خبر مخول ليس وحيدا..يديعوت

الساعة 09:18 ص|28 مايو 2010

بقلم: اليكس فيشمان

في ديمقراطيتنا الغريبة يمكنك ان تقف في ميدان المدينة وتعلن بأن حزب الله هو مخلص الامة العربية. على مثل هذا القول لن يدخلك أحد الى السجن. هذه مجرد كلمات. ولكن يخيل انه في الاونة الاخيرة اصبح الانتقال من الكلمات الى الافعال اكثر سهولة.

        المزيد فالمزيد من الاشخاص يتماثلون ايديولوجيا مع العدو لا يعربون فقط على الملأ عن  تأييدهم لكفاحه بل ويجتازون الخطوط – لدرجة افعال التآمر والخيانة. ولكن قبل البحث في اتهامهم ينبغي الاعتراف ايضا بدور المؤسسة الرسمية والمجتمع اليهودي في البلاد الذين بسبب سلوكهما مع الاقليات يسيران نحو فقدانها.

        محققو المخابرات أرادوا جدا أن يعرفوا ما الذي دفع مخول الى عقد اتصال مع حزب الله. وبزعمهم فانه اجاب على ذلك، بل وبتوسع. فقد تحدث عن التمييز، عن ظلم الوسط العربي في دولة اسرائيل بل وأعطى نماذج: كيف  تم خلال حرب لبنان الثانية اخلاء مواطنين يهود من البلدات المقصوفة فيما أبقي العرب في قراهم، هدفا للصواريخ التي اطلقت من لبنان. كما شرح لماذا اختار حزب الله: فقد اراد ان يكون جزءا من منظمة عربية – قومية قادرة على أن تواجه اسرائيل بل وان تنتصر.

        الان لا بد ستدار محاكمة صغرى حول ما قاله في التحقيق واذا كانت افاداته قد نزعت منه بالقوة. في هذا الشأن ستحسم المحكمة، ولكن حتى لو قبلنا رواية المخابرات كما هي، فان أمير مخول ليس طيرا غريبا. رفاق آخرون في حركة التجمع الديمقراطي أيضا، أو اولئك مثله ممن يتماثلون ايديولوجيا مع هذه الحركة، قريبون جدا من الوقوع في ذات الحفرة المتعلقة بطلاق دولة اسرائيل. وهذا ما ينبغي ان يقلقنا، ربما اكثر من المعلومات التي نقلها او لم ينقلها مخول الى مسؤوليه.

        اذا كانت رواية المخابرات صحيحة، فان مخول يتصرف كمن يعرف بأنه تجاوز الخطوط. فعندما ينقل له د. عمر سعيد (الذي هو ايضا جنده ذات المسؤول) بلاغا من حزب الله يقول "اقطع الاتصال وانصرف بسرعة من اسرائيل"، فانه يعمل كانسان يفهم مستوى الخطر الذي علق فيه ويحاول اجتياز الحدود الى الاردن. اما المواطن البريء الذي يعتقد بأنهم يفترون عليه فانه لا يغادر كل شيء ويهرب.

        اذا ثبت بأن مخول بالفعل حصل على برنامج مشفر من حزب الله واستخدمه فان هذا تجسس بهدف التجسس. واذا كان نقل لرجل حزب الله في الدنمارك اسماء ستة عرب اسرائيليين من المناسب تجنيدهم فانه اصبح عميلا نشطا يعنى بالتجنيد وبتشكيل خلايا سرية. هذا ايضا هو تجسس لغرض التجسس. المخابرات، بالمناسبة، حققت مع الستة. لم يحاول أحد بعد تجنيدهم. وعندما التقى في الاردن بحسن جاجة، الذي يعمل على العثور على عملاء لحزب الله، كان ينبغي ان يكون واضحا لمخول بأنه تجاوز الخطوط، وأن جاجة اياه قد جند في الماضي عربا اسرائيليين للتجسس في صالح المنظمة.

        وتتدعي المخابرات بأن مخول عمل لاعتبارات ايديولوجية، دون مقابل مالي. فقد التقى مع مسؤوليه في الدنمارك وتلقى مهمات بسيطة لجمع المعلومات. وقدر مسؤولوه على ما يبدو بأن هذا ما يمكنهم ان يستخلصوا منه في المرحلة الحالية. يدور الحديث عن آلاعيب تجسس على مستوى طفولي جدا: أين يسكن رئيس المخابرات، أين توجد منشآت المخابرات في الشمال وما شابه.

        في هذه المرحلة عول حزب الله على مكانة مخول وعلى تأثيره داخل الجمهور العربي الاسرائيلي. وقد رأوا فيه ما يسمى "عميل نفوذ"، عميل سينشر أفكار وايديولوجيا ويعنى بتجنيد رفاق مقربين الى الكفاح. ولمخول مثلا تأثير في لجنة المتابعة لعرب اسرائيل. شخص مثله يمكنه ان يساهم في دفع المواقف نحو التطرف والتأثير على اتخاذ القرارات التي تخدم مصالح حزب الله.

        مخول احترق الان. فهو يكره هذه الدولة بكل روحه. والسؤال هو ما الذي نفعله نحن، المجتمع الاسرائيلي كي يبقى هذا المخول وحيدا، وأناس مثقفون مثله، قريبون منه في آرائه، لن يرغبوا هم ايضا في ان يجتازوا الخطوط.