خبر « الطيـر » يئن ألماً خارج سربه

الساعة 08:41 ص|13 مايو 2010

"الطيـر" يأن ألماً خارج سربه

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

الاتصالات الهاتفية واللقاءات عبر الانترنت هو كل ما تبقى للمواطن الفلسطيني عبد الرحمن سالم الذي يعيش حالياً في مدينة يمنية منذ أن هجر من أرضه وموطنه الأصلي "بئر السبع"، بعد النكبة التي أحلت بفلسطين قبل اثنين وستين عاماً.

 

فـ"سالم" لا يملك من أمره شيئاً سوى انتظار أمل الرجوع إلى موطنه لعله يحقق جزءًا من تمنياته هو العيش والاستقرار على تراب أرضه التي حرمه منها الاحتلال، ليؤكد أن ذرة رمل من تراب الوطن أغلى من كل بقاع العالم حتى في الأكثر الدول غنىً وسيطاً.

 

وأكد سالم في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أوضاع الفلسطينيين في بقاع العالم لا تقل سوءًا عن العيش في أراضي الوطن، حيث يتعرضون للتهميش والإقصاء، وعدم حصولهم على حقوقهم الكاملة، ويعيشون غربة لن تنتهي طالما أرجلهم لا تطأ بلادهم.

 

وقد انتقد سالم، التهميش الذي يتعرض له الفلسطينيون خارج وطنهم، حيث يتم التركيز دوماً على قضايا المهجرين والذين يقطنون داخل المدن الفلسطينيين في حين أن اللاجئين يأنون ألماً في الدول التي لم تعد تعني بقضيتهم.

  

وقد ذاق الفلسطينيون على مدار العقود الستة الماضية المر والعلقم بسبب تهجيرهم من ديارهم عام 1948، حيث طردهم المحتلون بعد أن ارتكبوا المجازر والمذابح بحقهم، فشرد بعضهم إلى قطاع غزة، وآخرون بقوا في المدن الفلسطينية التي أصبح يطلق عليها أراضي الـ48، لكن الطامة الكبرى كانت في تشتيت وتفريق الآلاف منهم خارج حدود الوطن، وتوزعوا في بقاع الأرض.

 

فلم تكن مشكلة اللاجئين خارج وطنهم بالهينة، حيث كانت نكتبهم نكبتين، واحدة عندما طردوا من بيوتهم وأخرى عندما تشتتوا في بقاع العالم وأجبروا على العيش في مخيمات ومعسكرات الشتات، تحملوا فيها مشاكل ومصاعب عدة مازالت متواصلة.

 

وقد توزع اللاجئون عند ترحيلهم في دول عدة، وأنشئوا معسكرات عدة، من بينها الأردن حيث يتركز الفلسطينيون في مناطق عدة من بينها معسكر عمّان الجديد، وجرش، البقعة، وماركا، والحصن، والزرقاء، كذلك في سوريا ولبنان، والعراق والعديد من الدول العربية، وآخرون سكنوا في المدن الأوروبية أو الأمريكية الشمالية والجنوبية ويمكن القول إنهم توزعوا على مختلف دول العالم من أقصاه إلى أقصاه.

 

وعلى الرغم من تأكيد المجتمع الدولي مراراً وتكراراً على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، إلا أن ممارسة الدول الكبرى تسعى إلى توطينهم في الدول التي هجروا إليها، فيما يتمسك اللاجئون بحق العودة إلى أرض الوطن ورفض التوطين.

 

وقد طرحت مشاريع إقليمية ودولية متعددة ، لتوطين اللاجئين العرب الفلسطينيين خارج بلادهم فلسطين ، كبديل عن عودتهم إلى وطنهم ، والتخلص من ظاهرة المخيم الفلسطيني في أرض الوطن والدول العربية المجاورة.

 

وكانت صحيفة مقدسية كشفت مؤخراً عن مخطط أمريكي لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بعد موافقة عدة دول عربية على المخطط.

 

وقد نقلت صحيفة "المنار" عن دوائر دبلوماسية وصفتها بـ "رفيعة المستوى" قولها: إن الإدارة الأمريكية أوفدت طاقمًا خاصًا إلى عدد من الدول العربية لبحث خطوات تنفيذ توطين اللاجئين الفلسطينيين في عدد من دول العالم، بتمويل عربي ودولي في إطار ميزانية تم تحديدها.

 

وقالت هذه الدوائر إن هناك ضغوطًا على عدد من الدول في المنطقة لقبول توطين أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، بعد أن قبلت أستراليا وكندا وغيرهما استقبال أعداد محدودة من اللاجئين وتوطينهم هناك.