خبر موراتينوس في زيارة تطمينية لدمشق وتشكيك سوري بنوايا تل ابيب

الساعة 05:52 ص|14 مايو 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

افادت مصادر سورية مطلعة ان ابرز ما في حقيبة وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس التي حملها للقيادة السورية بدمشق كانت جهودا تطمينية للخواطر السورية ازاء عدم نية اسرائيل القيام بعمل عسكري ما ضد سورية، واضافت المصادر لـ'القدس العربي' ان موراتينوس اكد للرئيس السوري انه سمع من المسؤولين الاسرائيليين تأكيدات بانه لا نية لديها بتوجيه ضربة عسكرية داخل الاراضي السورية وانهم مهتمون بتهدئة الاجواء المتوترة تمهيدا للحديث عن امكانية استئناف العملية السلمية على المسار السوري.

وكان موراتينوس الذي وصل دمشق مساء الاربعاء قادما من تل ابيب التقى الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية وليد المعلم، ولم يسمح ضيق الوقت بعقد مؤتمر صحافي كان يترقبه مراسلو وسائل الاعلام يجمعه بوليد المعلم.

وقال بيان رئاسي سوري ان لقاء الاسد وموراتينوس تناول التحضيرات لقمة رؤساء دول البحر المتوسط المزمع عقدها في برشلونة الشهر القادم، وعملية السلام المتوقفة ونقل البيان عن الاسد قوله ان السياسات الاسرائيلية القائمة على رفض السلام والاستمرار باطلاق التهديدات بشن الحروب من شأنه ان يقوض الامن والاستقرار في المنطقة ويقودها الى المجهول.

وحسب ما اورده البيان فان الاسد دعا الاتحاد الاوروبي للقيام بدوره في عملية السلام عبر دعم الوسيط التركي والضغط على اسرائيل لوقف ممارساتها في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس المحتلة وفك الحصار على قطاع غزة. واشار البيان الى ان موراتينوس اعرب عن رغبة الاتحاد الاوروبي في توقيع اتفاق الشراكة السورية الاوروبية قريبا.

المصادر السورية اشارت الى ان الطرف السوري لا يمكنه الوثوق بالرسائل والتطمينات الاسرائيلية لا سيما مع استمرار قادة تل ابيب بتوجيه مزيد من الاتهامات لدمشق بتزويد حزب الله اللبناني بأسلحة متطورة صاروخية ودفاعية، ولفتت المصادر الى ان دخول روسيا على خط المنطقة بهذا الشكل الذي ظهر في زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى سورية ولقائه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس دفع تل ابيب لاعادة النظر في نقاط عدة والتوجه نحو تهدئة الخواطر المتوترة اثر تصاعد الحديث عن احتمال نشوب حرب بين سورية واسرائيل.

وزادت المصادر بالقول ان اوروبا ولا سيما اسبانيا كرئيسة للمجموعة الاوروبية مندفعة حاليا لتنفيس الاحتقان الحاصل في المنطقة مع عدم قدرة واشنطن على فعل شيء رغم المدة الطويلة التي مُنحت لادارة الرئيس اوباما والتي لم تستطع خلالها تحقيق اي شيء على الارض بل ـ ووفق المصادر نفسها ـ زادت في سلبية الوضع بعد تبنيها للاتهامات الاسرائيلية لسورية بخصوص تهريب الاسلحة لحزب الله.

من جهة اخرى ترددت معلومات عن سعي موراتينوس لاقناع القيادة السورية بالمشاركة في قمة قادة دول المتوسط المزمع عقدها في برشلونة الشهر المقبل، في الوقت الذي اعلن فيه وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان مشاركته ممثلا لبلاده، ما دفع سورية ومصر الى الاعلان عن رفضهما المشاركة، وربما يكون موراتينوس الذي لم تضع بلاده السيناريو النهائي لطريقة انعقاد القمة قد ابلغ الاسد بأن بلاده ستعلم السوريين بالصيغة النهائية لترتيبات القمة المرتقبة والتي على اساسها ستحدد دمشق مشاركتها فيها من عدمها.

واعلن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في كلمته امام طلاب معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في 11 ايار (مايو) ان اسرائيل مستعدة لعقد معاهدة سلام فورا مع سورية الا انها غير مستعدة للتخلي عن مرتفعات الجولان، وقال بيريس ان اسرائيل مستعدة لعقد سلام مع سورية فورا، ولكن يتعين على دمشق ان تفهم بانه لا تجوز مطالبة اسرائيل بالانسحاب من هذه الاراضي لتوزع هناك ترسانات حزب الله بعشرات الاف صواريخها من اجل توجيه ضربات الى اسرائيل حسب قوله.