خبر الى حنين الزعبي: حضارتهم تسقط عند قدميكِ../ ظافر الخطيب*

الساعة 06:47 م|04 يونيو 2010

الى حنين الزعبي: حضارتهم تسقط عند قدميكِ ظافر الخطيب*

 

* باحث أكاديمي في مجال التاريخ 

03/06/2010  13:52 

 

ليس لنا أن ننثر الكثير من الحبر حتى يأتيكِ المدد، فأنتِ في مقل الأحبّة، عنواناً يعانق نجماً، ومداداً يصنع نصراً أدبياً كبيراً، حين تكونين أنتِ وحدك أمامهم، تقهرين صلفهم، وتكشفينَ في مشهدكِ كل زيفهم، بشاعتهم، حين لا تتّسع ديمقراطيتهم لكلمة صغيرة فيها أنتم إرهابيون، فاشيون، مجرمون، بلا ماضٍ كنتم، حاضركم سراب، أمّا مستقبلكم ففي جملته الأولى غزة، أما تتمته فلله ما تجهلون، ألا ليتكم تظلون على جهلكم.

 

هي القيمة الحقيقية لقيمهم، فلا يبحثون بعدها في خزائننا عن قيامتهم، ففي صراطنا المستقيم، أنا من شعبٍ يفدي و يفتدي بلا وجلٍ أو انتظار، نخطّ فيها آياتنا "إنّا هنا باقون كالجدار"، إنّا هنا نحفر الصّخر، إنّا هنا نفل الحديد فلا نبقي ولا نذر، أمّا سلاحنا، فهذا وجعنا، هذا قهرنا، هذا ألمنا، هذا سبينا المعقود على عقود، نصهره في صورة إرادة ماردة تنهي ولا تنتهي.

 

ننتشر كالفطر كلّما زادوا من غضبهم، فالمطر الرهام، فالدمع الذارف، فالدم النازف، يروي كلّ أبجدية العشق الفلسطيني الملفّح بكوفية الدم وثأر التاريخ، من غزة إلى الضفة، إلى القدس، إلى أم الفحم إلى الناصرة، إلى عكا وحيفا، إلى عين الحلوة إلى نهر البارد إلى عجلون إلى اليرموك إلى كل بقاع الأرض، وفي القلب منها ذلك المتوسط الشاهد على بأس الرّوح الفلسطينية في مواجهة آلة الموت التي تنتجها قيم حضارتهم، ألا ما أبشعها من قيم، حين تصبح بشاعة لا تدانيها كل بشاعات الأرض، من أول الحرف حتى آخره.

 

والمشهد خيرُ بيانٍ، لا يحتاج إلى ابتذالٍ أو تزلّف، هو يأتي على طبيعته، من داخل بيتهم، لكنه بيتنا المسروق قبل أن يدنّسوه ويدمغوه بألوانهم، فيأتي كأنه مهد الحضارة، لكنه كما بينه التهافت على المسٍ بك، ليس إلا تأكيدا على ما في أصلهم من حقدٍ وإرهاب، للإنسانية جمعاء أن تشهده، مهما استبدت السياسات والمصالح، فلا يصحّ في انتهاء المسار، إلا صحيح فلسطينية، تحمله امرأة من فلسطين من الناصرة.

 

"أنتِ سافكة دماء"

أمّا جماجمنا وجماجم أطفالنا، ونهر الدماء الذي سال في المتوسط، في صبرا وشاتيلا، في كفر قاسم، في جنين، في غزة، في نحالين، في دير ياسين، في قانا والنبطية، وكمً كبيرٌ من الأسماء التي يزدان بها تاريخ عارهم، فتلك ليست سفك دماء، إنما معمودية الحب والسلام بمنطق الإنسان الصهيوني الفاشي.

 

" أنتِ إرهابية "

إما الاحتلال والحروب، المجازر، والمعتقلات التي تغزو الأرض بآلاف المعتقلين، أما التدمير، وجرف الأراضي وتدمير البيوت على ساكنيها، فهي ليست إلا معمودية الحب والسلام بمنطق الإنسان الفاشي المستعاد من قواميس الفاشية.

 

"أنتِ خائنة"

حين تنسجمين مع القيم التي تربيتِ عليها، قيم الوفاء والالتزام، قيم رفض الإستقواء على الضعيف، قيم الانتماء والأصالة، لكنك حتمًا كنت ستكونين مواطنة صالحة، لو أنك خضعتِ لمنطق الأسرلة و هرولتِ تصفقين لكلّ إرهابهم ودمويتهم.

 

"أنا أحتقركم وأحتقر أقوالكم"

ليس مهماً بأي لغة هجين نطقتِ بالأمس، وخاطبتِ بها أولئك، لكنّك حتماً كنتِ تنطقين باسم أمّة الأرض كلّها، لكنكِ حكماً كنت تنطقين باسم أمة الإنسانية كلها، حين وقفت بالأمس، تشمخين رغم أنوفهم، ألا أنك فخر شعبك وتاجُ كرامةٍ مصنوعٌ بعنادٍ لا ينكسر.

 

"سأشارك في أسطول الحرية رغم أنف العنصريين"

وسيركب معكِ على متن السفينة كلّنا بلا استثناء، ولا يهمّكِ إن تخاذل بعض عربنا بقممهم البائدة، ولا يهمّكِ إن جبُن بعضنا المحكوم بعقدة الخيانة والخوف، والملوّث بعقد التبعية، المستقيل من قيم الكرامة والعزة، فهم على عهدنا بهم، طفيليات ليس لنا أن نكترث بهم.

 

وعلى ذلك فإنّ في خاتمة البيان

نحبّكِ أكثر

بكِ نفخر

وما قبل أسطول الحرية الذي يمخر عباب المتوسط، هو حكماً ليس كما بعده، وللتاريخ أن يستعيد الصورة معدّلة، فكما غزت سفنهم أرضنا و زرعتها بالغرباء، فإنها ستصحّح مسارها بأسطول افتراضيٍ يعيد السكان الأصليين، حينها فقط نستيقظ من كابوسهم أو نظلّ كابوساً على قدرهم.