خبر رفض سخيف- هآرتس

الساعة 09:35 ص|20 مايو 2010

رفض سخيف- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مرتان اقترحت هذا العام امارة قطر استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، والتي قطعت في اثناء حملة "رصاص مصبوب" في غزة. ومرتان ردت على أعقابها. ومع اعتبار وضع علاقات اسرائيل مع دول العالم بشكل عام ومع الدول العربية بشكل خاص، يمكن للمرء ان يتساءل اذا لم يكن هنا قدر من الغرابة في مثل هذا القرار. أوليست اسرائيل هي التي تلاحق كل مظهر للتطبيع مع الدول العربية؟ كيف يحصل بالتالي أنه عندما يأتي اقتراح معناه تظاهرة علنية من التطبيع امام بابها، فانه يرد وكأن الحديث يدور عن عرض مشين؟ ومثلما نشر براك لبيد في "هآرتس" عشية العيد، كان لقطر شروطا لاستئناف العلاقات مع اسرائيل. فقد طلبت أن تسمح لها اسرائيل بأن تنقل مواد بناء واموال لاعادة بناء البنى التحتية في قطاع غزة، مقابل اعادة الممثلية الاسرائيلية الى الدوحة. في اساسها هذه صفقة تبادل: اسرائيل  توافق على ان ترفع الحصار على غزة جزئيا في صالح قطر ومواطني غزة، وقطر ترفع من جانبها المقاطعة عن اسرائيل. الرفض الاسرائيلي علل كما هو متوقع بـ "أسباب أمنية": الاسمنت ومواد البناء الاخرى قد تستخدمها حماس لبناء تحصينات واستحكامات مسلحة تطلق منها الصواريخ على اسرائيل. كما ان اسرائيل لم ترغب في ان تعلق في المنافسة الجارية في الشرق الاوسط بين قطر ومصر في مسألة "الاحتكار" لحل النزاعات، ومنح قطر، التي وثقت علاقاتها مع ايران سوريا، نقاط استحقاق في غزة.

        هذه ليست تعليلات خفيفة القيمة. ولكن الخطر في أن تعزز بضع أطنان من الاسمنت القوة العسكرية لحماس او تمس بمكانة مصر، لا تساوي الربح السياسي الهائل الذي يمكن لاسرائيل ان تجنيه من استئناف العلاقات مع قطر. هناك أهمية كبيرة لحقيقة أن دولة ذات علاقات وثيقة مع ايران وسوريا مستعدة لان تستأنف العلاقة مع اسرائيل.

        دولة اسرائيل، التي تفحص نجاحها في حملة "رصاص مصبوب" عبر عدد الصواريخ التي تطلق عليها من غزة، لا يحق لها ان تتجاهل الضرر الذي لحق بها على المستوى السياسي الدولي. عندما تكون دولة عربية مستعدة لان تعيد بناء غزة وبالتالي تساهم في اعادة بناء مكانة اسرائيل في العالم، لا حاجة لقدر كبير جدا من الحكمة كي يفهم المرء اهمية الفرصة.