خبر غولدستونيون صغار..هآرتس

الساعة 11:23 ص|14 مايو 2010

بقلم: يوسي سريد

                يجب احيانا رفض عيبه لاظهار عيبك. لا شك البتة في أنه قد تبين ان ريتشارد غولدستون ذو عيب، وليس هو البتة خاويا ولا مضطربا. ولا داعي الى الزيادة في تحديه وقد وجد معيبا لن تنقذه الف حجة عن وجود ضرورات منذ وافق على ان يعين قاضيا للاستئنافات في خدمة التمييز العنصري. بل ان شهادة الحل التي منحها بعد ذلك من المؤتمر القومي الافريقي لن تنقيه من الوصمة. يستطيع في الاكثر ان يقف في المكان الذي يقف فيه التائبون. ان من يضع يده في حضن التمييز العنصري – حتى لو اخرجها بعد ذلك – فان يده برصاء كالثلج. انها اليد التي وقعت على تنفيذ اعدام، وتركت ظهور الاولاد للجالدين. لكن الحساب الصائب المقلق قد يتلقى من يد برصاء ايضا، لكن لا يجب مصافحة اليد ولا غسلها بيقين.

        مع سقوط غولدستون، كثر الفرحون ههنا، لان التقرير سيسقط معه. ليس هذا سوى فرح فقراء الروح الذي يجب التصعيب عليه – لان اسرائيل نفسها تعاونت مع حكم التمييز العنصري، ولم يكن لذلك الحكم صديقة افضل من حكومة اسرائيل.

        هذا هو نهجنا منذ سالف الازمان: أن نستريح مستفيدين في الجهاز المظلم من الكرة الارضية، وان نستذري في ظل نظم القمع. لم نرفض قط اقتراحا معيبا من دولة برصاء، وكان من الصعب دائما رفض الاغراءات؛ وكلما كان نظام الحكم اكثر عزلة اصبح اكثر خبرة بعمل الابعاد.

        حاولوا ان يبعدوني أنا ايضا ذات مرة: فبعد أن تحفظت علنا من العلاقات الخاصة بين الدولتين، هاتفني سفير جنوب افريقيا وطلب أن نلتقي. أتى ليدعوني الى زيارة بلده. من الواضح ان زوجتي مدعوة، ومن الواضح أنني سألقى وزراء ومشرعين في العاصمة ووحيدي قرن في المحمية، ومن الواضح اننا سنلتقي ايضا معارضين للنظام اذا شئنا؛ وقد ذكر اسم رجل الدين ديسموند توتو. لم يقترح عليّ في الحقيقة ان اصبح قاضيا لكنني لم اشأ ايضا ان أكون ضيفا للحظة.

        لا يهمني أنهم يرمون غولدستون الان بالحجارة – انتفاضة بيضاء حقا – لكنني لا اريد أن الحظ بين الراجمين اولئك الذين خرجوا آنذاك للتفتيش عن نظام التمييز العنصري على حسابه وعادوا مملوئين بالتأثر – يجب ان نحذر ايضا الا يحطم الزجاج في بيتنا. قد يتضرر كثيرون بل حتى قضاة ولا سيما العسكريون. في الحقيقة لا تقضي محاكمنا العسكرية بالموت، لكنها تنهي الحياة بل بحسب اجراءات قانونية.

        "كانت تلك القوانين آنذاك"، يزعم الان غولدستون العظيم دفاعا عن نفسه، ودفاعا عن من يشبهونه بغير تنبه الى ذلك؛ فالبلد مليء بالغولدستونيين الصغار وبعض الكبار ايضا. عندما تبين لجورج كليمنصو زمن محاكمة درايفوس كيف تطحن طواحين العدل سريعا، وكيف يطحن البشر ليصبحوا طحين بشر، أورثنا حكمة عالمية إذ قال: "العلاقة بين العدل العسكري والعدل كالعلاقة بين النشيد العسكري والموسيقى.