خبر 20 عاماً بعد مدريد: مسلسل التنازلات لم يبدأ اليوم

الساعة 05:36 ص|24 مايو 2010

20 عاماً بعد مدريد: مسلسل التنازلات لم يبدأ اليوم

فلسطين اليوم : كتب/ سليمان قبيلات

لا يدع "التفاوض" وهو يدخل عامه العشرين مجالا لتصديق عكس رواية صحيفة أميركية مرموقة، بحجم "وول ستريت جورنال"، التي قالت إن السلطة قدمت "عرضا أوليا مثيرا لمبادلة الأراضي مع إسرائيل"، وهو ما فاجأ المبعوث جورج ميتشل.

تصديق التسريب الذي نسبته الصحيفة الى مصادر مطلعة على "المفاوضات غير المباشرة"، يستند الى غياب الإجماع الوطني على التفاوض الحالي بصفته طريقا وحيدا لـ"إعادة الحقوق"، فضلا عن غياب أي ضوابط للمناورة أمام المفاوض.

قوة مصداقية التسريب مردها كذلك يكمن في عجز السلطة عن انتزاع أي التزام إسرائيلي حيال أي من ملفات التفاوض، الموجه إسرائيليا على قاعدة أن لا حدود للتنازلات الفلسطينية، خصوصا وأن العرب مجتمعين أسقطوا أي خيارات أخرى في مواجهة الاحتلال.

مسلسل التنازلات لم يبدأ اليوم بتسريب معلومة صحافية وإنما منذ عقود جرى خلالها إسقاط شعار أن فلسطين كلها محتلة، إلى دولة على أقل من 22 في المائة منها، وربما، إلى دولة بحدود مؤقتة!

ومن المستقر في الفهم العام أن تأجيل قضية اللاجئين إلى المرحلة النهائية من المفاوضات، يعد مؤشرا على التخلي عن حق العودة، وهنا يمكن الاستشهاد بوثيقة جنيف التي وقعها ياسر عبد ربه ويوسي بيلين، وتصريحات عديدة في أن عودة غالبية اللاجئين ستكون إلى أراضي الدولة أو السلطة الفلسطينية العتيدة.

في الواقع الفلسطيني هناك استنزاف لعناصر قوة المجتمع الخاضع للاحتلال وسياساته التدميرية. وهناك تغييب للتحليل الملموس للواقع العياني تحت الاحتلال، والتصادم معه، وهو ما يفضي الى تسريبات عن التنازلات عن القليل المتبقي.

في غضون ذلك، ينبري بنيامين نتنياهو الى نفي أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وافق على "مضاعفة" المساحة القابلة لاستبدال أراض في الضفة الغربية المحتلة مع أخرى في مناطق 1948.

وقال نتنياهو أمام اجتماع حكومته الأسبوعية، إن الأنباء التي تحدثت عن أن أبو مازن وافق على مضاعفة مساحة الأراضي القابلة للاستبدال من 2 % إلى 4 % من الضفة الغربية غير صحيحة، كما أن المبعوث الأميركي ميتشل لم يبدأ بعد "مفاوضات التقارب" بين الجانبين.

الصحيفة الأميركية نقلت عن مصادرها تأكيدها، أن السلطة الفلسطينية أبلغت ميتشل أنها مستعدة لمضاعفة حجم أراضي الضفة الغربية التي عرضتها في اقتراح التبادل الذي قدمته لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن العرض الفلسطيني الجديد لقي ترحيبا حذرا من إسرائيل وبعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذين نقلت عنهم الصحيفة قولهم إن الفلسطينيين يعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو ليست لديه نية للتوصل إلى اتفاق للسلام، لذلك فهم يقدرون أنه حتى لو قدموا عروضا سخية فإنهم لا يخشون أن يترتب عنها شيء لأنهم يؤمنون أن إسرائيل لن تستجيب لها.

وكان الوفد الفلسطيني إلى المفاوضات على عهد أولمرت قد عرض مبادلة 1.9 % من أراضي الضفة الغربية بأراض في إسرائيل، لكن أولمرت طالب بمزيد، وكشفت الصحيفة الأميركية أن العرض الفلسطيني الجديد رغم أن الأميركيين لم يكونوا يتوقعونه فإنه لم يصل إلى السقف الذي كان حدده أولمرت.

وقد نفى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ما أوردته وول ستريت جورنال، ووصف التقارير المتزايدة بشأن المفاوضات غير المباشرة بأنها "غير مسؤولة ولا أساس لها"، معتبرا أن هدفها الأساسي هو "إلحاق الضرر بالمصالح الفلسطينية".

وأوضح أن هناك تفاهما رسميا مع ميتشل يقضي بأنه هو الذي يصدر البيانات الرسمية عقب كل جولة من جولات المحادثات بالنيابة عن كل طرف من الطرفين.