خبر امتحان غير تربوي- هآرتس

الساعة 10:22 ص|27 مايو 2010

امتحان غير تربوي- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مسؤولو وزارة التعليم كانوا راضين من علاجهم للتسريب الذي كان أو لم يكن لامتحان البيجروت في الرياضيات. "نستحق علامة 10، رغم الصعوبة أكملنا المهمة بنجاح". تباهى مدير عام وزارة التعليم، شمشون شوشاني، وكأنه ما كان يتعين عليه بالاجمال ان يشرف على عدد متوقع من نقاط الخلل الفنية. كما أن وزير التعليم، جدعون ساعر تفاخر في أن "جهاز التعليم اجتاز الامتحان بنجاح".

        شوشاني وساعر مخطآن. ففي يوم الامتحان كان واضحا انهما فشلا. لعله ممكن التعاطي بتسامح مع نقاط الخلل الفنية، مثل انهيار موقع الانترنت، الذي أنزل منه مدراء المدارس الثانوية اسئلة الامتحانات، ولكن من الصعب تجاهل جملة التأخيرات والتأجيلات التي ميزت يوم الامتحان بأسره وادت الى توتر زائد في اوساط الممتحنين.

        والاخطر من هذا، فقد اشتكى معلمون وطلاب بان الامتحان الذي اعيدت صياغته، في قسمين منه على الاقل، اصعب بكثير مما هو دارج في هذه الامتحانات. مفهوم ان الشروط المسبقة للامتحان – على خلفية الشائعات، التهديدات، نقاط الخلل، التأخيرات والتأجيلات – رفعت مدى القلق لدى الممتحنين وقللت من قدرتهم على الايفاء بتحديات الامتحان. في شروط كهذه فان رفعا تعسفيا لمستوى الاسئلة من شأنه أن يتخذ في نظر الطلاب صورة الافشال. وزارة التعليم اظهرت في هذه القضية استخفافا مثيرا للحفيظة تجاه الطلاب المعلمين والمدراء. وبدلا من اعطاء ثقة للمدراء وارسال اسئلة لهم في البريد الالكتروني راهن مسؤولوها على موقع انترنت اشكالي. وبدلا من دعم المعلمين، الذين اصبحوا بين ليلة وضحاها من مشرفين على الممتحنين الى مطفئي حرائق، والتسهيل على الطلاب (مثلا من خلال اعطاء امكانية اختيار اكبر للاسئلة في الامتحان) فضلت الوزارة الابقاء على اوراق الامتحان قريبة من صدرها وتركت لمصيرهم المعلمين والطلاب امام انعدام اليقين والتشويش في يوم الامتحان.

        يوم الامتحان أول أمس كان لمعظم الفتيان والفتيان احد اللقاءات الاولى لهم كمراهقين مع المؤسسة الرسمية. وهكذا كانت ايضا جملة نقاط الخلل البشعة والمنذرة بالشر. وزارة التعليم ملزمة بان تتخلى عن خفة رأيها وأن تنظر في كيفية اصلاح الخلل في أقرب وقت ممكن. لا يوجد ما يدعو الى الانتظار حتى صدور النتائج، او حتى الصيف. طلاب اسرائيل يستحقون ذلك.