خبر أأنتِ تبكين أم تضحكين- يديعوت

الساعة 09:39 ص|16 مايو 2010

أأنتِ تبكين أم تضحكين- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

"يوم القدس" الذي احياه الكثيرون الاسبوع الماضي هو فرصة ممتازة لرؤساء الدولة والسياسيين من "المرتبة الثانية" للبروز في ولائهم لدولة اسرائيل، الصهيونية، الشعب اليهودي، وبالتأكيد القدس. ولو لم يخترعوا بعد حرب الايام الستة "يوم القدس" لكانت هناك حاجة الى طرح فكرة اضافة عيد جديد على عجل الى اعياد اسرائيل. فلتفرحوا.

"يوم القدس" يطلق من السياسيين افضل المواقف الشاعرية المكبوتة في قلوبهم طوال ايام السنة: القدس لي، انتِ في قلبي دوما، مدينة الخلد، العاصمة الخالدة للشعب اليهودي، مدينة السلام – وماذا تطلبين منا، يا قدس؟

الحقيقة: ينبغي للمرء أن يكون بعيدا عن اليهودية وعن الاسرائيلية، جاهلا وعاما من عموم الشعب في تاريخ الشعب اليهودي، كي يرى المرء في القدس مجرد موقع آخر في الارض المقدسة. فهذه رغم ذلك مذكورة مئات المرات في الوثيقة الاساس للشعب اليهودي (التي تسمى التوراة ايضا)، وكل خلاصة تجربتنا وحياتنا على مدى الفي سنة من المنفى كانت الاشتياق اليها. فهل يحتاج أحد الى برهان على "كوشان" الشعب اليهودي على هذه المدينة؟ أحقا!

ولكن ماذا؟ كما هو معروف وليس هذا هو المكان للتوسع، ثمة على الاقل مدع آخر بالملكية على القدس – السلطة الفلسطينية – وهو يرفع الصوت ويطالب بحق الصرخة. ليس هذا هو المكان، ولا الزمان، للبحث في تاريخ الفلسطينيين في القدس (يجدر بنا ان نقرأ الكتاب الممتاز في هذا الموضوع لشموئيل باركوفتش "كم فظيع هذا المكان"، من اصدار كارتا)، بل طرح السؤال: كيف حصل ان الفلسطينيين يضعون في السنوات الاخيرة تقسيم القدس كشرط للاتفاق معهم؟ اين اختبأوا حتى قبل بضع سنوات؟ ماذا ومن ايقظهم من سباتهم؟ الاجابات الخاصة عندي هي: توسيع الحدود البلدية للقدس وادراج احياء وقرى فلسطينية ضمن هذه الحدود، و "الثرثرة" بقضية القدس بضجيج لا تطيقه الاذان الفلسطينية. وتجدر الاشارة هنا والان بان هذه ايضا وانا اشدد على ايضا – هي اسباب كل الاسباب الاخرى والمضافة.

نحو 20 يوما فقط بعد حرب الايام الستة، وكنا لا نزال في حزيران 1967، ولا نزال في نشوى الانتصار العسكري النادر والهائل، وسعت الحكومة الحدود البلدية للقدس بـ 64 الف دونم اخرى، ادرجت فيها ايضا 28 قرية فلسطينية. واتسعت التوسيعات في اعقاب البناء الاسرائيلي الهائل و "الغمز" لاحياء وقرى عربية اخرى في لحظات "قليلة" من الدعابة قيل عن القدس ان حدودها تلمس اطراف تل أبيب.

على مدى عشرات السنين تم توسيع القدس، وضوعفت مساحتها، وبنيت احياء رغم انف الفلسطينيين وفي ضوء غض النظر الامريكي ممن لم يستطيبوا ما رأوه ولكنهم سكتوا. الحاجة، ولا سيما من رجال اليمين، لاظهار الملكية، عرض الانجازات، اطلاع العالم وبالاساس الامريكيين والفلسطينيين باننا "نستخف" بكل العالم، أدى في الاونة الاخيرة (اساسا) الى طرح القدس كصخرة خلاف غير قابلة للتجاوز. فهل يتذكر احد ما ان في أي مرة في الماضي طرح الامريكيون والفلسطينيون أسئلة علنية وصاخبة عن بناء في رموت اشكول او رمات شلومو التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من القدس؟

السبب الثاني لطرح القدس في رأس اهتمام الفلسطينيين والامريكيين هو فرحتنا. فنحن نعشق افراحنا أنفسنا جدا، في مئات الاحتفالات وبالاف التصريحات والسياسيون من بيننا يعرفو بان بضع كلمات عن القدس هي كالزيت بالنفوس الاسرائيلية منتصبة القامة، وصبح مساء يعلنون هنا عن القدس التي اعيدت لحمتها، الموحدة، أبد الابدين، وتماما يجبرون الفلسطينيين على الرد، على الرفض، على ان يقولوا لنا "انسوا هذا".

القدس موضوعة هذه الايام على طاولة الجراحة. واذا ما استؤنفت المحادثات مع الفلسطينيين، فسنسمع عنها أكثر فأكثر، وعندها سنعرف اذا كانت القدس ستبكي أم ستضحك.

صحيح أن امكانية البحث في خلاف القدس طرحت منذ اتفاقات اوسلو في 1993 وبقوة اكبر في مؤتمر كامب ديفيد 2000، ولكن في هذه المرحلة كانت (لا تزال؟) كاملة تحت سيطرة اسرائيل. التوقع: ستطرح على البحث وعلى ما يبدو ايضا ستقسم مع قدوم الوقت. ودوما ستكون، كما جاء في سفر زخاريا: "في اليوم اياه سأضع القدس حجر عبء لكل الشعوب..."