خبر دعوة الى كامب ديفيد الثالثة -هآرتس

الساعة 09:53 ص|31 مايو 2010

دعوة الى كامب ديفيد الثالثة -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

 (المضمون: يفضل أن يدعو براك اوباما نتنياهو في لقائمها القريب الى مؤتمر كامب ديفيد الثالث الذي سيبين عن المواقف الحق للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بدل محادثات التقارب المتعثرة - المصدر).

يحسن برئيس الولايات المتحدة براك اوباما قبيل لقائه من الغد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أن ينظر في نسخة المقابلة التي بذلها الوزير يولي ادلشتاين في الاسبوع الماضي للقناة السابعة. سكن الرجل المسؤول عن بيان سياسة الحكومة المستمعين بزعم، ان كتلة الليكود، "التي هي أكثر قيما مما كانت في الماضي"، ستعرف كيف تكف كل اجراء سياسي يفضي الى رؤيا الدولتين للشعبين. بين ادلشتاين انه لا يعارض مفاوضة الفلسطينيين "بشرط أن يكون واضحا أن الاتجاه لا يفضي الى اقامة دولة فلسطينية". كان وزير الاعلام مستعدا حتى للاشارة الى "عنصر ايجابي"، اذا أفضت محادثات التقارب الى تعاون اقتصادي او اسهمت في حل قضية الماء. كم هي سخي.

يجب أن يعلم اوباما أن ادلشتاين ليس وحده. فنائب رئيس الحكومة، موشيه يعلون، لا يضيع فرصة ليقول إن أحدا من اعضاء "السباعية" لا يؤمن بالمسيرة السياسية الحالية. اما النائب الثاني، سلفان شالوم فقال في المدة الاخيرة ان "القرار الوحيد المطروح" مع انقضاء فترة تجميد البناء في المستوطنات في نهاية أيلول، هو تجديد البناء والاستمرار على تطوير المنطقة". والوزير بني بيغن، عضو المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر، يكرر عرض اخفاق التفاوض بين ايهود اولمرت ومحمود عباس على أنه برهان ساطع على أنه لا يوجد من يتحدث اليه.

حاول رئيس الدولة شمعون بيرس في الاسبوع الماضي أن يقنع مرة أخرى زعيمة كاديما، تسيبي لفني بأن تنضم الى نتنياهو وتساعده على تحقيق رؤياه للسلام. إن نتنياهو نفسه يفضل حل كاديما عن حل ائتلافه اليميني. وفي الحقيقة وكما يقول الامريكيون، اذا لم يكن ذلك مكسورا فلا يجب اصلاحه؛ واذا كان يمكن طحن الماء في محادثات التقارب (وهذا هو الموضوع المركزي الذي أثير في الاتصالات)، فلماذا تزعزع السفينة؟ اذا كان اوباما يكتفي بالخطب عن الحاجة الى التقدم في السلام، فأي سبب يدعو رئيس حكومة يمينيا للمسارعة الى هناك؟

في الجانب الفلسطيني كما في الجانب الاسرائيلي، تعد محادثات التقارب أمرا بعيدا جدا عن تسوية سياسية. ففي رام الله يدركون أن أسخى اقتراح سيحصلون من حكومة نتنياهو سيكون أقل بأضعاف مضاعفة من المبادىء التي تقبلها الكثرة الغالبة من الجماعة الدولية. وقد جند التفاوض عندهم ايضا – وهو أداة تساعد في تسوية النزاعات – في المعركة لادارة النزاع. يريد الفلسطينيون أن يبرهنوا للعالم على أن الاسرائيليين يفضلون "اريئيل" بغير سلام عن سلام بغير اريئيل.  ويريدون أن يكتب في التقرير الذي يخلص فشل الاجراء الامريكي، ان نتنياهو هو الذي رفض مقترحات الجانب الثاني السخية.

يصعب أن  نصدق ان محادثات التقارب التي يديرها السيناتور السابق جورج ميتشل ستنجح في المكان الذي فشل فيه مؤتمر كامب ديفيد الثاني في تموز 2000 باشراف من الرئيس بيل كلينتون. في مقابلة ذلك ظروف بدء اوباما أفضل من ظروف اسلافه في البيت الابيض. ففي أثناء العقد الذي مر منذ ذلك الحين، تعلم الزعماء العرب أن الزمن لا يعمل في مصلحة المعتدلين؛ وأدرك الفلسطينيون أن العنف هو مشكلة أكثر من كونه حلا، وبدأوا بناء قاعدة اقتصادية واجتماعية لدولة مستقلة؛ ويملك اوباما مبادرة السلام التاريخية للجامعة العربية من آذار 2002؛ وفي اسرائيل ثمة خريجا دورية هيئة القيادة العامة اللذان كانا خصمان سياسيان ألدان وأصبحا حليفين مخلصين.

عندما يلتقي اوباما نتنياهو، عليه ان يسلمه دعوة الى كامب ديفيد الى جانب عباس. وفي أسوأ الحالات، بدل أن تذوي محادثات التقارب المتعثرة حول اختلاف تافه في شأن تجميد المستوطنات، ستبلغ القمة طريقا مسدودا بسبب قضايا ثقيلة الوزن، مثل الحدود الدائمة او القدس او اللاجئين. وهكذا نستطيع أن نفحص بمرة واحدة والى الابد اسطورة "لا يوجد شريك فلسطيني" التي قال بها باراك في كامب ديفيد الثانية، والتي حطمت معسكر السلام. وهكذا سنتبين أيفضل نتنياهو طريق مناحيم بيغن في  مؤتمر كامب ديفيد الاول أم طريق ادلشتاين في مؤتمر الليكود  القادم. وهكذا فقط سنعلم هل تقترب قصة الدولة اليهودية والديمقراطية من نهايتها. وربما يتضح، ومن ذا يعلم، أن بيرس محق وأن بيبي قد  تغير حقا.