خبر امتحان النتيجة -يديعوت

الساعة 09:34 ص|01 يونيو 2010

امتحان النتيجة -يديعوت

بقلم: ناحوم برنيع

(المضمون: عرفت اسرائيل في الماضي السحيق كيف تعطل سفنا معادية وهي ترسو في الموانىء فلماذا لم تفعل هذا الأمر في هذه المرة - المصدر).

        علمنا ايهود باراك ان ما يحسم هو امتحان النتيجة. اذا كان هذا هو الامتحان، فان الاستيلاء على سفينة الاحتجاج التركية انتهى نهاية سيئة. اسرائيل الرسمية، من رئيس الحكومة الى آخر الضباط، اجتهدت أمس اجتهادا كبيرا لتثبت ان الناس الذين انتظروا على سطح السفينة محاربي الكوماندو البحري لم يكونوا طالبي حقوق الانسان بل زعرانا عنفاء كارهي لاسرائيل. أفترض ان هذا صحيح. لكن لا يزال يسأل السؤال لماذا أعطت اسرائيل هؤلاء الزعران ما أرادوه بالضبط.

        كان هذا من نوع الأحداث التي تترك وراءها من الاسئلة أكثر مما تترك من الاجوبة. أجاب بعضها أمس وزير الدفاع، ورئيس الاركان وقائد سلاح البحرية وضباط كبار في أحاديث خلفية. وما زالوا لم يجيبوا على اسئلة أخرى. ولما كان الاستيلاء عملية مخططا لها، تم التدرب عليها مدة أسابيع، فينبغي أن نستعرض عددا من المحطات في  الطريق. هل كانت اسرائيل تستطيع ومتى كانت تستطيع أن تقرر قرارا مختلفا.

•       رست السفن في طريقها في موانىء في تركيا وقبرص. عرفت اسرائيل في ماضيها البعيد تعطيل سفن معادية عندما رست في الموانىء. ذكرني أمس أحد رؤوس جهاز الأمن في الماضي كيف نجحت اسرائيل في أن تعطل سرا في  الثمانينيات محركات سفن سلاح كانت توشك ان تبحر الى شواطىء لبنان. ولم يكن يجب على اسرائيل تحمل مسؤولية. عطلت السفن. ولم يقتل أحد. أثير هذا الامكان في هذه المرة ايضا لكنه رفض لاسباب تقنية.

•       في آب 2008، عشية عملية "الرصاص المصبوب" مكنت حكومة اسرائيل السابقة سفينتين صغيرتين تحملان متظاهرين، من كسر الحصار والوصول الى غزة. مع عدم وجود مواجهة مع الجيش  الاسرائيلي فشلت الرحلة البحرية. خرجت رحلة احتجاج أخرى في شباط 2009. حرصت الحكومة على غموض لان وزير الدفاع باراك سعى الى الاستيلاء بالقوة ورفض ذلك رئيس الحكومة اولمرت. في نهاية الأمر جرت السفن بلا مقاومة الى ميناء اشدود ونقلت المعدات الى غزة.

اعلنت الحكومة هذه المرة بأنها لن تمكن السفن من المرور، والتزمت المواجهة في واقع الأمر. صحيح ان الرحلة الحالية كانت تختلف عن سابقاتها: فقد كان فيها عدد أكبر من الناس، وكان بينهم أعضاء منظمات ارهابية. ألم يكن أصح تمكين السفن من المرور وأن تفرغ بذلك الفقاعة الدعائية من الهواء؟  لا، يجيب مؤيدو العملية. كان يفتح محور حركة تنقل فيه ايران آلاف الصواريخ. وكان يكسر الحصار على غزة.

•       الحصار على غزة. هذه هي النقطة التي تصد الحكومة عن مواجهتها. أخفق الحصار على غزة: فهو لم يمنع دخول السلاح، ومواد التخريب والمخربين في غزة، ولم يضعف حماس. فرضته الحكومة السابقة، وتخشى الحكومة الحالية الغاءه لئلا تتهم بالضعف ازاء حماس.

•       المعلومات الاستخبارية. تدرب محاربو الكوماندو البحري مدة اسابيع على الاستيلاء على السفن. شارك في بعض التدريبات قوات شرطة وكل اليها علاج الاخلال بالنظام. اعتمدت التدريبات على معلومات استخبارية فاسدة، لم تقدر تقديرا صحيحا نيات الجماعة العنيفة التي شاركت في الرحلة البحرية. وقد أفضى الخطأ الاستخباري الى خطأ في التخطيط.

•       التخطيط. القاعدة الاولى في مواجهة مخلين عنفاء بالنظام هي انشاء كتلة قوة. يقول ضابط رفيع المستوى من الجيش  الاسرائيلي، ان هذه الكتلة لم تنشأ، لانه كان نقص في تقدير باعث المخلين بالنظام، وبسبب مشكلات عمليات ايضا. رفضت الشرطة لاسبابها هي، اشراك محاربي وحدات شرطية خاصة في العملية. على أية حال، كان يفترض أن يرتقوا الى السفن في الموجة الثانية بعد استيلاء الكوماندو البحري.

•       الاستيلاء. كانت النتيجة ان محاربي الكوماندو البحري واجهوا قوة تساويهم من جهة العدد – 20 – 3- محاربا ازاء 20 – 30 أزعر مسلحين بالعصي والأعمدة. كان هدف الاشخاص على سطح السفينة القتل. في هذا الوضع، يقول ضابط آخر من الجيش الاسرائيلي، لم يكن مناص من استعمال النار الحية. ضبط المحاربون أنفسهم دقائق طويلة (40 دقيقة، قال ضابط من الجيش الاسرائيلي، لكن ضابط آخر تحدث عن وقت أقصر)، وبذلك منعوا سفكا آخر للدماء.

•       سيناريوات للمستقبل، ان مواجهة أمس، مثل عملية "الرصاص المصبوب" ايضا قد تحدث أضرارا شديدة باسرائيل في العالم. كانت النتيجة المباشرة مظاهرات جمعية في تركيا ولندن ومظاهرات في الوسط العربي في اسرائيل (يقال في فضل السلطة الفلسطينية ان الضفة قد حافظت على هدوء نسبي)، وتنديدات في الصعيد الدبلوماسي والتئام طارىء لمجلس الأمن.

يمكن تحمل هذا. قد تنشأ المشكلات بعد ذلك: سيكسر الحصار على غزة، سواء لأن الحكومة، خلافا لاقوال التبجح التي سمعت أمس، ستخاف تورطا آخر، أو لأن سفن سلاح البحرية التركية ستصحب الرحلات القادمة وتحميها. ستقوى حماس في العالم العربي وفي الغرب. وسيقوى محور تركيا – ايران – سورية – حماس. وستهبط صورة اسرائيل في العالم الى الحضيض. وتشتعل الضفة. ويشتعل الوسط العربي في الدولة. أؤمل ألا تتحقق أي نبوءة من نبوءات الخراب هذه. أما المحقق فهو أنه لن يحدث خير من هذه القصة.

أعلن رئيس الحكومة أمس بأنه يلغي لقاءه مع اوباما ويشخص الى البلاد. بعد ذلك أعلن بأنه لن يلغي فسيسافر الى واشنطن. بعد ذلك بأنه سيلغي، وكل ذلك في خلال نحو من ساعة. إن هذا الترجح لم يشهد على برودة أعصاب.

من المعقول افتراض انه ألغى اللقاء لانه أدرك ان التورط في البحر قد أفرغه من مزاياه. فبدل ان يحظى باحتضان سيتلقى توبيخا. وبدل الحديث عن ايران سيسأل عن المدنين الذين قتلوا.