خبر توتر العلاقات مع إسرائيل يعزز شعبية تركيا بين العرب

الساعة 06:36 م|02 يونيو 2010

توتر العلاقات مع إسرائيل يعزز شعبية تركيا بين العرب

فلسطين اليوم – وكالات

أدت المواجهة الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل بشأن الاستيلاء الدامي على سفينة مساعدات كانت متجهة إلى غزة إلى تعزيز شعبية تركيا بين العرب الذين يتوقون لان تظهر حكوماتهم تصميما مماثلا.

 

ومن القاهرة إلى الكويت رفرفت أعلام تركيا الحمراء في أنحاء العالم العربي في مظهر تأييد لرد فعلها على الهجوم الإسرائيلي الذي سقط فيه عشرات الناشطين معظمهم أتراك على الأقل قتلوا وهم يحاولون كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة.

 

وأدى رد فعل أنقرة الذي شمل سحب سفيرها في تل أبيب إلى تسليط الضوء على الحكومات العربية القليلة التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ومن بين هذه الدول مصر التي تتعرض بالفعل لانتقادات لمساعدتها إسرائيل في فرض الحصار على غزة.

 

وقامت القاهرة التي تدرك الانتقادات العربية والإسلامية لدورها في تنفيذ الحصار بفتح معبر رفح يوم الأربعاء. ورفح هو المنفذ الوحيد إلى قطاع غزة الذي لا تسيطر عليه بالكامل إسرائيل التي فرضت حصارا محكما على الأراضي التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

 

وقال خالد الدخيل وهو كاتب ومحلل سياسي سعودي بارز انه ليس هناك شك في أن شعبية الحكومة التركية في ازدياد في الشارع العربي. وأضاف أن هذا نتيجة طبيعية إذا أخذ في الاعتبار عجز الحكومات العربية.

 

وقالت تركيا يوم الأربعاء أنها ستعيد العلاقات إلى طبيعتها فقط حين ترفع الدولة اليهودية حصارها لقطاع غزة.

 

وفي القاهرة هذا الأسبوع أيد محتجون مصريون تركيا وانتقدوا حكومتهم. وردد بعض المتظاهرين عبارات تتحدث عن الحصار والخيانة.

 

وقالت مديحة كركر وهي تشير إلى وزارة الخارجية المصرية "الأتراك فعلوا أكثر ليظهروا أن هذا الحصار يجب أن يرفع أكثر من الأشخاص الذين يجلسون هناك."

 

وعزز رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان -- الذي اكتسب بالفعل شعبية لموقفه من القضية الفلسطينية -- وضعه من خلال النداءات التي وجهها لمعاقبة الدولة اليهودية بسبب الهجوم الذي شنته في البحر. وندد مجلس الأمن الدولي بسقوط قتلى.

 

وقال أردوغان في كلمته يوم الثلاثاء التي أذيعت في أنحاء العالم العربي في القنوات الفضائية ومن بينها الجزيرة "حان الوقت لان يقول المجتمع الدولي .. كفى .. ينبغي ألا يقتصر تحرك الأمم المتحدة على قرارها الذي يدين إسرائيل ولكن يجب أن تقف وراء قرارها."

 

وكانت وسائل الإعلام العربية قد أشادت في العام الماضي بأردوغان عندما انتقد علانية الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بشأن هجوم إسرائيل على غزة الذي استغرق ثلاثة أسابيع.

 

كما أن ديمقراطية تركيا واقتصادها القوي يلقى إعجابا من العرب الذين ينتقدون حكامهم ومستويات الفقر.

 

وبالنسبة للأتراك فانه بعد قرن من فقدان الإمبراطورية العثمانية قبضتها على المنطقة فان التأييد من جانب العرب يعد ميزة.

 

ونظرا لان جهودها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منيت بانتكاسات فقد سعت أنقرة إلى تعميق علاقاتها مع الدول المسلمة المجاورة.

 

وأدى تحسن العلاقات مع سوريا إلى تنشيط اتفاقية التجارة الحرة التي ترتب عليها في السنوات الأخيرة زيادة العجز في الميزان التجاري لصالح أنقرة.

 

وأدت المواجهة بين تركيا وإسرائيل هذا الأسبوع إلى تعزيز رأي بين المعلقين العرب على أن أنقرة تهدف إلى ترسيخ نفسها مع إسرائيل وإيران بصفتها واحدة من ثلاث دول لها ثقل حقيقي في منطقة تضم حكومات عربية ضعيفة.

 

وقال حاتم عبد القادر وهو مسؤول بالضفة الغربية في حركة فتح الفلسطينية أن هذا المثلث هو الذي سيحدد مصير المنطقة.

 

ويرى البعض تركيا على أنها تسعى إلى استغلال حادث قافلة غزة والحساسيات التي تحيط بالقضية الفلسطينية لكسب مزيد من الشعبية بين العرب والمسلمين.

 

وقال باحث العلوم السياسية اللبناني أسعد أبو خليل في مدونته (العربي الغاضب) انه يشعر أن تركيا تخوض حملة لكسب الرأي العام العربي.