خبر زوجة الأسير سدر وابنه الوحيد يحلمان بعودته محررا إلى القدس

الساعة 04:50 م|15 مايو 2010

16 عاما من الاعتقال

زوجة الأسير سدر وابنه الوحيد يحلمان بعودته محررا إلى القدس

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

مع كل رفع أذان صلاة من جنبات مدينة القدس يخفق قلب الزوجة الصابرة "أم محمد " بشدة وأمل وهي تردد من منزلها القريب من المسجد الاقصى مع كل تكبيرة دعاءً لا يتوقف منذ 15 عاما، لحرية زوجها الاسير ايمن عبد المجيد عاشور سدر, الذي يبدأ اليوم عامه الاعتقالي السادس عشر داخل السجون الاسرائيلية, دون ان تفقد الزوجة و وحيدها "محمد " الامل بتحقيق حلم حياتهما وهو اجتماع شملهما بأيمن الذي شطبت اسرائيل اسمه من كل عمليات التبادل والافراج كغيره من الاسرى المقدسيين الذين يعيشون مأساة الاعتقال مضاعفة جراء استهداف اسرائيل لهم واصرارها على عقابهم، لحبهم لقدسهم وانتمائهم الصادق لقضيتهم ولشعبهم الذين تتأمل ان لا ينساهم خاصة في صفقة تبادل الأسرى الجاري الحديث عنها والتي تعتبرها أم محمد الامل الوحيد لكسر القيد ولعودة ايمن وكل الاسرى لعائلاتهم واطفالهم ويرى فيها محمد السبيل لتحقيق حلمه الوحيد وهو عناق والده.

 

ورغم  محطات العذاب القاسية على بوابات السجون فإن أم محمد لا زالت تحتفظ  في ذاكرتها بكل تفاصيل محطات حياة زوجها والأيام الأقسى التي لا تغيب عنها لحظة ففي القدس ولد الاسير أيمن بتاريخ 21 - 5- 1966 ,لاسرة فلسطينية مكونة من 8 افراد وترتيبه الرابع تلقى تعليمه في مدارس القدس واجتاز الثانوية العامة بنجاح وعمل سائقا.

 

وفي مرحلة مبكرة برزت لديه معالم الانتماء لشعبه والايمان بقضيته  فتعرض للاعتقال في شباط عام 1991 وقضى 6 شهور في سجن بئر السبع بتهمة المشاركة في رمي حجارة وكتابة شعارات وله شقيق زعمت قوات الاحتلال انه كان مطلوبا وغادر الى الاردن قبل 30 عاما ولا زالت القوات الإسرائيلية تمنعه من العودة.

 

 وتروي أم محمد قصة اعتقال زوجها فتقول: "كان أيمن يقوم بنقل موظفين الى مستشفى المقاصد ومن بينهم كان هناك شاب من غزة وكانت تربطه به علاقة مميزة وقوية لدرجة انه كان يرافقه الى غزة ليزور اهله في القطاع.

 

وفي عيد الاضحى عام 1995 قرر ايمن مرافقة هذا الشاب الى غزة لكنهم منعوا من دخول غزة فعادوا الى القدس وفي اليوم التالي " ثاني يوم العيد" اعادوا التجربة ونجحوا في عبور غزة وبقي هناك يومان."

 

وتضيف: "في يوم العيد الرابع اقتحمت القوات الاسرائيلية منزلنا في غيابي ودمرت محتوياته حتى المصاحف مزقوها واختفت صور لأيمن ووثائق واوراق شخصية جدا وكانت الشرطة خلال التفتيش ابلغت اخوانه بأن ايمن لن يعود لكم وبقينا 3 ايام نبحث عنه في المستشفيات ومراكز الشرطة ولم نجد له اثرا."

 

وتوضح: "ايام عصيبة عشناها بعدما اختفت اثار زوجي بعد التفتيش وبعد 3 ايام بالصدفة كان احد معارف ايمن موجود داخل مركز المسكوبية وشاهد ايمن الذي طلب منه ابلاغنا باعتقاله ولكن الخوف استمر بعدما رفضت السلطات الاسرائيلية الافصاح عن أي معلومات حول اعتقاله  حتى انتهت عملية التحقيق. ولدى زيارتنا له ابلغنا انه في يوم 5-13  خرج عن حاجز ايرز عائدا الى القدس  وعلى بعد 5 امتار القوا القبض عليه وحجزوا سيارته واقتادوه فورا للتحقيق الذي احتجز في زنازينه لمدة 7 شهور."

 

 وتشير ام محمد إلى أن من ضمن ما قاله لها زوجها عن التحقيق  هو إنهم استعملوا معه اساليب تعذيب عديدة منها أسلوب "الهز" الذي كان شائعا بتلك الفترة و"الشبح" و"التبريد"  وكان يخرج من التحقيق الى المحكمة وهو غير واع  وفقد كثيرا من وزنه  وكانوا يهددونه  بإعتقال اهله.

 

كانت لحظات الاعتقال والتحقيق اصعب ايام حياة أم محمد  فقد اعتقل زوجها بعد عام و 11 شهرا من زواجهما في 18 - 9- 1992  واعتقل وعمر ابنهما 4 شهور  لذلك فهي عانت كثيرا من الخوف والقلق على مصيره وبعد 5 اشهر من وجوده في الزنازين  اتصل ايمن بها واخبرها أن تحضر حالا الى المسكوبية لزيارته برفقة ابنهما وسمح لما بزيارته لمدة ساعة.