خبر تحليل : نتنياهو هرب من مواجهة السفن خوفا على مستقبله السياسي

الساعة 04:59 ص|29 مايو 2010

تحليل : نتنياهو هرب من مواجهة السفن خوفا على مستقبله السياسي

 

كتب : أيمن خالد*

المستقبل السياسي بخطر بالنسبة لرئيس وزراء الكيان، فمسألة هروب نتن ياهو من مواجهة القافلة يعكس طبيعة الأزمة التي تعيشها إسرائيل، وهي أزمة قرار تبرز من جديد في اللحظات الحرجة، وواضح تماما أن نتن ياهو يريد أن يدفع باراك إلى اتخاذ القرار بمواجهة السفن لكي يتفادى أمرين، الأول التوابع السياسية لهذا الموضوع على الصعيد الدولي في حالة حدوث ما هو غير متوقع، والثاني هو هروب من الأزمة الداخلية وتحميلها إلى باراك والعسكر من جديد لكي يضيفوا فشلا إضافيا على فشلهم التاريخي الذي اعتادوا عليه منذ سنوات.

 

واضح تماما أن إسرائيل دخلت عصر الأزمة السياسية بما يعكس صورة واضحة لمستقبل الكيان، بأنه بات يتجه نحو مستقبل غامض، يتخبط فيه قادته بالقرارات، التي تتحول من قضية روتينية يومية، إلى مسألة شاقة، بمعنى ان إسرائيل أصبحت تمارس قرارات  السياسة كحالة يومية، تجيب عليها بشكل يومي، وبالتالي قادة هذا الكيان باتوا  يفقدون البعد الاستراتيجي للتخطيط، وينتقلون بالسياسة والتعامل معها يوميا بقدرها، وهي حالة تشبه مجموعة من الناس تمارس السياسة وتعيشها ليوم واحد فقط، ولا تجرؤ على اتخاذ القرار لليوم الذي يليه.

 

هناك مطحنة إسرائيلية داخلية تتكشف تباعا، فالقادة في سدة الحكم هم اعجز الناس عن اتخاذ القرار، وهناك مسألة جوهرية لا بد من الإشارة لها وهي ان هذا الكيان، هو تابع عبر التاريخ، وبالتالي عندما يكون أسياده في أزمة فمن الطبيعي ان يكون هو في أزمة.

 

ما تفعله السفن هو كبير جدا، وأكبر من ان تقدر على مواجهته اي حكومة ليس في إسرائيل ولكن حتى العالم أجمع، لأن ما يجري هو أكبر من حركة إعلامية  وأكبر من عملية إغاثة منظمة، فما يجري هو أن قرار الشعوب الأوربية التي هدمت جدار برلين، أصبحت اليوم له صياغة عالمية جديدة، فالقوى الشعبية من مختلف دول العالم تحمل على هذه السفينة رسالة مهمة، ومحتواها أن عصر الجيوش يمكن هزيمته بعصر الشعوب.

 

- مدير مكتب وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "دمشق"