خبر لأول مرة منذ سنوات..النكبة توحد مافرقته السياسة

الساعة 11:24 ص|15 مايو 2010

لأول مرة منذ سنوات..النكبة توحد مافرقته السياسة

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

في مشهد لم تشهده غزة منذ سنوات.. تشابكت أيدي الفصائل الوطنية والإسلامية، وكأنها سلسلة واحدة لا تفرقها المواقف والأزمات.. وعلت أصواتهم تأكيداً على الوحدة الوطنية التي يتوق إليها الكثير، ورفضاً للتوطين والتهجير والمفاوضات التي لا تثمر سوى "العلقم".

 

في هذا اليوم الذي أحيا فيه شعبنا الذكرى الثانية والستين للنكبة، كانت غزة على موعد مع "الوحدة الوطنية" التي جسدها قيادات الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، في مسيرة إحياء ذكرى النكبة والتي خرجت اليوم، وانتهت برسالةٍ سلمتها هذه القيادات إلى نائب مبعوث الأمم المتحدة بغزة.

 

فمنذ الصباح خرجت المسيرات الوطنية من كل صوب في محافظات قطاع غزة، إحياءً لذكرى النكبة، تحمل الأعلام الفلسطينية وتردد الهتافات الوطنية، وتجمعت في ساحة الجندي المجهول التي شهدت إنطلاقة المسيرة إلى مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة.

 

وقد تضمنت الرسالة التي قدمها القادة إلى نائب مبعوث الأمم المتحدة والذي وعد بتقديمها للأمين العام بان كي مون، تأكيداً على حق عودة الفلسطينيين وتمسكهم بثوابتهم وحقوقهم الوطنية، في وقت مازالوا مشردين بفعل النكبة التي حلت به منذ 62 عاماً.

 

وحملَت الرسالة الأمم المتحدة المسؤولية حيث تتعامل مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون، مؤكدةً أن هذا الوضع لا يأتي بسلام للمنطقة، وطالبت بالتحرك الفعلي الجاد من أجل حل القضية الفلسطينية حسب القرارات الشرعية وضمان حقوق شعبنا.  

 

وبدوره، شدد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن ذكرى النكبة من القضايا الوطنية المشتركة التي تجمع أبناء شعبنا، مثلما تجمع فيما سبق في قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية.

 

وشدد القيادي الهندي، على تمسك شعبنا بكل فصائله بحق العودة، وعلى أهمية الوحدة الوطنية والتمسك بخيار المقاومة حتى تحرير أرضنا، مؤكداً على أن الوحدة الوطنية ستستمر، مجدداً تأكيده على أن المفاوضات مع العدو لن يجدي نفعاً.

 

فيما أكد القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان، على أن الفصائل الفلسطينية مجتمعةً تقف اليوم صفاً واحداً لتحقيق حق العودة والتمسك بالثوابت الوطنية كحق مقدس، معتبراً أن المفاوضات مع إسرائيل لن تعيد الحقوق الوطنية.

 

كما رأى رضوان، ضرورة إعادة النظر في المسار السياسي، مشيراً إلى رفض المفاوضات مع إسرائيل الأمر الذي اعتبره لا يحقق ثوابت شعبنا ولن يعيد الحقوق الوطنية المسلوبة.

 

وفي أحاديث منفصلة لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أكد قادة من حركة الجهاد الإسلامي على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الأمثل لاستعادة الحقوق الوطنية، والتي تتمثل في حق المقاومة والعودة، ورفض التهجير وتوطين اللاجئين، وكافة السياسات التي تؤدي إلى شطب حق العودة وتقرير المصير.

 

فمن ناحيته، حمَل الشيخ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد، المجتمع الدولي بأكمله وبريطانيا مسؤولية نكبة الشعب الفلسطيني، مطالباً بالتحرك العاجل والضغط على إسرائيل من أجل استعادة حقوق شعبنا.

 

وشدد على أن الفلسطينيين يتوحدون اليوم من أجل استعادة الحقوق، والتأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية ورفض التوطين، معتبراً أن طريق المفاوضات مع العدو لا تعيد أبناء شعبنا إلى دياره، بل تعطي الشرعية للاحتلال وتغطي على ممارساته التعسفية.

 

فيما، أكد القيادي أبو طارق المدلل، أن الكل الفلسطيني الذي توحد في هذه المسيرة يؤكد على أنه لا تنازل عن حق العودة، وأن طريق المقاومة والجهاد هو وحده من يعيد الحقوق لأصحابه، رافضاً المفاوضات غير المباشرة التي لا تجدي نفعاً وليست هي الطريق لاستعادة الحقوق.