خبر الأسطول الإيراني إيقاف سهل.. يديعوت

الساعة 09:49 ص|17 يونيو 2010

الأسطول الإيراني إيقاف سهل.. يديعوت

بقلم: غي بخور

كيف حصل ان كل حدود اسرائيل هادئة ومستقرة، والبحر فقط يعج بانواع الاساطيل؟ الجواب غريب وعجيب. في كل حدود اسرائيل توجد أنظمة عربية استقرارها هام لوجودها، ولهذا فانها تحافظ على حدود هادئة. من هذه الناحية لا يهم اذا كانت هذه حدود سلام ام حدود مواجهة. للاردن ولمصر يوجد ذات المصلحة مثل لبنان، بما في ذلك حزب الله، سوريا او حماس. البحر وحده بقي فالتا، وذات مرة اعتقدنا بان هذا يفترض أن يكون العكس.

وبالفعل، كارهو اسرائيل وجدوا اختراعا جديدا: احراج اسرائيل من البحر. إذ لا يوجد نظام عربي يصدهم في الطريق. واذا سمحت لهم بالعبور فانهم سيعلنون "النصر"؛ واذا قتل اناسهم، فان هذا "نصر" اكبر بالنسبة لهم. وهكذا فانهم يكسبون الشعبية في اوساط الجماهير على نمط اردوغان، ولعلهم ينجحون في خدش اسرائيل.

والان ايران، تلك التي يرى فيها معظم العالم منبوذة مثل كوريا الشمالية، تريد أن تنضم الى الاحتفال البحري. لماذا لا. مع ايران بالذات الوضع أسهل منه مع دول اخرى. مؤخرا فقط اتخذ باغلبية كبيرة قرار بفرض عقوبات دولية قاسية على ايران (قرار 1929 للامم المتحدة)، وحان الوقت ان تستخدمها اسرائيل وتستخدم الشرعية العالمية. لماذا ينبغي لنا أن نقاتل الامم المتحدة كل الوقت، بينما يمكننا استخدامها؟

البند 15 من العقوبات الجديدة يقول ان ايران تخضع من الان فصاعدا لنظام جديد من الرقابة على الشحنات المشبوهة، للعثور على التهريب الى ايران ومنعه. ودول العالم ملزمة، حسب القرار الجديد بفحص كل سفينة ايرانية في منطقتها مشبوهة بانها تحمل شحنة محظورة من والى ايران، بما في ذلك السلاح التقليدي او العناصر الحساسة للنووي والصواريخ. بل ان الدول مطالبة بان تتعاون في مثل هذه الرقابة في المياه الدولية.

اذا كان كذلك، فان السفن الايرانية التي في طريقها الى غزة لا بد مشبوهة بتهريب اسلحة ووسائل قتالية. على اسرائيل أن تطالب الدول التي تمر السفن في مياهها الاقليمية ان توقفها للفحص أو أن تفحص هي نفسها السفن المشبوهة في المياه الدولية، في ظل التبليغ عن ذلك، أو في مياهها الاقليمية، دون أن تبليغ. هذا واجبها حسب العقوبات، وليس فقط حقها. لا يمكن لاحد ان يعارض ما يطالب به مجلس الامن نفسه. وهكذا يحظى عمل اسرائيلي ببعد قوي من الشرعية.

الايرانيون انفسهم اعلنوا بانهم لن يوافقوا على ان توقف سفنهم للتفتيش، وحذروا من أنه اذا تم ايقاف احداها في ارجاء العالم – فسيبدأون بتنفيذ "تفتيشات" خاصة بهم للسفن الاجنبية في مياه الخليج الفارسي. بتعبير آخر، موضوع السفن هو بطنهم الطرية. فلماذا لا نضربهم في بطنهم الطرية حين يظنون أنهم سيضربون اسرائيل في بطنها. السفن ضد اسرائيل؟ لا، السفن ستكون ضد ايران.

على حكومة اسرائيل أن تعلن منذ الان بان كل سفينة ايرانية الى غزة مشبوهة بتهريب سلاح ووسائل قتالية وعليه فانها تطالب بوقفها فورا للتفتيش، وكل دول العالم ملزمة بان تطيع هذا الطلب، حسب اوامر مجلس الامن. ايران تحاول نزع الشرعية عن اسرائيل؟ هيا نحقق النتيجة المعاكسة.

مع ذلك، واضح ان هذا حل موضعي للسفن الايرانية فقط، وثمة حاجة الى حل دولي اكثر شمولا. كونه لا يوجد أي نظام عربي يحافظ على الحدود الغربية لاسرائيل، فان قوة دولية بحرية هي ضرورة، ومن السهل تنظيم ذلك. القوة يمكنها أن تجري ابحارا بحريا من ميناء محروس، حيث تفحص فيه كل الشحنات قبل الانطلاق وتضمن أن تصل السفن الى غزة بعزل تام. واضح أنه عبر هذا الابحار ستصل شحنات مسموح بها فقط، وذلك لان الناس سيدخلون ويخرجون عبر مصر فقط. مصر فتحت حدودها الى غزة بشكل مطلق، بحيث أن الحصار من جانبها لم يعد قائما.