خبر سفن الحرية في مواجهة الصلف الصهيوني ..ياسر الزعاترة

الساعة 07:12 ص|30 مايو 2010

سفن الحرية في مواجهة الصلف الصهيوني ..ياسر الزعاترة

 

اليوم الأحد، سنكون على الأرجح أمام مشاهد السيطرة الإسرائيلية على سفن الحرية المتجهة صوب ميناء غزة، والتي اكتملت فصولها من حيث التخطيط والإعداد، بل وجرى إعلان عنوانها "رياح السماء" وكذلك معظم فصولها الأخرى، لأننا نفترض أن هناك ما لم يعلن عنه لأهداف أمنية.

 

ليس لدى الإسرائيليين أية نية لتمرير السفن، والسبب أن الأمر يتجاوز مرور بضع مئات من النشطاء السياسيين إلى قطاع غزة، ومعهم مساعدات لا تتجاوز بضعة ملايين من الدولارات، إذ يعني بكل وضوح وصراحة بداية تحرير الساحل الغزي من السيطرة الإسرائيلية، بينما نصت اتفاقية المعابر البائسة (2005) على إبقائه رهن تلك السيطرة، ومعه المعبر البري مع مصر، وإن تحت سيطرة أقل صلفاً بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

 

لو تحرر البحر لكان بوسع قوى المقاومة أن تكون أكثر حرية حتى من حزب الله اللبناني في الحصول على السلاح، الأمر الذي سيعزز توازن الردع مع العدو، ولو بقدر ما، في حين بني الجدار الفولاذي مع مصر من أجل منع تهريب السلاح وما يتبعه من مستلزمات، أكثر من الاحتياجات المدنية العادية.

 

أول أمس سمحت السلطات المصرية لكاميرا الجزيرة، للمرة الأولى بالتصوير في معبر "العوجا" أثناء مرور شحنة أغذية من الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك حتى تتأكد الرواية الإسرائيلية حول عدم وجود أزمة إنسانية في القطاع، وأن كل ما يحتاجه يجري إدخاله، وهو ما سمعناه مراراً من قبل المتحدثين الإسرائيليين لسائر المحطات والوكالات الأجنبية، فيما كانت السلطات المصرية قد قدمت عرضاً للقائمين على سفن الحرية بالرسو في ميناء العريش والدخول بنفس الطريقة التي مرت بها قافلة شريان الحياة، الأمر الذي قوبل برفض صريح من قبلهم، وهو ما دفع تلك السلطات إلى التراجع والقول إن عرضاً من هذا النوع لم يقدم.

 

تعرفون بالطبع تفسير هذه المواقف، ولا حاجة لاستعادته من جديد، لكن الأمر يستحق التوقف في أي حال، ومعه سؤال المواقف العربية من مسألة كسر الحصار، فما قيل عن وجود سفينة من هذا البلد أو ذاك قد يدلّس على الناس، لأن من فعلوا ذلك نشطاء سياسيين وحزبيين ليسوا تابعين لجهات رسمية.

 

وحدها تركيا التي سكتت على تنظيم الحملة التي تنظم برعاية من "هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية" التابعة لحزب السعادة (الإسلامي)، لكن أمر التعامل مع السفن سيترك للطرف الإسرائيلي، وسنرى بعد ذلك ما يستجد من مواقف في التعليق على صلف الصهاينة، فيما نتوقع أن يكون موقف حكومة أردوغان هو الأفضل.

 

لن نكرر هنا ما يمكن أن يقال بشأن الرجال الذين ركبوا البحر دون خوف من التهديدات الإسرائيلية، أكانوا عرباً ومسلمين، أم نشطاء أجانب، ففي هذا العالم العربي والإسلامي، من يبدون الاستعداد للموت دفاعاً عن فلسطين، وهم بالملايين وليسوا بالمئات، وما يحول بينهم وبين ذلك معروف للجميع. كما أن في هذا العالم أحرار لا يترددون في نصرة الحق أنى كان من دون خوف ولا تردد.

 

قد لا تصل الحملة إلى نهاياتها المأمولة بكسر الحصار بالكامل، لكن رمزيتها لا تخفى على أحد، والإسرائيليون مهما حاولوا لن يخفوا أزمتهم في التعاطي مع الشعب الفلسطيني، ولولا نفر من هذا الشعب لا يملون الحديث عن وفائهم للمفاوضات ورفضهم للمقاومة، مع عملهم الدؤوب على تخليص الاحتلال من الأعباء السياسية والأمنية والاقتصادية، لولا هؤلاء لتعززت تلك الأزمة.

 

اليوم الأحد سنتابع على الأرجح مشاهد الصلف الإسرائيلي على الهواء، فيما يتوعد الغزاة بقطع وسائل الاتصال بين السفن وركابها وبين العالم الخارجي لمنع بث الفضيحة على الهواء، لكن ذلك لن يحول بيننا وبين معرفة التفاصيل لأن الرواة كثر، ولأن وسائل التكنولوجيا قد تجد منفذاً ما لكشف المستور.

 

سفن الحرية إذن ستعانق الحرية أياً يكن السيناريو المقبل، تماماً كما تمضي فلسطين في طريق الحرية الحتمي، طال الزمان أم قصر. ويبقى الخزي والعار من نصيب الغزاة ومن يسهلون مهمتهم من أي جنس أو لون.