خبر شليت وعنصر الزمن- معاريف

الساعة 09:02 ص|24 يونيو 2010

شليت وعنصر الزمن- معاريف

بقلم: روبيك روزنتال

 (المضمون: الصلة التي حاولوا عقدها بين الاغلاق على قطاع غزة وبين جلعاد شليت كانت مغلوطة طوال الطريق واختبار النتيجة يثبت ذلك - المصدر).

        بعد صمت طويل خرج هذا الاسبوع نوعام شليت علنا ضد قرار رفع الاغلاق عن غزة. يمكن ان نفهم قلبه، ولكن هذه الخطوة كانت مغلوطة. الصلة التي حاولوا اقامتها بين الاغلاق على قطاع غزة وبين جلعاد شليت كانت مغلوطة على كل الطريق، وفي اختبار النتائج ثبت ذلك. الاغلاق ليس ولم يكن ورقة مساومة لانه لم يكن جزءا من المفاوضات. لم يكن ورقة مساومة تجاه الخارج، لان الاسرة الدولية لم تقبل بالاغلاق في صيغته الواسعة، وعليه ففي نظرة الى الوراء الاغلاق اضعف الموقف الاسرائيلي في موضوع شليت. في غزة الاغلاق لم يخلق رد فعل متسلسل كان يفترض ان يؤدي الى الضغط على حماس لتحرير شليت، وذلك لان رد الفعل المتسلسل ليس جزءا من دينامية علاقات المواطنين والحكم في القطاع.

        موضوع جلعاد شليت كان، هو وسيكون حتى تحريره في مجال تبادل الاسرى. كل خروج عن نطاق النقاش هذا هو سهم مرتد، وذلك لانه اذا كان بوسع اسرائيل أن تفرض اغلاقا غير مبرر في هذه القضية، فسيكون مسموحا لحماس ظاهرا أن تطرح مطالب لا ترتبط بموضوع الاسرى. الموضوع هو تبادل الاسرى، ويدور الحديث عن مفاوضات لا يعمل فيه الطرف الاخر حسب مصالح واضحة وفورية له نفسه – أي تحرير مئات من رجاله من السجن الاسرائيلي – وتحركه عوامل عالمية وعلى رأسها ايران. وبالذات الدعوة الى التضييق على حقوق السجناء في السجن الاسرائيلي ذات صلة بالامر، وان كان مشكوكا فيه أن تساعد امام المنطق المشوه لدى حماس.

        منذ بداية القضية وحتى اليوم واضح أنه ستكون صفقة اليمة، وانه سيحرر سجناء قساة، وان حماس ستستخلص من كل صفقة مهما كانت مكاسب سياسية. ما فهمه اولمرت وبعده نتنياهو، ربما بالطريق الصعب، هو أن الزمن في هذه المفاوضات لا يعمل في صالح اسرائيل. قضية جلعاد شليت ستواصل ضعضعة الحكومات، لتقض مضجع رؤساء الوزراء، وتخلق اضطرارات واعتبارات غير ذات صلة في شؤون مختلفة. الاغلاق هو مثال واحد على ذلك.

        نتنياهو يقول انه في كانون الاول 2009 قبلت الحكومة اقتراح الوسيط الالماني، ولكن حماس لم ترد عليه بعد. دون صلة بمسألة اذا كانت حكومة اسرائيل قررت على نحو سليم في حينه، فان هذا تشويش واضح للحقائق – على الاقل مثلما عرضت في حينه ولم يتم نفيها. حكومة اسرائيل لم تقبل اقتراح الوسيط، بمعنى، الاقتراح الذي اتفق عليه الوسيط مع حماس. الرفض جاء بعد الخلافات في الرأي التي تسربت عن "السباعية" بين الوزراء وكذا مع قادة الجيش. الحكومة طرحت حيال الاقتراح الذي رفع لها تحفظات ذات وزن، وكان واضحا حتى منذ ذلك الحين بان رد حماس عليها سيكون سلبيا، وان المفاوضات ستعود الى الجمود.  نتنياهو نفسه قال في حينه: "لا أدري اذا كان هناك صفقة، انا على الاطلاق غير واثق بانه توجد صفقة". وهو كان يعرف بانه لا توجد صفقة.

        الطرفان يلعبان الان في لعبة المعركة العتيقة، "من يرمش اولا". ولكن هذه اللعبة غير مناسبة هنا. الانتظار لخطوة غير متوازنة من الطرف الاخر في قضية شليت لا ينجح. ومنذ العام 2009 واضح انه لن ينجح. اسرائيل لا يمكنها أن تنتظر. عليها أن تواصل المفاوضات الوحشية، المثيرة للحفيظة، المثيرة للقرف هذه، وان تقترح اقتراحات اخرى، والا تسمح للامر بان يموت. كما أنه لاعتبارات الاخلاق اليهودية، وكذا لاعتبارات برغماتية: الموضوع لن ينزل عن جدول الاعمال طالما واصل شليت البقاء في الاسر، على مسافة كيلو مترات معدودة عن حدود اسرائيل، حيا.