خبر ما الذي يفاجئكم؟- معاريف

الساعة 08:35 ص|14 يونيو 2010

ما الذي يفاجئكم؟- معاريف

بقلم: نير شوعالي

 (المضمون: في الوقت الذي يتباكى فيه اليسار، يغرق في اليأس ويصوت للمتقاعدين او للورقة الخضراء، هذا اذا لم يستغل يوم الانتخابات لقضاء حاجاته الخاصة، فانهم في اليمين تعززوا، وسعوا المستوطنات وصوتوا لاحزابهم بجموعهم الغفيرة  - المصدر).

 

        هذا الاسبوع ألغى عدد آخر من المغنين حفلاتهم في اسرائيل، والجميع هناك في اليسار في ذهول من البيان، كما اعتادوا على ان يكونوا في الـ 15 سنة الاخيرة، منذ "حكومة اسرائيل تعلن بذهول". (البيان عن اغتيال رابين). ولكن هكذا تجري الامور في هذا القطاع، الذي بشكل عام يعيش على نحو طيب. قليلا بالدلال، قليلا باللامبالاة، قليلا بالتظاهر، وتقريبا مرة كل بضع سنوات يستيقظ ليكتشف شيئا آخر. بذهول.

        في الانتخابات مثلا. سنوات من الامتناع عن التصويت، البطاقات البيضاء وانتخاب أحزاب وهمية موسمية. هناك أيضا متحدثون بارزون ينطقون بلسان هذه الطائفة، أناس ذوو حضور، أصحاب رأي، لديهم مايكرفون وزمن شاشة. ربما لن يعرفوا أنفسهم كيسارويين، ولكن لا ريب أنهم مع حل سياسي يتمثل باعادة المناطق وتقسيم البلاد الى دولتين. بعد ذلك يقنعون المعجبين بهم بأن كل الـ 120 نائبا في الكنيست متعفنون، فاسدون، طفيليون وبائسون، وأنهم لن يصوتوا حتى لمؤيدي الحل الوسط السياسي.

        وهم سيصوتون مثلا، لحزب المتقاعدين، مع أن هذه عصبة متفرغين انتهازيين الأمر الاكثر ايجابية الذي يمكن ان يقال فيهم هو انهم عجائز. وهم سيصوتون لحزب الورقة الخضراء، وذلك لأنه اذا لم ينجح شيء في احداث التغيير في الشرق الاوسط، فعلى الأقل فليكن الحال بهيجا ولتكن هناك مادة طيبة لتعاطيها. وكبديل، يمكن أن تأخذ عائلتك الى بحيرة طبريا في يوم الانتخابات، بل ربما الى تركيا اذ أن "ما هو الافضل؟ انتخاب هؤلاء  الانذال كي يتلقوا رواتب لاربع سنوات على حسابي؟". هناك أيضا مثقفون ذوو وقفة، حتى ميرتس قومية متطرفة جدا بالنسبة لهم. ناهيك عن العرب الذين قاطعوا بيرس في انتخابات الـ 96 بسبب قصف خاطىء واحد في لبنان. ونحن نتحدث عن الانتخابات بعد اغتيال رابين، حين كان ينبغي فقط التوجه الى صندوق الاقتراع لقطف النصر بسهولة.

        في هذه الاثناء في اليمين، في الطرف الاخر من الطريق، يتعزز الناس في ايمانهم وفي تصويتهم، يعززون المستوطنات، يوسعون عائلات بارك الله فيها ويتوجهون الى التصويت بجموعهم في بني براك وفي القدس. وحتى عندما يكونوا أمواتا فانهم يصوتون. في اليسار يائسون، في  اليسار لا مبالون، وكل شيء يجري بأسلوب راق. يخادعون كل الطريق الى صندوق الاقتراع. العمل؟ ميرتس؟ كله متعفن.

        وفي هذه الاثناء في العالم، الولايات المتحدة لم تعد تصوت تلقائيا في صالحنا في الموضوع النووي. في المانيا، صديقتنا الأكبر في اوروبا، باع البنك الاكبر في الدولة أسهمه في "البيت". في ايطاليا يعيدون النظر في صداقتهم مع اسرائيل. في فرنسا اللاسامية باتت عنيفة كل يوم أكثر من اليوم السابق، في بريطانيا يقاطعون المنتوجات ونحن نتفاجىء في أن فكسز والفيس كوستيلو لا يأتون.

        الان ينبغي فقط الامل بأن التون جون، رود ستيورد والباقين ممن يسعدوننا سيلغون وصولهم الى اسرائيل. نعم. هذه ستكون صفعة في وجهنا – وليس الحرب القادمة.