خبر مرايا .. يكتبها عبد الله الشاعر.. اعتذار لصفي الدين

الساعة 10:11 ص|17 يونيو 2010

مرايا .. يكتبها عبد الله  الشاعر.. اعتذار لصفي الدين

معذرة مجللة بتقريظ الخجل، مدموغة بعبوس الحزن، تكتنفها مشاعر المعرة، نتقدم بها للشاعر صفي الدين الحلي..ونجيبه بألم تنكسر فيه هاماتنا :"نعم، لقد خاب الرجا فينا" أرح نفسك يا سيدي فلا أحد مستعد ليسأل الرماح العوالي عن معالينا..ربما في زمان عربي ما كنا بلا شك قوما:

إذا ادّعوا جاءت الدنيا مصدّقة        وإذا دعوا قالت الدنيا :آمينا

قوم إذا استخصموا كانوا فراعنة    وإن حكّموا يوما كانوا موازينا

تساؤلاتك يا سيدي تؤذينا كثيرا،وتشعرنا رغم أنوفنا بالبون الشاسع الذي طرأ على نخوتنا في وقت كنت لا يعجبك الواقع الذي استراح فيه سيف الفتوحات قليلا،وببن واقع نحياه اليوم تحت سقف العار بملايين الدرجات المئوية.

اليوم يا سيدي يعلن المغصوب عن حاجته القصوى لبقاء الغاصب..فلا حياة لنا بدون راكب يمتطى فوق ظهورنا..ونخشى من انهياره فجأة لنجد أنفسنا أحرارا..وإلا فماذا نسمي تصريحات أبي مازن أمام اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارته الأسبوع الماضي حينما أعلن عن حق لليهود بالتواجد في فلسطين؟!..ما هذا الانحطاط الغبي في وقت ينهض العالم لنصرتنا..بالضبط كما سرق "عطية" الفأس ممن يساعدونه في حفر قبر أبيه وهرب!..لا يوجد توصيف يلائم هذه الحالة النفسية الارتكاسية، ولا حتى لفظة "الخيانة"فهي لا تؤدي الغرض إذ تتعلق بمن يضيع الأمانة.. أما المعروض فهو شرعنة سرقة اللصوص من بعض أصحاب الحقوق حيث ليس مباحا لمن لا يتمكن من الزواج الزنا، وبالتالي ليس متاحا لمن يعجز عن التحرير المسامحة بحقوق شعبه لأنه في هذه الحالة يحتاج لمناسبة وطنية نرجمه فيها كما نرجم "بلفور" إذ لا فرق مهما اختلفت القوميات واللكنات وحتى لو ضبط أحدهما معلقا بأستار الكعبة.

يا أبا مازن نحن قوم كنا معهم كقول الشاعر: وفتية إن نقل أصغوا مسامعهم     لقولنا أو دعوناهم أجابونا

ليس من طموحاتنا لن نقدم لهم وعدا يحررهم من لعنة السرقة، يبرئهم أمام العالم .. ما أجمل الصمت أحيانا عندما يكون النطق أشد كفرا،وما أبشع الجبل الذي يتمخض فيهز الدنيا ثم يلد فأرا.. ويبدو أن سلام فياض لم يسمع بصفي الدين الحلي، ولم يطالع نونيته قبل أن يدين عملية الخليل المباركة وقد يسبق الرد الرسالة

"إنّا لقوم أبت أخلاقنا شرفا    أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا"

فنحن لا نعتدي ولا ندّخر لاعتداء ولكننا قوم مظلومون نرد جزءا من الضيم لا كله بحسب ما تمتلكه أيدي المستضعفين، فلا يجوز أن يحسد رجولتنا حاسد فيطفح علينا بذله المعتاد وكأن الادانة للعملية طوق نجاة ينقذه من نفحات الكرامة!.