خبر درس استرالي -هآرتس

الساعة 08:29 ص|26 مايو 2010

درس استرالي -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قضية تصفية كبير حماس محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني من هذا العام ترفض الاندثار. بعد شهرين من طرد بريطانيا رئيس بعثة الموساد ردا على سرقة هويات وتزييف جوازات سفر 12 مواطنا بريطانيا، قررت استراليا طرد مندوب الموساد، احتجاجا على الاستخدام الذي قام به المشبوهون لجوازات سفر استرالية مزيفة. وزير الخارجية الاسترالي ستيفان سميث شدد على انه بعد أن خرق الموساد  قبل بضع سنوات بشكل مشابه سيادة بلاده، تعهدت اسرائيل بعدم تكرار ذلك. واضاف بان اسرائيل مست بعلاقات الصداقة مع استراليا وستكون حاجة الى اعادة ترميم الثقة بين الدولتين.

        استخدام هويات مزيفة يكون احيانا ضرورة في الصراع ضد الارهاب. فمن جهة، على اصحاب القرار أن يأخذوا بالحسبان بانه لا يمكن لاي دولة (بما في ذلك اسرائيل)، ان تتجلد على كشف تزييف جوازات سفر مواطنيها من قبل دولة صديقة. يأخذ المرء الانطباع، اذا كانت صحيحة المنشورات، بانه في السنوات الاخيرة تطلق القيادة السياسية العليا اليد لخرق هذا التوازن من قبل الموساد لاغراض اعمال التصفية المتسرعة. وكلما انكشف التزييف وأدت الاثار الى القدس، تلتف الحكومة بالصمت على أمل أن تندثر موجة الاحتجاج. وعندما تعرب الدول المتضررة عن الاحتجاج، تتظاهر اسرائيل وكأنها أهينت.

        رد فعل اسرائيل الرسمية على الازمة في العلاقات مع استراليا لم يكن مختلفا عن رد فعلها على قرار بريطانيا طرد رجل الموساد. وجاء في بيان وزارة الخارجية ان اسرائيل تعرب عن أسفها للخطوة الاسترالية التي "لا تنسجم وجودة العلاقات بين الدولتين". فهل تنسجم العلاقات الطيبة مع دولة مؤيدة لاسرائيل منذ قيام الدولة، بل وتعلن بان الازمة الحالية لن تؤدي الى تغيير مبدئي في سياستها تجاه اسرائيل – مع خرق منهاجي لسيادتها؟

        ينبغي أن نأمل ان يتعاطون في القيادة السياسية والامنية بجدية مع طرد رجال الموساد من بريطانيا واستراليا وان يستخلصوا كل الدروس من قضية التصفية في دبي. وبدلا من "الاعراب عن الاسف على رد فعل مفهوم من حكومات صديقة، من الافضل الاعراب امامهم عن الاسف والتعهد بالامتناع في المستقبل عن المس بسيادتهم. العلاقات الخارجية لاسرائيل هي ذخر استراتيجي عزيز القيمة من أن يراهن عليها.