خبر اسرائيل وتدمير سيناء بالمخدرات ..عبد الحليم العقيلي

الساعة 05:52 م|24 مايو 2010

اسرائيل وتدمير سيناء بالمخدرات ..عبد الحليم العقيلي

 

على الرغم من أن دخولهم إلى سيناء يكون محفوفًا بالمخاطر أحيانًا من وجهة النظر الأمنية الإسرائيلية إلا أن آلاف السياح الإسرائيليين يصرُّون على قضاء الأعياد والعطلات والاحتفالات في سيناء التي لا تبعد عن إيلات "أم الرشراش المصرية" إلا قرابة ساعة بالسيارة عبر منفذ طابا المخصص للأفراد، ولا يعبئون بالتحذيرات التي تطلقها الجهات الأمنية الإسرائيلية حول استهدافهم في سيناء لإدراكهم كذبها.

 

تدفق إسرائيلي

 

والإسرائيليون يتدفقون على سيناء خاصةً جنوبها مدن طابا ونويبع وشرم الشيخ ودهب تحديدًا لعدة أسباب تراها المصادر المطلعة في محافظة جنوب سيناء بأنها السبب الرئيسي لقدوم الإسرائيليين لعل أهمها انخفاض الأسعار في "الكامبات" والفنادق مقارنة بالأسعار في إيلات، أيضًا يعتقدون أن سيناء هي جزء من وطنهم وفق نظرية من النيل إلى الفرات وإنها الأرض المقدسة وهناك من يرتبط بها دينيًّا، والأهم وفق المصادر أن الإسرائيليين يكونون أكثر ارتياحًا بسبب إمكانية شراء وتعاطي وترويج المخدرات خاصة الحشيش، وبالتالي فإن ما يدفعونه للسياحة في مصر يقابله محاولات لانحراف الشباب المصري في سيناء من خلال تعاطي وترويج الحشيش.

 

أحكام غيابية

 

مصدر مسؤل بجنوب سيناء قال: إن هناك قرابة 100 إسرائيلي محكوم عليهم غيابيًّا بالحبس من 5 إلى 6 سنوات وغرامات من 3 إلى 30 ألف جنيه لحيازتهم مخدرات في سيناء خلال التعاطي أو الضبط خلال العبور، وقال: إنه لم يتم حبس أحدهم حيث يعودون إلى إسرائيل بمجرد التحقيق معهم في النيابة وانتهاء التحقيقات، وبالتالي يتم وضعهم علي قائمة الانتظار في حالة عودتهم لمصر مرة أخرى.

 

ويضيف المصدر: إن إجراءات الضبط تكون كالتالي: بمجرد إلقاء القبض على الإسرائيلي يتم التحقيق معه في قسم الشرطة أو النيابة ثم إطلاق سراحه بعد التوقيع على أقواله، وقبل أن يتم إرسال المحضر إلى جهات التحقيق أو المحكمة يغادر الإسرائيلي بسهولة من طابا عائدًا وتاركًا جريمته خلفه، وهذا هو المعتاد مع الإسرائيليين وليس مع أحد غيرهم، خاصة أن أغلب قضايا الضبط تكون تعاطيًا.

 

مجاملة الإسرائيليين

 

من جانبه يرى الباحث السيناوي والأديب أشرف العناني: إن أي حكم غيابي علي إسرائيلي سيظلُّ حبرًا على ورق، وليست هناك قوة على وجه الأرض تستطيع جلبه إلى مصر لتنفيذ الحكم؛ لأنه يعرف أنه مدان، وبالتالي لا يرجع إلى مصر ولا يمكن جلبهم بالإنتربول لعدم وجود اتفاقية بين مصر وإسرائيل في هذا الشأن.

 

ويضيف: إن ما أعرفه ويعرفه الجميع أن المتهمين في قضايا المخدرات في مصر لا يُطلق سراحُهم قبل صدور الأحكام عليهم فلماذا يتم استثناء الإسرائيليين من هذا ولمصلحة من يتم إطلاق سراحهم أليس من حقنا أن نتساءل ونعرف؟!

 

سيقول البعض أن تهمة هؤلاء هي التعاطي وليس بين الإسرائيليين من يقوم بالاتجار في كميات كبيرة.

 

لكن هناك قضية تجارة كبيرة حدثت في وقت سابق لمواطن إسرائيلي وآخر جنوب إفريقي مقيم بإسرائيل هما حدد تال وروبرستون نيكولاس حكمت عليهما المحكمة بالسجن عشر سنوات لجلب كميات من مخدر الحشيش بغرض الاتجار عبر معبر طابا في 20 ديسمبر 2009, وهما الآن في إسرائيل لأن الحكم غيابي، لكن في الوقت نفسه يتم ضبط مخدرات عبر منذ نويبع وآخرها أردني حصل على إعدام وقبله العديد من المواطنين العرب.

 

مضيفًا أنه ربما يكون هناك بند سري في اتفاقية كامب ديفيد لا يسمح بسجن الإسرائيليين، ولا نعرفه في ظل دخولهم لسيناء بدون تأشيرات لمدة 15 يومًا.

 

وقال: إن الأمر يثير غضب الجميع لهذه المعاملة المصري أو غيره الذي يضبط بجرام واحد يحبس ويعاقب والإسرائيلي يفرج عنه.

 

إحباط مخدرات

 

في الإطار نفسه وفق مصدر أمني بشمال سيناء فإن مصر أحبطت تهريب أكثر من نصف طن حشيش منذ مطلع 2009 حتى الآن إلى إسرائيل، كما أحبطت قرابة 120 كيلو هيروين من إسرائيل إلى مصر من الحدود، فيما ضبطت أكثر من 80 فدانًا من زراعات وكميات من البانجو تزيد على 50 طن بانجو في حملات متواصلة بزراعات بشمال وجنوب سيناء.

 

الناشط المعارض مصطفى سنجر قال: إن الخطورة أن إسرائيل تمدُّ بعض العصابات بالهيروين بالمجان بغرض تدمير الشباب في سيناء وفي مصر، وهناك رصدٌ يؤكد تعاطي عشرات الشباب في القرى الحدودية بسيناء للهيروين وتدمير حياتهم وقال: إن إسرائيل تلجأ لكافة الأساليب لضخّ الهيروين عبر العصابات مقابل الحشيش والبانجو وهناك تباين في خطورة النوعين.

 

حِيَل التهريب

 

وأوضح أن هناك حيلًا كثيرة لعمليات التهريب عبر جمال مدربة أو أطفال متعاطين للمخدرات لا يقدرون ما يفعلون في حين أنها تطلق النار على أي مصري لا ترغب فيه بعد دخوله أراضيها، والعكس أي إسرائيلي يتسلل إلى سيناء يعامل باحترام ويُعاد إلى بلده دون صدور حتى حكم عليه أسوة ببقية المتسللين الأفارقة كما حدث مع الصحفي ومع 4 آخرين تسللوا لوسط وجنوب سيناء.

 

وأوضح أن ما يجذب الإسرائيليين أنهم من خلال الصحراء يتعاطون المخدرات بل ويعلِّمون شبابنا تعاطيها في حين تضيق الشرطة الإسرائيلية عليهم في إسرائيل، وبالتالي وجودهم في سيناء خسارة كبيرة لنا وليس مكسبًا لأصحاب الفنادق والقرى السياحية.