطة عن أبنائها المحتجزين وراء قضبان السجن ويواجهون سجنا بالمؤبد مدى الحياة.
قالت:"سيدي الوزير أنا والدة الأسيرين محمود و احمد براش، في سجن بئر السبع، و منذ سنوات طويلة "13 عاما" و ابني احمد في السجن و يعاني من أمراض عديدة فهو يحتاج لتركيب رجل صناعية بعد بتر ساقه، و زرع قرنيه قبل أن يفقد بصره بالكامل، و ناشدنا الجميع و الوزارة و أنت شخصيا و لكن لا مجيب".
السيدة التي تحملت مشقة السفر من بلدتها القريبة إلى رام الله لتلتقي الوزير و تؤكد له شكوى بثتها سابقا، لم تلق جواب يثلج الصدر، قال الوزير :" نحن نحاول ما نستطيع حتى نتمكن من حل جميع القضايا العالقة و خاصة للأسرى المرضى، نحن نتعامل مع أعداء و لا نستطيع وعدكم بالكثير".
وكما أم محمود و أحمد كان العديد من أهالي الأسرى الذين قدموا من مناطق متعددة يبثوا هموم و مشاكلهم لوزير الأسرى، وكان الجواب على شكواها هو الجواب على شكوى غيرها.
السيدة سهير بدارنة، و هي زوجة أسير يقطن في السجن منذ 20 عاما، و يعاني من أمراض مستعصية، في القلب، طالبت بالضغط على الصليب الأحمر الفلسطيني للسماح بتخصيص أكثر من طبيب للسجن الواحد، ليتمكن من فحص ومعالجة و تقديم العلاج لكل من يحتاج من الأسرى.
وزير الأسرى أكد على إشكالية عدم السماح بدخول الأطباء، وقال انه ووزارته يحاولوا الضغط من خلال منظمات إنسانية و طبية دولية و محلية للضغط على إدارة السجون، و التي وافقت مؤخرا فقط على إدخال فريق من أطباء الأسنان فقط.
وقال الوزير:" نحن ندرك حجم هذه المشكلة، هناك 1500 أسير مريض وبحاجة لعلاج في السجون، و نسعى باستمرار للضغط لإدخال أطباء عرب ودوليين بتخصصات مختلفة وخاصة أخصائي القلب و الأورام.
و بعد حديث طويل للأمهات و الزوجات طلب الحديث شاب "عمره من عمر اعتقال والده" هكذا عرف نفسه:" أنا هادي ابن فخري البرغوثي ثاني أقدم أسير فلسطيني و عميد الأسرى"، هادي توجه إلى الوزير بعتاب كبير " أين أبي في الإعلام و الصحافة إلا يستحق منكم أن تمنحوه مساحة اكبر من برامجكم".
وكانت اشد المداخلات إيلاما و إحراجا للوزير ما قاله الأسير السابق وليد الهودلي، عندما اشتكى معاملة الأسرى المحررين بقسوة في سجون السلطة و اقتيادهم للاعتقال فور خروجهم من سجون الاحتلال:" تميز وزارتكم يجب أن يكتمل بالتعامل مع الألم الكبير الذي يخلفه اعتقالنا نحن المحررين من سجون الاحتلال بسجون السلطة".
وليد الهودلي أسير محرر و اعتقل لأكثر من 14 عاما في سجون الاحتلال، وتعرض للاعتقال هو وزوجته و ابنته عائشة التي لم تكن تبلغ من العمر سته أشهر، و مؤخرا تعرض للاعتقال من قبل أجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.
وليد وصف ألم كبير لم يشعر به طوال سنوات اعتقاله الطويلة، عايشه لحظة اعتقاله للمرة الأولى:" شئ صعب ان تهان و ان المناضل الذي قدم كل شئ من عمره و عائلته في سجون الاحتلال، بسياط سجان فلسطينيي".
وزير الأسرى لم يجد ما يقوله أمام كلمات وليد سوى:" الوضع معقد وحين التوقيع على المصالحة سنخرج من كل هذه التناقضات".
وخلال الجلسة التي كانت مخصصة لأسئلة الصحافيين للوزير، لم يقدم أي من الصحافيين سؤلا أمام سيل الشكاوى من الأهالي و أكتفوا بتسجيل قصصهم و معاناتهم مع الأسر أسرى و أهالي.