خبر الإجازة.. فخ يتربص بأبنائنا يجب أن نحسن استغلالها

الساعة 10:36 ص|14 يونيو 2010

الإجازة.. فخ يتربص بأبنائنا يجب أن نحسن استغلالها

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

انتهى العام الدراسي، وأقبلت الإجازة الصيفية، التي تعد "كابوساً" على الكثير من الأسر، فالأبناء طاقة وحيوية تحتاج إلى قنوات لتصريفها. وهكذا يعاني الكثير من الأسر من كيفية ملء فراغ أبنائها وبناتها الذي يقارب ثلاثة الأشهر.

 

وهكذا فإن حجم وقت الفراغ كبير جداً، ومن الممكن أن يكون هناك فرصة للاستفادة والتطوير، وقد يكون عكس ذلك.

 

والواقع يقول: إن اختيارات أبنائنا تظهر جلية في أوقات الفراغ؛ فالبعض يقضي هذا الوقت ممددًا على الأريكة أمام التلفاز يستهلك ما يراه بصريًّا، ومستقبلاً لكل ما يُلقى على عينه ورأسه، ناهيك عن محتوى ما يراه؛ إذ إنه إرسال يتنافس على المزيد من برامج الإثارة والسطحية.

 

والكارثة أن هناك قطاعاً من أبنائنا - في غياب دور الأسرة التربوي - يضبط طبق الاستقبال على القنوات التي تعرض الأفلام المشبوهة.

 

والبعض الآخر يقضي وقت الفراغ في الشارع، وهؤلاء هم حزب السائرين بدون هدف، وحزب الجالسين، الذين يُدَخِّنون النرجيلة (الشيشة) التي انتشرت كالوباء في مجتمعاتنا، وجماعة الجالسين في المطاعم كل يوم في مكان سعيًا وراء شهوة البطن.

 

ومن أبنائنا الطلاب من استغنى عن كل ذلك بجهاز الكمبيوتر، وليته يسعى بحثاً عن معلومة أو سعياً وراء معرفة جديدة، بل ليدور في دوائر المواقع الهدّامة.

 

لكن وعلى الرغم من ذلك فإن من أبنائنا من تربى على الصلاح وأصبح قلبه معلقاً بالمساجد، ولكن ما إن تنتهي الصلاة حتى تغلق أبوابها في وجهه، فقليلة هي المساجد التي لا تغلق أبوابها، وتقدم البرامج الثقافية، ودروس تحفيظ القرآن الكريم وتنظم المسابقات.

 

ومن اللافت أن نعلم أنه قد صدر عام 1970م ميثاق الفراغ الدولي في جنيف، حينما اجتمعت ست عشرة دولة أصدرت الميثاق، وكذلك تم تأسيس الاتحاد الدولي لأوقات الفراغ ومقره نيويورك، لكن المؤكد أنه قبل هذه المواثيق بألف وأربعمائة سنة خلت، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوجّهنا بدعوة تربوية صريحة للاستفادة من وقت الفراغ بقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: « اغتنم خمساً قبل خمس، وفيه: شبابك قبل هرمك... وفراغك قبل شغلك...». رواه الحاكم وصححه.

 

وفي السياق نفسه يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع.. وذكر منها عن عمره فيما أفناه... وعن جسمه فيما أبلاه ». رواه الترمذي عن أبى بردة.

 

الدكتور خالد خطاب، المتخصص في العقيدة وأصول التربية ورئيس جمعية اقرأ الخيرية يقول في حديث لـ فلسطين اليوم أن للمدرسة و وزارة التربية و التعليم و المساجد دوراً لا يقل أهمية عن دور الأسرة في تربية الطفل، حيث أن الآباء مسؤولين مسؤولية مباشرة عن مراقبة أولادهم و تربيتهم تربية صحيحة، لا سيما و أن الطفل في بداية عمره لا يشعر إلا بقوة والديه، وإذا غاب الطفل عن والديه فانه يستطيع أن يرتع و يفعل ما يشاء.

 

و عن دور المساجد، قال الدكتور خطاب، انه يفترض أن يكون للمساجد دوراً فاعلاً حتى يحسن أبناؤنا استغلال الإجازة ، و ذلك من خلال الصلاة و تنظيم حلقات الفقه و تحفيظ القرآن، حتى ينشغل وقت الطفل و لا يبقى له متسع من الفراغ الذي يجعله يرتع في شوارع المجتمع أو الانتساب إلى البرامج الأخرى التي تقوم عليها جهات قد تكون حاقدة أو مشبوهة.

 

و تابع خطاب بالقول أن من يعتقد أن دور المدرسة ينتهي بنهاية السنة الدراسية فهو مخطئ، ذلك أن المدرسة و المشرفين عليها من وزارة التربية و التعليم عليهم الدور الكبير في تنشئة الطفل، حيث أن الطفل في هذه المراحل العمرية يبدأ بالتخلص من سلطة الوالدين شيئاً فشيئاً لشعوره بالاستقلالية في المدرسة، و بالتالي فان دور المدرسة دوراً مهماً بما تقدمه من برامج لشغل وقت الطالب في الإجازة الصيفية مثل المخيمات القرآنية، و المخيمات الصيفية و الثقافية و برامج تعليمية للأطفال المتفوقين و غير المتفوقين أو من خلال طرح دورات علمية في مجالات مختلفة لتنمية قدراتهم في المجالات التي لا يتقنونها بشكل جيد، أو الاهتمام بفئة الموهوبين و الذين لديهم هوايات و مواهب مختلفة بتطويرها و الاهتمام بها.