خبر لا يوجد خيار أردني..معاريف

الساعة 08:26 م|22 يونيو 2010

بقلم: ليندا منوحين

يقول مثل عراقي "أحدثك يا ابنتي وحديثي لكنتي" يمكن أن نجد  تجسيدا لهذا القول في الخطبة التي خطبها الملك عبدالله ملك الأردن موجهة الى الأمة قبل نحو من عشرة أيام، احتفالا بيوم الجيش الاردني. ففي الخطبة التي خصصت في الاساس لموضوعات داخلية، كرر الملك ثماني مرات كلمة "الوحدة" – التي هي المقابل لكلمة أمن في خطبة لزعيم اسرائيلي. الخطبة في ظاهرها موجهة الى سكان الأردن الذين جزؤهم الاكبر من أصل فلسطيني. لكن موضوع "الوحدة" في حقيقة الأمر كان موجها الى الفلسطينيين في الضفة الغربية والى الاسرائيليين بقدر لا يقل عن ذلك.

        رفض الملك الخيار الاردني البتة، ذلك الخيار الذي أمل اريئيل شارون رعايته على أن يكون حلا للمشكلة الفلسطينية بقوله: "مهما تكن الظروف لن نوافق على أي حل للمشكلة الفلسطينية على حساب الأردن. لن يكون للأردن أي دور في الضفة الغربية". مع ذلك، وعد الملك بعدم التخلي من الواجب التاريخي للأردن بتأييد الفلسطينيين الى أن ينشئوا دولتهم على أرضهم كما قال. فحل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يقبله الأردن.

        بل إن الملك عبدالله احتاج الى أن يذكرنا بشيء من نظرية أبيه، الملك حسين، الذي أخذ على عاتقه فصم الصلة الادارية والقانونية بالضفة الغربية في 1988: "كل من يحاول أن يلعب بالوحدة الوطنية أو أن يضر بها هو عدوي حتى يوم القيامة، وهو أيضا عدو عبدالله (ابن الحسين) وعدو جميع الأردنيين". يطفو الخيار الاردني عندما تدفع المحادثات مع الفلسطينيين الى طريق مسدود.

        ولماذا نثير كلام الملك؟ لأن وسائل الاعلام الاسرائيلية جرت الى عاصفة الرحلة البحرية وآثارها، من غير أن تنتبه الى الكلام المهم الذي أمامنا. يبدو أن قيادة الدولة غارقة هي أيضا وأضاعت فرصة ملاشاة مخاوف الملك بأعلان واضح بأن الخيار الاردني قد مات منذ زمن. لقد أصبح حل الدولتين حظي بموافقة دولية ولا تمكن اعادة العجل الى الوراء في شأن غزة أيضا.

        قام وزير النقل العام، اسرائيل كاتس بمحاولة بائسة في هذا الاتجاه. فقد دعا الوزير مصر، في المدة الأخيرة الى ترتيب نقل السلع البحرية الى قطاع غزة من ميناء بورسعيد في مصر، والسلع الجوية من طريق مطار القاهرة. لماذا؟ للامتناع عن ازالة الحصار على غزة. لقد كانت غزة من مسؤولية مصر حتى 1967، لكن نتائج حرب الايام الستة أفضت الى أن ينتقل ذلك الى اسرائيل.

        آخر شيء تريد مصر سماعه في الوقت الحالي هو تحمل المسؤولية عن غزة. فذلك قد يشوش على جهود مبارك في نقل سهل للسلطة الى ابنه جمال. ترى مصر اسرائيل مسؤولة عن غزة. ومن الواجب علينا ان نكشف عن حساسية باحتياجات الجارتين في كل حل للمشكلة الفلسطينية في المستقبل.

        إن الاتحاد الكونفدرالي مع الاردن او الخيار الاردني مكانهما كتب التاريخ.