خبر قضيتنا قضية وجود لا حدود.. باقون و لنا عودة

الساعة 04:13 م|12 مايو 2010

 قضيتنا قضية وجود لا حدود.. باقون و لنا عودة 

فلسطين اليوم – غزة – من ميرفت الشريف

وتمر ذكرى أخرى للنكبة، الذكرى الـ 62 للاقتلاع والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني، 62 عاما من والعذاب والمعاناة والآلام، 62عاماً من التشريد في أصقاع العالم، 62 عاماً من الشجب والاستنكار والتنديد الدولي، وما زال الشعب الفلسطيني هائما على وجهه، منكوباً بعد أن سلبت حقوقه وانتزع من أرضه لتوطين أناس جاءوا من مختلف أنحاء العالم ليشتتوا الفلسطينيين في مختلف زوايا العالم.

 

 62 عاماً و مازال الشعب الفلسطيني يتعرض لويلات يومية لم تقف عند حد التدمير و القتل و التهجير، لكن ما يؤرق المواطن هو استمرار الانقسام ما بين الإخوة و أبناء الشعب الواحد و ما تبعه من تداعيات خطيرة، فيما اعتبرها المراقبون بأنها أثرت سلباً على مسار القضية المركزية ومسيرة الكفاح و المقاومة ضد الاحتلال، من اجل تحرير الأرض و استعادة الحقوق، حتى أصبحت القضية هي كيف يتم إحراز تقدم في قضية هنا و أخرى هناك، بينما ينهمك قادة العدو في تنفيذ مخططاتهم التهويدية بحق الأراضي و المقدسات في القدس و الضفة، و اقتراف المزيد من جرائم الحرب في غزة.

 

و مع مرور هذه الذكرى، حاولنا تسليط الضوء على تحركات أهلنا في الأراضي المحتلة ممن عايشوا و يعايشون النكبة حتى الآن لإحياء هذه الذكرى الأليمة، حيث قال رئيس الحركة الإسلامية في النقب المحتل، الشيخ حماد أبو دعابس في تصريح خاص لـ "فلسطين اليوم" إن نكبة عام 48 نالت من جميع الفلسطينيين، فمن بقي فيها فهو مغيب عنها و لم تنتهي النكبة بالنسبة له، أما من شردوا فلا زالوا يعانون آثار هذه النكبة حتى الآن.

 

و أوضح أبو دعابس أن ذكرى النكبة الفلسطينية قوبلت بفعاليات من طرفنا في تاريخين، تاريخ 20/4 حيث تحتفل "إسرائيل" باستقلالها ورفعنا شعار "يوم استقلالكم يوم نكبتنا" ، و ذلك من خلال مهرجانات و محاضرات تثقيفية و ندوات. أما 15/5 فهو التاريخ الميلادي للنكبة، و سيتم في هذا اليوم تفعيل دور المسيرات الشعبية و المحاضرات السياسية و نشاطات أخرى في شمال و جنوب و وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة.

 

و قال أبو دعابس إن نكبات الشعب الفلسطيني مستمرة، و إن كان هذا التاريخ فقط يشهد الذروة لإحياء ذكرى النكبة، فكل يوم يتعرض الفلسطينيون في الداخل المحتل إلى اعتداءات عنصرية تتمثل في عمليات الهدم و مصادرة الأراضي و الاعتقالات و الملاحقات السياسية، مشيراً إلى أن جرافات الاحتلال تداهم بيوت الفلسطينيين بشكل يومي وخاصة في منطقة الطيبة ومناطق النقب والقدس وغيرها، لتذكرنا بالنكبة و لتقول لنا تذكر بأنك عربي مسلم مقهور و حقك مهضوم، وستظل تبحث عن العدالة و لن تجدها.. فقط لأنك عربي.

 

و في تعليقه على نكبة الشعب الفلسطيني الجديدة التي من خلالها أصدرت دولة الاحتلال قراراً بطرد الفلسطينيين من القدس و الضفة إلى غزة، قال الشيخ أبو دعابس، انه و في ظل الحكومة الصهيونية اليمينية العنصرية برئاسة نتانياهو، لا يكاد يخلو أسبوع واحد دون قرارات عنصرية بحق العرب الفلسطينيين بدءاً بسحب الهويات ومصادرة الأراضي و تحويلها لأملاك غائبين و تحويلها إلى الوكالة الصهيونية المخولة بسرقة هذه الأراضي مروراً بالقرار الأخير بتهجير الفلسطينيين مرة أخرى من الضفة و القدس إلى غزة، وصولاً إلى ملاحقة و اعتقال القيادات السياسية المناضلة في الداخل.

 

و قال إن ضيق صدر الديمقراطية الإسرائيلية المزعومة دفعها لملاحقة القيادات الفلسطينية في الداخل لأنها لا تتحمل النقد وإنما تريدهم أن يكونوا عملاء لها وهذا ما رفضه ويرفضه هؤلاء القادة لأنهم على يقين أنهم اكبر من أن يكونوا عملاء للاحتلال.

 

وأضاف:"إننا شعب له قضية وهو جزء من الأمة العربية و الإسلامية ، لان مشاعرنا و توجهاتنا كلها عربية إسلامية، و نحن نناضل إعلاميا و جماهيرياً من اجل إثبات حقنا في فلسطين وسنبقى كذلك حتى نسترد جميع حقوقنا المسلوبة".

 

و حول الآثار المدمرة التي خلفها الانقسام الفلسطيني على مسار القضية الفلسطينية، قال أبو دعابس:"منذ أن تسلمت رئاسة الحركة الإسلامية في جنوب فلسطين المحتلة و أنا أنادي بتوحيد الصف العربي في الداخل و لا زلت أوجه الدعوات لكل الأحزاب العربية و الحركة الإسلامية في الشمال المحتل لان نلتئم و نوحد صفوفنا حتى نجرؤ على دعوة فتح و حماس للتوحد و فض الخلافات و وضعها جانباً، مؤكداً أن نقاط الالتقاء لدينا هي أكثر بكثير من نقاط الاختلاف".

 

كما دعا أبناء الشعب الفلسطيني كافة إلى التوحد وتوسيع الصدور و الكف عن سياسات التخوين و الفاق التهم في بعضهم البعض، مؤكداً على أهمية الوقوف ملياً عند القضايا التي لا تقبل منا الخلاف، كقضية القدس واللاجئين والمعتقلين وغيرها.

 

و ختم أبو دعابس حديثه بالقول:"إن قضيتنا قضية وجود وليست قضية حدود هنا و حاجز هناك أو فتح المعبر هذا وإغلاق ذاك، داعياً الجميع إلى إرجاع البوصلة إلى اتجاهها الصحيح و عدم حرفها إلى قضايا بخسة أخرى".