خبر لديه سبع سنوات أخرى -يديعوت

الساعة 08:36 ص|30 مايو 2010

لديه سبع سنوات أخرى -يديعوت

بقلم:ايتان هابر

 (المضمون: اوباما سبق ان اشترى كرسيا في الحائط الشرقي للتاريخ الامريكي بفضل الاصلاحات الصحية، وعلى ما يبدو ايضا الاصلاحات في البنوك. في السنة الاولى فعل أكثر، ايجابا ام سلبا، من رؤساء كثيرين آخرين – ومن ناحيته هذه هي مجرد البداية. لديه سبع سنوات أخرى لتغيير العالم - المصدر).

        كمن يدعي بأنه يعرف جيدا طبيعة، مزايا ونواقص بنيامين نتنياهو، يمكنني أن أتخيل نظرة عينيه الشقية لرئيس الوزراء، حين يود ان يقول، دون كلمات، إنه "أقام مدرسة" لبراك اوباما. من الصعب التصديق، يكاد يكون غير معقول، أن بيبي قال بصوته كلمة في هذا الشأن، واذا كان كذلك – ففقط في الغرف المغلقة. فهل يشعر هو هكذا هذه الايام؟ يحتمل.

        نتنياهو يعرف أفضل من الجميع الثمن الذي سيدفعه (ونحن معه ايضا)، اذا كان حقا ربت على كتف امريكي ما وقال له بصوت ناعم: "أريت اوباما من أين تفرز السمكة ماءها". مع كل نواقص بيبي، ولديه كهذه، فان عملا غبيا كهذا غير وارد.

        بيبي، الذي قضى أفضل سنواته في أمريكا، يعرف الازدواجية الاخلاقية الامريكية، التي تقول لك بحلو اللسان: "لا تهاتفنا، سنحن سنهاتفك". وقد طبخ في هذا الاناء لسنوات، طبخ هو وطبخوه ايضا، وهو جزء من هذا المشهد للاكاذيب الصغيرة، التي هي جزء من السلوك اليومي لـ "الانسان الامريكي".

        وعليه، يجب التصديق والأمل، بأنه رغم الاستقبال الحار الذي بانتظاره في البيت الابيض بعد يومين، يعرف نتنياهو جديا بأن امريكا لا تنتظره حقا، وحتى في واشنطن اليأس غير مريح. الحقيقة المريرة هي أن بيبي ونحن نفقد الولايات المتحدة.

        من مثل نتنياهو يعرف بأن لدى الادارة الحالية، وبالتأكيد في البيت الابيض، (يكاد) لا يوجد شيء بالصدفة. كل شيء يخطط له مسبقا، كل شيء يوثق بالوثائق وبالكتب، يسجل ويدون. عندما يوشك الرئيس على القاء خطاب في مؤتمر الصيادين في ماين، فانه يتلقى كتيبا أعده له فريق مسبقا، وكتب له فيه من سيستقبله عندما يفتح باب سيارته، تاريخ حياة الشخص وماذا يجدر قوله له كأول جملة.

        فضلا عن ذلك، ينبغي الافتراض بأن كل ما قاله الرئيس وفريقه في قضايانا هو أيضا ليس صدفة: في السنة الاولى طلب اوباما أن يري نتنياهو (ويرينا جميعا) بأن امريكا تغير نهجها، وينبغي القول بأنهم فعلوا ذلك بوحشية امبراطورية تعرف بأنها تمسك بلباب كل العالم. الرئيس وفريقه أوقعا بيبي على الأرضية، والخطاب القاسي في جامعة القاهرة كان مقدمة الموسيقى الصعبة. بتعبير آخر: أيها الاصدقاء الاعزاء، البرنامج تغير، ومن المجدي لكم أن تحفظوا عن ظهر قلب خطابي. هذا ما أريد ان يكون، وهذا ما سيكون.

        اذن ماذا حصل الان ان اصبح بيبي ابنا عزيزا في واشنطن؟ لم يحصل أي شيء يستوجب كتابة رسالة الى البيت. هذا مجرد التكتيك هو الذي على ما يبدو قد تغير. اما الاستراتيجية فبقيت كما كانت منذ 1967، وهي تتعارض تقريبا 180 درجة مع سياسة حكومة نتنياهو.

        التكتيك الامريكي تغير، اذ في هذه الاثناء تعلموا في الادارة الجديدة بأن ليس دوما الخط المباشر هو السبيل الاقصر بين نقطتين، وبالتأكيد ليس في الشرق الاوسط. تعلموا ايضا بأن ليس لهم شركاء عرب مستقرون لمصالحة تاريخية بين اسرائيل والفلسطينيين وأن في هذه اللحظة لا بديل عن نتنياهو كرئيس وزراء في اسرائيل وعليه من الافضل العمل معه وليس ضده.

        وسيشرح المحللون التغيير في التكتيك ايضا بالحاجة العاجلة الى الاصوات اليهودية في تشرين الثاني، عندما يتم انتخاب مجلس نواب جديد، ثلث اعضاء مجلس الشيوخ وبعض حكام الولايات. ربما، ولكن اسمحوا لي ان اختلف مع هذا التقدير: الامريكيون، واليهود ايضا، يصوتون اولا وقبل كل شيء حسب الاقتصاد. الامريكي العادي يسأل نفسه سؤالا بسيطا: هل مجدي لي؟ ويذهب الى صندوق الاقتراع كي يقول شكرا او كي يعاقب.

        اوباما سبق ان اشترى كرسيا في الحائط الشرقي للتاريخ الامريكي بفضل الاصلاحات الصحية، وعلى ما يبدو ايضا الاصلاحات في البنوك. في السنة الاولى فعل أكثر، ايجابا ام سلبا، من رؤساء كثيرين آخرين – ومن ناحيته هذه هي مجرد البداية. لديه سبع سنوات أخرى لتغيير العالم.