خبر ميتشل يعود غدا..وأبو ردينة: ليس لديه ما يقوله لنا

الساعة 04:29 ص|16 مايو 2010

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

وسط أجواء من التشاؤم فلسطينيا وإسرائيليا، من المقرر أن يعود المبعوث الرئاسي الأميركي، السيناتور جورج ميتشل، غدا إلى المنطقة لبدء محادثات التقريب غير المباشرة رسميا التي يديرها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. لكن مصادر فلسطينية توقعت أن يؤجل ميتشل جولته الجديدة التي ستكون ضمن ثلاث جولات حتى نهاية مايو (أيار) الحالي.

من جانبه قال نبيل أبو ردينة المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه ليس لدى ميتشل ما يقوله للجانب الفلسطيني بعد التصريحات الصادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي وغيره من الوزراء بشأن تواصل البناء الاستيطاني والعودة إلى سياسة هدم البيوت في القدس المحتلة.

وأضاف أبو ردينة الذي شغل المقعد الشاغر في اللجنة المركزية لحركة فتح مؤخرا، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن قدمنا كل شيء والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي.. والوضع الحالي يشكل اختبارا لمصداقية الإدارة الأميركية التي تبذل جهودا لتحريك عملية السلام.. لكنها كلما تحركت تواجه بعراقيل إسرائيلية». وأكد أبو ردينة مجددا أن جولة ميتشل غدا أو بعد غد ستكون «ضمن 3 جولات سيقوم بها من الآن وحتى مطلع يونيو (حزيران) المقبل».

وفي إسرائيل أعلن وزير الدولة في حكومة بنيامين نتنياهو، بيني بيغن، أنه واثق تماما من فشل هذه المفاوضات من الآن. وقال بيغن، الذي كان يتحدث في محاضرة أمام مجموعة من القوى اليسارية اليهودية، إنه واثق من الفشل لأن الأساس الذي قامت عليه المفاوضات غير سليم. فالفلسطينيون حسب زعمه «حاولوا أن يفرضوا شروطا مسبقة ونحن لم نرضخ لإرادتهم، ويشعرون اليوم أنهم مغتصبون. وهم كانوا قد رفضوا إبرام اتفاق سلام مع رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، الذي اقترح عليهم استرجاع 98 في المائة من الضفة الغربية بما في ذلك القدس، وإضافة إلى ذلك منحهم معبرا آمنا بين قطاع غزة والضفة الغربية. وهم يعرفون اليوم أن هذه الحكومة لن تعيد مثل هذه الاقتراحات عليهم، لذلك فإنه لا يوجد أي احتمال لأن تنجح».

وسئل بيغن عن رأيه في مدى التنازلات الإسرائيلية الممكنة في ظل هذه الحكومة، في سبيل تحقيق سلام مع الفلسطينيين، فأجاب أنه «لا يعتقد أن هناك مجالا لتسوية على الأرض، وأنه يجب أن يتاح لكل يهودي أن يعيش أينما يشاء في أرض إسرائيل (فلسطين)». ثم أضاف: «كل مرة قمنا فيها بتسليم الفلسطينيين مقطعا من أرض إسرائيل، كانت النتيجة مزيدا ومزيدا من سفك الدماء».

ورد أولمرت على هذا الادعاء بالقول إنه بالفعل عرض على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إقامة دولة فلسطينية على مساحة مشابهة لمساحة الضفة الغربية مع تبادل أراض، وأن عباس لم يرد عليه رسميا ولكنه أضاف: «للأمانة يجب أن أقول أيضا إن عباس لم يرفض اقتراحي». ويأتي هذا النقاش، في إطار انشغال واسع في إسرائيل حول المفاوضات القادمة ومدى نجاعتها. ويدور هذا النقاش أيضا داخل الحكومة وبين صفوف وزرائها، ويتضح فيه أن اليمين كله لا يؤمن بها وينتظر اللحظة التي يتركها الفلسطينيون حتى يتهموا بإفشالها. بينما يرى الوزراء المؤيدون للمفاوضات أن على إسرائيل أن تقوم بدور إيجابي فيها، وذلك خدمة لمصالحها. ونقلت صحيفة «معاريف»، أمس، على لسان وزير التجارة والصناعة، بنيامين بن اليعيزر، أنه عاد مصعوقا من بروكسل بسبب شدة العداء لإسرائيل. وقال: «لقد التقيت مسؤولا كبيرا في الاتحاد الأوروبي وأجرينا حديثا شخصيا بلا بروتوكول، فقال لي: (أنت جئت إلى هنا وأجريت محادثات ووقعت على اتفاقيات، لكن اعلم أن هذه الاتفاقيات حبر على ورق. فالبرلمان الأوروبي لن يصادق عليها. أنتم في مكانة دونية في العالم اليوم. الجميع يكرهكم)، ولم يكن هذا الرجل وحيدا. فقد سمعت مثل هذا الكلام من أصدقاء كثيرين. أصدقاؤنا في العالم لم يعودوا يجرؤون على الدفاع عنا. كارهونا يزدادون بشكل مذهل. يتعاملون معنا كما يتعاملون مع إيران. فقط التوصل إلى سلام حقيقي مع الفلسطينيين سينقذنا».

يذكر أن ميتشل كان قد أعلن أنه سيصل إلى إسرائيل، غدا، ليباشر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث سيتنقل عدة مرات ما بين القدس الغربية ورام الله.