خبر بعد حرب غزة..الإعلام الفلسطيني ينتصر على « إسرائيل » في أسطول الحرية

الساعة 06:35 ص|06 يونيو 2010

بعد حرب غزة..الإعلام الفلسطيني ينتصر على "إسرائيل" في أسطول الحرية

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

شَكلَت جريمة القراصنة الصهاينة بحق أسطول الحرية في الحادي والثلاثين من شهر مايو/ أيار الماضي، حدثاً إعلامياً جللاً استطاع فيه الإعلام أن يشكل حالة ضغط على إسرائيل في فضح جرائمها أمام العالم أجمع، الأمر الذي أثار حالة سخط وغضب في الشارعين العربي والدولي وعلى كافة المستويات.

فبعد حرب إسرائيل على غزة التي نفذتها في أواخر ديسمبر 2009 الماضي، وانتصر فيها الإعلام الفلسطيني على آلة الحرب، جاءت "أسطول الحرية" لتكون بمثابة امتحان صعب للوسائل الإعلامية التي انتصرت في غزة.

وقد أشاد مختصون وأكاديميون ومراسلو وسائل إعلامية في أحاديث منفصلة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، بدور الوسائل الإعلامية الفلسطينية في تغطية الحدث، حيث استطاعت أن تقوم بتغطية إعلامية كاملة للحدث أحدثت حالة ضغط في كافة أرجاء العالم.

قوة وتميز فلسطيني

فمن ناحيته، اعتبر أستاذ الإعلام بالجامعة الإسلامية الدكتور جواد الدلو، أن الإعلام الفلسطيني كان على مستوى الحدث، ورافق حادثة أسطول الحرية أولاً بأول، وإعطائه قيمته الحقيقة، وقيامه بالدور المطلوب في الملحمة البطولية للحرية منذ البداية وحتى النهاية في تغطية حية مباشرة من خلال وسائل الاعلام.

وأضاف الدكتور الدلو، أن الصحفيين الفلسطينيين كانوا يتواجدون في ميناء غزة وعلى اتصال دائم مع الإعلاميين والمتضامنين المتواجدين على متن الأسطول، وكتبوا بدمائهم وتضامنوا مع أسطول الحرية تضامناً حقيقياً واستطاعوا أن يغطوا الحدث وإبراز جريمة الاحتلال.

 بدوره، وصف الصحفي صالح المصري المشرف على شبكة القدس للإنتاج الفني والإعلامي التي تضم إذاعة القدس وإذاعة الأسرى وشبكة فلسطين اليوم الإخبارية التغطية الإعلامية المحلية بالممتازة، حيث كانت الطواقم الإعلامية الفلسطينية لحظة بلحظة مع الحدث سواء الإعلام المكتوب أو المقروء أو المسموع وحظيت باهتمام واضح.

واستدرك المصري، أن الإعلام العربي لم يكن على مستوى الحدث في البداية، وسرعان ما تم التعامل مع الحدث بصورة أكبر لأن الحدث أصبح عالمياً، وقد وجه المصري في هذا الإطار التحية لكل الطواقم العاملة في الإعلام العربي خاصة قناة الجزيرة التي تعتبر بمثابة كتيبة إعلامية متقدمة لنقل معاناة فلسطين إلى العالم.

 طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية بغزة، رأى أن الإعلام الفلسطيني كان متميزاً في التغطية الإعلامية لحادثة الأسطول، وقد وجد تفاعلاً قوياً من كافة الجهات والأطر والمؤسسات الإعلامية، مثنياً على جهود كافة الوسائل في فضح الجرائم الإسرائيلية.

أما ياسر أبو هين رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني، فأوضح أن الإعلام الفلسطيني شكل حالة استنفار ونضال، حيث كانت تغطيته بحجم كبر الحدث، وقد تمكن الصحفيون الفلسطينيون أن يثبتوا أنفسهم.

وبين أبو هين، أن الإعلام الفلسطيني تميز بتغطية الحدث أولاً بأول بجدارة وإبراز مساحة واسعة وتسليط الضوء على هذا الأسطول والمجزرة التي ارتكبت بحق المتضامنين ومواكبة تداعياته ونتائجه.

 وقد رأت الصحفية ريهام عبد الكريم مراسلة الـ" ام بي سي"، أن الإعلام الفلسطيني كان دائماً منتصراً لقضيته لأنه يحمل رسالة نابعة من القلب ولم يخفق فيها يوماً، وكان ذلك واضحاً في حرب غزة وقضية أسطول الحرية.

 ضغط واستنفار

وأضاف الدلو، أن الإعلام استطاع أن يشكل حالة ضغط، حيث كان له دور في انتفاضة العالم وتسيير المسيرات والمظاهرات في كافة أرجاء العالم، وملامسة أفئدة الشعوب، وتشكيل مواقف شعبية ورسمية، كان الاعلام عاملاً مهماً في تكوينها.

 فيما اعتبر المصري، أن الإعلام نقل المعركة بشكل مباشر للعالم، موجهاً التحية لطواقم الإعلام العربية والدولية التي شاركت على متن أسطول الحرية، ولطاقم الإعلام التركي الذي فقد شهيداً إعلامياً بالإضافة إلى ثمانية آخرين من الشهداء الأبطال.

وأكد، أن الإعلام الفلسطيني والإعلام المشارك في أسطول الحرية حققا نصراً جديداً وكشفا وجه إسرائيل القبيح للعالم.

وشدد النونو، على أن الإعلام الفلسطيني تمكن من تشكيل حالة ضغط وكان له دور كبير فيما وصلنا إليه، معبراً عن أمله في المزيد من الضغوط من أجل النجاح والتميز في قضايا وطنية عدة.

 

انتصار في غزة..وآخر في البحر

ورأى الدكتور الدلو، أن هذا الحدث يأتي كالحدث السابق وهو الحرب على غزة، وإن كانت الحرب على غزة الأكبر وتعد الحلقة الأولى في الهمجية الإسرائيلية، فيما مارست في حلقتها الثانية اعتداءها على حرية الرأي والتعبير في عرض البحر وخرق القانون الدولي.

وبين المصري، أن الإعلام الفلسطيني استطاع أن يحرك العالم بنقل جريمة القراصنة الصهاينة التي نفذها جنود البحرية على متن أسطول الحرية، مثلما نقل مجريات الحرب التي جرت العام الماضي على غزة بشكل مباشر واستطاع من خلال تغطيته للحدث أن يحرك العالم.

فيما اعتبرت عبد الكريم، أن الإعلام الفلسطيني هو الذي تمكن من رفع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ورفع تقرير جولدستون، وكشف وجه الاحتلال الحقيقي وعدوانه على غزة، مشددةً على أن الإعلام سيكون هو السبب الأول والحقيقي لرفع الحصار عن غزة.

   طوبى للإعلاميين

وقد دعا المصري، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بالصحفيين في كل الأوقات لأنهم جنود مجهولين في كل المعارك، مؤكداً ضرورة أن تظل المعاملة معهم حسنة في كل الأوقات وليس بشكل موسمي، على اعتبار أن حضور الإعلام القوي والتغطية الفلسطينية تحتاج لأجواء إيجابية للتغطية.

ورأت عبد الكريم، أن الوسائل الإعلامية الفلسطينية فرضت نفسها لأن الحدث فرض نفسه، وكان الإعلام سيد الموقف، قائلةً:"طوبى للإعلاميين الذين كانوا على متن السفينة، والعاملين في كافة الوسائل الإعلامية الذين رافقوا وتابعوا الحدث.

 ودعا النونو، كافة الإعلاميين على السير على الطريق في التركيز على قضايا الحصار الإسرائيلي، وعنصريته وإرهابه وظلمه للشعب الفلسطيني وعدوانه المتواصل، مطالباً بضرورة نقل الحقائق كما هي بهذا الخصوص.