خبر مشعل: لا اختراق في حماس.. المصالحة غير مطروحة الآن

الساعة 09:46 م|24 مايو 2010

مشعل: لا اختراق في حماس.. المصالحة غير مطروحة الآن

فلسطين اليوم- القدس العربي

 في قاعة واسعة بإحدى مناطق العاصمة دمشق استضافت حركة المقاومة الاسلامية حماس مجموعة من الصحافيين والكتاب ومراسلي وسائل الاعلام، بعضهم حضر من دول عربية اخرى.

تبليغ المدعوين اخذ طابعا رسميا وكل شيء بدا جاهزا ومعدّا بطريقة عصرية حملت طابع العلاقات العامة الحديثة التي يبدو ان حماس اخذت تمارسها بنجاح بالتوازي مع نشاطها السياسي والعسكري والاعلامي.

اللقاء كان مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة وعلى يساره جلس القيادي الناشط عزت الرشق. اصر مشعل على مصافحة الحضور باليد وجلس يوزع ابتسامات توحي بارتياح قيادة حماس لما حملته الاحداث الاخيرة من جهة وبعلاقة طيبة تربط حماس بوسائل الاعلام عموما من جهة اخرى.

لم يُخفِ مشعل هدف هذا اللقاء الذي جاء دون مناسبة محددة عندما تحدث عن قوة الاعلام ودوره ومتابعته للاحداث، طال اللقاء حتى ساعة متأخرة من ليل الاحد، وكان يشير بنفسه للصحافيين المتأخرين عن اللقاء للجلوس في اماكن محددة، وحرص مشعل على سماع كل اسئلة الصحافيين حتى ما كان منه مؤرقا او مزعجا في مضمونه. على مرحلتين سجل مشعل كل الاسئلة التي انهالت اليه من الحاضرين واجاب عليها بعد ان كان قد تحدث عن اخر التطورات المتصلة بالشأن الفلسطيني.

لا كاميرات تلفزيونية ولا آلات تسجيل للقاء، فقط كاميرات حماس كانت توثق الحدث فكان مشعل اكثر ارتياحا في حديثه واجاباته، وتحدث عن اختلال موازين القوى ولم يدّع ان حماس حققت توازنا تجاه اسرائيل لكنها 'استطاعت ان تفرض حالة بات فيها العدو الاسرائيلي عاجزا عن الحسم'، ولم يفوّت فرصة الحديث عن اللقاء بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف بدمشق مؤخرا، فأشار الى انه يحسب للرئيس ميدفيدف انه يمتلك الشجاعة ليلتقي مَن وُضعوا على قائمة الارهاب دون ان ينسى الاشارة للحليف الرئيسي بشار الاسد الذي يُحسب له هذا اللقاء ايضا وفق ما قاله مشعل، ليكشف انه قال لميدفيدف ان اربع سنوات من الحصار على غزة تكفي، وانه على روسيا ان تتحرك لكسر الحصار، وان هذا اللقاء دام ساعة بحضور الرئيس السوري ووزيري خارجية سورية وروسيا خرج الرئيس الروسي بعده بقناعات جيدة، حسب قول مشعل.

مشعل فضفض للصحافيين ان مسؤولين عربا واوروبيين نقلوا له كلاما واضحا سمعوه من المبعوث الامريكي لعملية السلام جورج ميتشل بأن واشنطن لن تسمح بحصول المصالحة الفلسطينية الا اذا خضعت حركة حماس لشروط الرباعية الدولية، واكد مشعل ان مسألة المصالحة الفلسطينية غير مطروحة حاليا والمطروح فقط استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، لافتا الى ان المفاوض الفلسطيني يكون اداؤه افضل عندما يستند الى الوحدة الفلسطينية وهو الامر الذي لا تريده امريكا، واشار الى ان المصالحة يجب ان تحقق المشاركة في القرار السياسي والامني والمشاركة في الاشراف على الانتخابات الفلسطينية، ونوه الى ان ايران لا تتدخل في المصالحة وسورية حريصة على تحقيقها.

وكرر مشعل اكثر من مرة انه ليس لدى حماس ما تخفيه في عملها او سياستها او علاقاتها وان كل ما تفعله هو 'فوق الطاولة'.

وكشف مشعل انه التقى مؤخرا مبعوثا اوروبيا وطرح المبعوث مساعدة حماس من خلال تقديم صيغ مخفَّفة لشروط الرباعية فكان موقف حماس برفض فلسفة الرباعية الدولية بكل درجاتها، ولفت ان حماس لم تقبل يوما بصيغة حل الدولتين بل وافقت على حل باستعادة الاراضي حتى حدود الـ 67 دون الاعتراف باسرائيل، وخاطب مشعل القيادة المصرية بان افشال المشروع الفلسطيني في اعالي النيل يبدأ بفك الحصار عن غزة ودعم الفلسطينيين ومقاومتهم.

وشدد مشعل على ان حماس متمسكة بالمقاومة كبرنامج وخيار استراتيجي وانها تمارس هذه المقاومة ضمن الظروف القائمة وقال: 'يجب ان نرحم اهل غزة'، لكنه اضاف 'يدنا دائما على الزناد وما نفعله هو ادارة قرار المقاومة'، موضحا ان 'حماس لا تسعى للحرب وان وقعت الحرب فسنقاتل قتال الرجال والى ان تقع الحرب فنحن نستعد لها'.

وبخصوص صفقة شليط اكد مشعل ان المفاوضات في ها الشأن متوقفة بسبب تراجع بنيامين نتنياهو عن عرضه بعد اجتماعه مع حكومته وبسبب تدخل واشنطن وطلبها عدم ابرام الصفقة لان ابرامها يقوي حماس ويُضعف محمود عباس حسب قول خالد مشعل.

وفيما يتعلق باغتيال المبحوح قال مشعل ان امارة دبي بذلت جهدا جيدا، ودعا الامارة لمتابعة هذا الملف حتى نهايته مبينا ان الجهات المسؤولة في دبي اختارت ادارة الملف دون التنسيق مع احد، وان حماس كانت لديها نظرة اخرى ازاء ذلك، نافيا المزاعم التي تحدثت عن ان عملاء داخل حماس كانوا السبب في اغتيال المبحوح وقال انها عارية عن الصحة وان لدى حماس لجنة تحقيق داخلية تبحث في ملف الاغتيال، مضيفا انه لو كان داخل حماس اختراق او عملاء فلن يكون هو(مشعل) ما زال على قيد الحياة.