خبر الحية: لا حاجة لنا بوفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية

الساعة 04:39 ص|17 يونيو 2010

الحية: لا حاجة لنا بوفد يأتي إلى غزة ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية

فلسطين اليوم: غزة

أكد خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن حركته لا ترحب بأي وفد يأتي إلى غزة «ليقول لنا وقعوا على الورقة المصرية، بهدف الالتفاف على الواقع والتغطية على الزخم الدولي والإقليمي والعربي الذي حدد بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق أسطول الحرية التضامني مع قطاع غزة».

وقال الحية في حديث لـ"الشرق الأوسط": «ما نريده حاليا هو معاقبة إسرائيل على جريمتها ولا حاجة لنا بوفد يتم تصويره أمام الإعلام ثم يقول لحماس وقعوا على الورقة المصرية، أما إذا حمل الوفد أفكارا نخرج بها من حالة الانقسام ترتكز على المقاومة والثوابت الفلسطينية يمكن أن ندرسها ونتعامل معها».

وحول رفض حماس استقبال منيب المصري على رأس وفد يضم أعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، وشخصيات وطنية فلسطينية، قال: «نحن لا نرفض حضوره، بل نرحب بالوفد بأجندة وأهداف واضحة».

وعن إمكانيات فتح ملف المصالحة حاليا، رد الحية قائلا: «المصالحة مطلوبة، لكن ليس هذا هو الوقت المناسب لتوجيه كاميرات الإعلام عليها خاصة مع علمنا أن المصالحة حتى الآن غير مسموح بها أميركيا».

وعن علاقات حماس بمصر، قال: «كنا نأمل أن لا يؤثر عدم التوقيع على الورقة المصرية على العلاقات الحمساوية - المصرية، لأن هذه قضية والعلاقات الكاملة قضية أخرى، فالأمن المشترك والأمان وعروبتنا وقوميتنا، ومقاومة الاحتلال والوقوف على التحديات والاعتداءات الصهيونية وأطماعها في عالمنا العربي والإسلامي، نحن نقف بكل قوة أمامها، وبالتالي كنا نأمل من الإخوة في مصر أن لا يتوقفوا عند هذه القضية (عدم التوقيع على الورقة) ونفكر كيف نحل هذه المشكلة، خاصة أننا لم نرفض التوقيع اعتباطا بل كان لنا مطلب بسيط هو أن هذه الورقة المصرية جاءت في بعض قضاياها البسيطة مخالفة، وما كنا نطلبه تعديل». وأضاف: «لدينا معلومات أن أميركا تقف حجر عثرة أمام المصالحة فهي طالبت مصر و(الرئيس) محمود عباس بألا ينجزوا المصالحة، ولو أرادت ووافقت أميركا على إمضاء المصالحة، في اعتقادي ستطالب كل الأطراف بإنجازها وستتم في ساعة. ونحن طرف أصيل ونعتز برعاية مصر للمصالحة لكن نريد بكل وضوح ألا تكون المصالحة بوابة للتسويف وبوابة لإخراج طرف على حساب طرف، نحن نسأل: لماذا التغييرات على الورقة المصرية طالت الملفات الأهم في موضوع المصالحة مثل موضوع منظمة التحرير والانتخابات، وموضوع الأمن؟ ولماذا لم يحدث التغيير إلا في تلك الملفات؟ وبالتالي نحن نقول اليوم: هل تريدون مصالحة حقيقية تؤكد وتعزز الشراكة أم تريدون شراكة لإخراج حماس من المشهد السياسي؟ نحن أطراف اختصمنا ولنا راع لماذا لا يقرب الراعي بيننا ويحمل المتخاصمين والمختلفين للوصول إلى بر الأمان؟».. وتعليقا على حديث حماس عن «فيتو أميركي»، وحديث فتح عن «فيتو إيراني» قال: «هذا كلام يجافي الحقيقة.. فإيران لم تطلب منا أن ندير ظهورنا للمصالحة.. لكن أميركا قالت بكل وضوح لزعماء ومسؤولين عرب، إذا لم تستجب حماس لشروط الرباعية فلن نصالح.. نحن لا ندعي.. هم يدعون هكذا دون دليل.. نحن نقول في حماس إن إيران وكل حلفاء الحركة وأصدقائها وحلفائها، كلهم يطالبون بالمصالحة.. إذن هناك تجن على إيران وعلى سورية أيضا.. فقرارنا مع المصالحة التي تؤسس بشراكة سياسية لوحدة المقاومة الفلسطينية، ولا تعيدنا إلى الوراء، نحن نريد أن نذهب للأمام وليس إلى الوراء». واعتبر الحية قرار الرئيس المصري حسني مبارك فتح معبر رفح دون سقف زمني. وقال: «إنه بلا شك خطوة موفقة جاءت بعد الصلف الصهيوني الذي قتل الأبرياء في عرض البحر. وأتمنى أن يكون معبر رفح مفتوحا دائما ولكل الفئات ويعود إلى سابق عهده. هذه خطوة جيدة نشكر الرئيس حسني مبارك عليها.. وحتى الآن معبر رفح يسير ضمن السياسة التي كانت متبعة في الفترات التي كان يفتح يومين أو ثلاثة في كل شهر للفئات المحددة مثل المرضى والطلاب، ولكن حاجات قطاع غزة أكبر من حاجات الطالب أو من له إقامة.. هذا معبر للناس ذوي المصالح المتعددة من العمل الإنساني والاجتماعي والعمل الاقتصادي، وغير ذلك، وبالتالي نحن نريد للمعبر أن يفتح لكل الفئات دون ضوابط ودون شروط، إلا ضوابط الشروط المطلوبة لسلامة بلدينا مصر وفلسطين، المعروفة بين الدول». وحول المخاوف المصرية الأمنية من فتح المعبر بشكل كامل.. قال: «هذه التخوفات تُحل بين الدول.. ونحن جاهزون للتعاون الأخوي بيننا وبين الإخوة في مصر، لحل كل الإشكاليات. القاعدة التي ننطلق منها هي حماية الأمن العربي وبالذات الشقيقة التي نعيش بجوارها، وبالتالي نحن نرفض أي مساس بالأمن، ونؤكد أننا جاهزون للتعاون والتنسيق مع الإخوة المصريين حتى يبقى الأمن المصري محفوظا إن شاء الله». وطالب الحية عدم تحميل الدور التركي أكثر مما يحتمل. فقال ردا على سؤال حول النوايا التركية واحتمال استغلالها الورقة الفلسطينية لتلعب دورا ما في المنطقة خدمة لمصالحها: «يجب ألا نحمل الموقف التركي أكبر مما يحتمل.. تركيا كأي دولة تناصر مظلومين وتقف مع حقهم نحييها على ذلك.. وتركيا في الموقف الأخير مع أسطول كسر الحصار.. صحيح أن الرعايا كان أكثرهم أتراك، لكن كان على متن الأسطول 45 جنسية، وتركيا واحدة، وبالتالي ما هي المصلحة التي تريد أن تحققها تركيا.. بالعكس نحن نتمنى أن يرتقي الموقف العربي والإسلامي إلى مصاف الموقف التركي.. تركيا قدمت من دم أبنائها وسياستها.. وبسبب الجريمة الصهيونية اتخذت موقفا دبلوماسيا وسياسيا من العدو الصهيوني، نحن نطالب من الدول التي كان لها أفراد على متن الأسطول أن تقف مثل هذا الموقف.. تركيا اليوم وقفت الموقف الإنساني المطلوب، ونحن نشكرها عليه، ونتمنى من كل الأطراف والدول أن يقفوا مثل هذا الموقف». وحول إقامة تركيا لعلاقات استراتيجية مع إسرائيل في حين تتضامن مع غزة.. قال لماذا تستغرب من ذلك مع أن هناك علاقات سياسية بين مصر وإسرائيل والرئيس حسني مبارك فتح المعبر، ونحن نثني على هذا الموقف، لماذا لا نثني على أي جهة تتعاطف معنا.. نحن لا نقول لتركيا اقلبي الطاولة على العالم، نحن نشكرها على موقفها الإنساني تجاهنا، وعلى العرب أن يقفوا بجانب تركيا وأن يدعموها وأن يحثوها على أن تبادر كأمة لكسر هذا الحصار، أما فقط نشكك في مواقف الآخرين، أعتقد هذا موقف غير سليم». وألقى الحية مسؤولية رفض حماس إجراء انتخابات البلدية في مدينة غزة على حركة فتح. واستطرد قائلا: «أعلنوا (فتح) عن انتخابات المجالس البلدية والمحلية في الضفة الغربية، وهذه رفضناها منذ البداية لأن هذه الانتخابات هي بالدرجة الأساسية سياسية.. ولها بعد سياسي وحالة الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني لا نريد لها أن تتعزز بتكريس انتخابات سياسية.. (أبو مازن ألغى الانتخابات في الأسبوع الماضي).

وعبر عن أمله أن تكون زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى غزة.. «فاتحة خطوات عربية رسمية للإنهاء الكامل للحصار الظالم على شعبنا، ومدخلا لاستعادة الوحدة الوطنية».