خبر قلق إسرائيلي من إطلاق تحقيق دولي في الاعتداء على «أسطول الحرية»

الساعة 05:36 ص|03 يونيو 2010

قلق إسرائيلي من إطلاق تحقيق دولي في الاعتداء على «أسطول الحرية»

فلسطين اليوم- وكالات

أبدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل قلقها من تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس بأن الولايات المتحدة «منفتحة أيضاً على شتى الطرق التي تضمن صدقية التحقيق» في الهجوم الدموي الذي شنه الكوماندوز الإسرائيلي على سفن «أسطول الحرية» لكسر الحصار على غزة، «بما في ذلك مشاركة دولية».

 

وقالت المصادر إن أركان الحكومة الإسرائيلية شرعوا في جهد ديبلوماسي مكثف، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، للحؤول دون تشكيل لجنة تحقيق دولية، فيما أعلنت أوساط عسكرية أن إسرائيل لن تسمح بتحقيق خارجي في ما حصل، وأن الجيش نفسه سيجري مثل هذا التحقيق. وقال الوزير يوسي بيلد إنه «لا مكان لإجراء أي تحقيق ولا يعقل أن يطالبنا العالم بإجراء تحقيق في كل عملية دفاع عن النفس». وأضاف: «يجب مواصلة الحصار البحري على القطاع للحيلولة دون إدخال أسلحة إليه تهدد أمن وسلامة الإسرائيليين».

 

وواصلت إسرائيل الإفراج عن مئات المحتجزين من المتضامنين في أعقاب قرار الحكومة الأمنية المصغرة الإفراج عن جميع المعتقلين «طبقاً للإجراءات القانونية المتبعة». وأفاد نائب الناطق باسم وزارة الخارجية شاحر أريئلي أن معظم المحتجزين غادر إسرائيل، بمن فيهم مئات الأتراك الذين استقلوا ثلاث طائرات أرسلتها أنقرة مع نائب وزير خارجيتها. وأضاف أن بضع عشرات من المعتقلين والجرحى ما زالوا رهن الاعتقال لرفضهم التوقيع على الترحيل الطوعي «لغرض الاستفزاز». وزاد أن من مصلحة إسرائيل «إنهاء القضية بأقصى سرعة... سنفرج عن جميع المعتقلين غير الضالعين في الهجوم في حال تجاوبوا معنا».

 

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن ناطق باسم هيئة السجون الإسرائيلية أمس أنه تم الإفراج عن الناشطين الأجانب الذين احتجزوا على متن «أسطول الحرية» كافة، استعداداً لترحيلهم. وقال: «لا يوجد أي معتقلين في السجن... تم نقلهم جميعاً إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب أو إلى الحدود الأردنية».

 

من جهته، أطرى وزير الدفاع إيهود باراك على أفراد «الوحدة 13» النخبوية التابعة لسلاح البحرية على العملية العسكرية التي نفذوها. وقال خلال جولة قام بها بمرافقة قادة الجيش في القاعدة العسكرية للوحدة، جنوب حيفا، مخاطباً الجنود الذين شاركوا في الهجوم: «أحييكم على ما قمتم به عندما دافعتم عن أنفسكم، شاهدت ذلك وسمعت عنه من قادتكم».

 

وأضاف: «نفذتم المهمة ومنعتم دخول الأسطول إلى غزة... عليكم أن تتذكروا دائماً أننا لسنا في أميركا الشمالية ولا في غرب أوروبا، نحن نعيش في الشرق الأوسط حيث لا يرحم أحد الضعفاء، ولا فرصة ثانية أمام من لا يدافع عن نفسه. أشكركم باسم الحكومة، وعلى رغم الثمن الباهظ يجب استخلاص العبر للمهمات المقبلة». وقال مصدر أمني للإذاعة العسكرية إن الغرض من الزيارة هو رفع معنويات الجنود وتقديم الشكر لهم باسم الحكومة، في ظل إجماع صهيوني بوجوب إخراج «الوحدة 13» من النقاش المستعر حول فشل العملية العسكرية.

 

غالبية الإسرائيليين ضد طريقة اقتحام السفينة

 

في غضون ذلك، رأى 62 في المئة من الإسرائيليين أنه كان ينبغي منع «أسطول الحرية» لكسر الحصار على قطاع غزة من الوصول إلى شواطئ القطاع «بطريقة مغايرة»، فيما دعا نحو نصف الإسرائيليين إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الإخفاقات التي رافقت عملية الكوماندوز. ووفقاً لاستطلاع صحيفة «معاريف»، حمّل 43 في المئة من الإسرائيليين وزير الدفاع المسؤولية عن نتائج عملية الاعتراض التي قتل فيها تسعة من ركاب السفن برصاص الجنود الإسرائيليين وأصيب العشرات بينهم سبعة من الجنود. مع ذلك، قال 75 في المئة إنهم لا يرون وجوب استقالة باراك في أعقاب الفشل.

 

أولمرت لتأهيل العلاقة مع تركيا

 

وقال رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت إنه يتوجب على إسرائيل أن تعمل كل ما في وسعها من أجل إعادة تأهيل العلاقات مع تركيا «لأن لأنقرة أهمية استراتيجية من الدرجة الأولى». وأضاف في حديث للإذاعة العسكرية أنه يجب العمل على إعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى ما كانت عليه «حتى قبل فترة وجيزة».

 

وتابع: «كنا حتى قبل فترة قصيرة، وحتى بعد العملية العسكرية في قطاع غزة، أحباء العالم وكل رؤساء أوروبا زاروا إسرائيل ليهنئونا على العملية في القطاع ويعلنوا دعمهم لنا... واضح الآن أن ثمة وضعاً سياسياً مقلقاً. وأعتقد أنه ينبغي على الحكومة أن تقوم بجهد سياسي كبير لتحسين العلاقات مع الأصدقاء الغاضبين منا ومحاولة الخروج من العزلة المحكمة التي نعيشها. لا يهمّ الآن كيف ولماذا جرى ما جرى، مَن المتهم ومن البريء. ليس هذا الوقت لمثل هذه الحسابات لأننا في خضم معركة».

 

إعادة عائلات الديبلوماسيين من تركيا

 

إلى ذلك، أعادت وزارة الخارجية الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين في عملية «شبه سرية» إلى إسرائيل عائلات عشرات من ديبلوماسييها في أنقرة وإسطنبول بداعي أنها لم تعد قادرة على العيش حياة طبيعية في ظل تظاهرات الغضب في أنحاء تركيا. وقال مصدر سياسي للإذاعة العسكرية إن أفراد عائلات الديبلوماسيين لم يتمكنوا من الذهاب إلى أماكن عملهم أو إرسال أطفالهم إلى المدارس، ولا حتى إلى مراكز التسوق. وأشارت إلى أن السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي ما زال «محاصراً» في منزله منذ يومين جراء التظاهرات المتواصلة قبالة المنزل المطالِبة بقطع العلاقات مع إسرائيل.

 

ودعت «لجنة المتابعة للجماهير العربية في إسرائيل» التي تمثل الحركات السياسية في أوساط فلسطينيي الـ 48، إلى التظاهر مساء اليوم قبالة سجن بئر السبع حيث يعتقل رئيس اللجنة محمد زيدان وزعيما الحركة الإسلامية بشقيها الشمالي والجنوبي الشيخان رائد صلاح وحامد أبو دعابس الذين تم تمديد اعتقالهم لثمانية أيام لمشاركتهم في «أسطول الحرية». وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة «ومحاكمة المجرمين والمسؤولين»، كما أقرت اللجنة تنظيم تظاهرة كبيرة غداً في مدينة الناصرة «لتكون صرخة احتجاج مدويّة» على الممارسات الإسرائيلية.

 

وأصدر الناطق باسم الحركة الإسلامية (الشمالية) المحامي زاهي نجيدات بياناً رداً على استمرار اعتقال أعضاء وفد «لجنة المتابعة» جاء فيه إن «المؤسسة الإسرائيلية المصابة بداء الجنون مصابة أيضاً بداء الكذب، فالعالم كله ينعت الجريمة الإسرائيلية بما يليق بها من أوصاف، إلا المؤسسة الإسرائيلية مقترفة الجريمة التي لا تزال تتخبط في محاولاتها البائسة والفاشلة لنسج حبال رواية التي لن تُنسج هذه المرة». وأضاف إن التحرير الفوري لوفد لجنة المتابعة «هو اختصار لمزيد من العار والشنار لهذه المؤسسة التي فقدت ماء وجهها».