خبر أهلا وسهلاً بأردوغان حتى لو جاء بباقة « كزبرة ».. هآرتس

الساعة 10:58 ص|08 يونيو 2010

أهلا وسهلاً بأردوغان حتى لو جاء بباقة "كزبرة".. هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

لو أراد رجب طيب اردوغان زيارة غزة وأن يأتي معه حتى بباقة كزبرة، مما لا يحل استيراده لسبب ما، لقلت له باسم أناس حماس وسكان غزة: أهلا وسهلا. لست أعلم هل مصر التي تفرض حصارا على غزة فضلا عن السلطة الفلسطينية التي رمي أناسها من السطوح على أيدي أفراد حماس، تستقبلان زيارة كهذه بأذرع مفتوحة، لكن فيما يتعلق بنا ليس الأمر في مقدمة اهتمامنا.

فنحن لسنا في غزة البتة. كلفنا هدم البيوت والكنس في غوش قطيف ونقل المقابر ودفع تعويضات للمستوطنين نحوا 10 مليارات شيكل. تركنا غزة قبل نحو من خمس سنين، في أيام حكومة اريئيل شارون بغير شروط مسبقة (وهذا أكثر كثيرا مما يمكن قوله عن تركيا ولواء الاسكندرونة).

لكن بدل تطويل المنطقة المخلاة لتصبح سياحة رائعة، جعلتها حماس قاعدة لاطلاق صواريخ القسام. فقد أطلقوا الصواريخ مدة سنين على بلدات مدنية اسرائيلية وفرضوا عليها الارهاب. لو أن أردوغان كان يساعد على الأقل في اعمار غزة ويقنع قادتها بعدم اطلاق صواريخ قسام على اسرائيل لأسهم في التهدئة وفي السلام أيضا. لكننا ما زلنا نسيطر على غزة في نظر الاسلام المتطرف وفي نظر أنفسنا أحيانا.

إن مشكلة اسرائيل هي وضعها المتدهور في الوعي الدولي، بسبب ضعفها وعدم وقدرتها على القيام بتنازلات جدية. إن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وايهود باراك وافيغدور ليبرمان وايلي يشاي، لا تبدو قادرة على التوصل الى تسوية تقوم على تنازل عن أراض، وهي بعيدة جدا من القدرة على رسم الحدود الدائمة بين الدولتين. إن أحداث الأسطول البحري، والعداوة التي نشبت على آثارها في جميع أطراف العالم موجهة الى اسرائيل، ما كانت لتحدث لو كنا في تفاوض مع القادة الفلسطينيين. بدل ذلك نفرض حصارا، ونطرد مدنيين ذوي صيت ونجعل فرق روك شهيرة تلغي زياراتها هنا وكأننا برص. وهذا يذكر قليلا بجنوب افريقية في أيام حكومة الفصل العنصري.

عندما يرى القادة ضعفاء يبدون مثل قطيع شياه يدعو الذئاب الى افتراسها. وهكذا نسقط ضحية جميع أنواع المنظمات المختلفة العجيبة، ونقع في هوات ما كان يجب ان نقع فيها، والحمد لله أن الولايات المتحدة، برغم خيبة أملها فينا، لا تدعنا نقع في الهاوية، حتى الانتخابات القادمة هناك، على الأقل.

تكاد تكون مشكلتنا دائما هي المشكلة نفسها: فنحن نعارض في البدء لجنة تحقيق، ونضطر آخر الأمر الى الاستجابة في أسوأ الظروف. يجب ألا ننتظر يوما واحدا آخر للحيرة وهضم قرار اقامة لجنة تحقيق دولية بمشاركة تركيا واسرائيل والولايات المتحدة، تحقق أمر الرحلة البحرية وظروف الأحداث الدامية فيها. تكاد تكون الأشياء معلومة. فصور جنودنا مضروبين ينزفون على متن "مرمرة"، التي نشرت في الصحيفة التركية "هوريت"، برهان ساطع على من الذي ترصد من. كان لاسرائيل من جهة عسكرية في الحقيقة اخفاق استخباري. فجنود الوحدة البحرية لم يعلموا سلفا بأنه يترصدهم زعران يحملون سكاكين ومناشير وهراوى وجميع الأسلحة الباردة الأخرى التي يمكن أن تخطر بالبال والتي يمكن أن تقتل.

إن سؤال هل الحصار على غزة قانوني أم لا هو سؤال في حد ذاته. لكن يصعب أن نصدق أن لا جهاز من أجهزة الاستخبار التركية علم بأن هذه الجماعة من الارهابيين تترصد جنودنا على متن "مرمرة". يجب على حكومة تركيا أيضا أن تفسر كيف وقع على متن هذه السفينة وحدها، لا في الأخر كلها، إبحار جماعة عنيفة كهذه. هل في تفتيش شرطة السواحل في اسطنبول يترصدون رجال الشرطة مع سكاكين ايضا؟.

السؤال الذي يجب ان نسأله في هذا الوقت هو كيف حدث أن بلغنا وضعا ينقضون علينا في كل فرصة شرعية وينددون بنا. يجب على اسرائيل أن تصوغ من جديد حكومتها، بحيث يكون فيها كثرة تطمح الى أن تبدأ آخر الأمر محادثات جدية مع الفلسطينيين. فبغير تسوية مع حدود دائمة، وبغير تسوية مع سورية وبغير اعادة العلاقات الاستراتيجية بتركيا وبالأوروبيين الى ما كانت عليه، ندخل قائمة الدول البرصاء.