خبر عريقات رداً على الاستيطان: « لا نريد أن نستبق الأمور وسنسمع أولا من الأميركان »

الساعة 05:57 ص|11 مايو 2010

عريقات رداً على الاستيطان: "لا نريد أن نستبق الأمور وسنسمع أولا من الأميركان"

فلسطين اليوم-وكالات

تفجرت الخلافات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مبكرا، بعد يوم واحد فقط من إطلاق المفاوضات غير المباشرة، إثر إعلان إسرائيل استمرارها في خطط التوسع الاستيطاني في القدس، ونيتها في بناء 14 وحدة استيطانية جديدة في حي رأس العامود شرق المدينة، بخلاف ما أعلنته الإدارة الأميركية وأبلغته للفلسطينيين حول تعهدات إسرائيلية بتجميد البناء في المدينة المقدسة.

وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، الإدارة الأميركية بالرد على إعلان الحكومة الإسرائيلية استمرارها في التوسع الاستيطاني في مدينة القدس. وقال أبو مازن للصحافيين في رام الله: «على الإدارة الأميركية أن تجيبنا على مثل هذه الأمور». لكن الإدارة الأميركية امتنعت عن الرد مباشرة على الرئيس الفلسطيني. واعتبر ناطق باسم البيت الأبيض، أن البيان الصادر عن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة بي جي كرولي، أول من أمس، هو الأفضل لتجسيد الرد الأميركي.

وهدد حزب البيت اليهودي في إسرائيل وكذا عدد من نواب الليكود المتطرفين، أمس، بإسقاط حكومتهم ورئيسها بنيامين نتنياهو، إذا كان صحيحا ما ينشر في الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية من أن هناك تعهدا بوقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية. وقد سارع مقرب من الحكومة بنفي وجود تعهد كهذا، وقال إن سياسة البناء في القدس لم تتغير.

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لـ«الشرق الأوسط»: «أرسلنا للإدارة الأميركية رسالة خطية طلبنا فيها ردا وموقفا على ما سمعناه حول عطاءات استيطانية جديدة في رأس العامود في القدس». وأضاف: «قلنا لهم إن هذا عمل استفزازي غير مقبول». وردا على سؤال حول موقف السلطة من استمرار الاستيطان في القدس وما إذا كان سيعرقل انطلاق المفاوضات غير المباشرة، قال عريقات: «لا نريد أن نستبق الأمور، دعنا نسمع أولا من الأميركان»، وتابع: «أصلا لا محادثات مع إسرائيل، المحادثات مع الولايات المتحدة وسيتحدد موقفنا بعد الرد الأميركي».

وامتنعت الإدارة الأميركية عن الرد مباشرة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واعتبر ناطق باسم البيت الأبيض أن البيان الصادر عن مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العامة بي جي كرولي، أول من أمس، هو الأفضل لتجسيد الرد الأميركي على التطورات في الشرق الأوسط خلال اليومين الماضيين، إذ تعتبر واشنطن أن محاسبة أي طرف سيعتمد على تقييمها حول ما إذا قام ذلك الطرف بـ«أفعال ذات وقع كبير خلال المحادثات غير المباشرة نعتبرها تضعف الثقة بشكل جدي». ويبدو أن الإدارة الأميركية لا تعتبر أن التطورات في القدس الشرقية تنصب في فئة الأفعال ذات الوقع الكبير على المجريات التي ستؤثر على محادثات السلام غير المباشرة. وردا على أسئلة «الشرق الأوسط» حول تصريحات الرئيس الفلسطيني بالمطالبة بتدخل أميركي لوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي في القدس، لفت مسؤول أميركي إلى أن تصريح نتنياهو كان يخص عدم البناء في مشروع «رامات شلومو»، في إشارة إلى أنه لم يتعهد بعدم مواصلة النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية. وتحرص الإدارة الأميركية منذ أشهر على إبقاء تصريحات مسؤوليها حول المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية محدودة جدا، وتعتزم مواصلة هذه الاستراتيجية. وقال المسؤول الأميركي إن التصريحات الوحيدة التي ستصدر «إما عندما نحرز تقدما أو يكون لدينا أمر ما للإعلان عنه، أو مثلما قال بي جي كرولي نعتبر أن أحد الطرفين لا يلتزم بالتزاماته».

وانبرى مسؤولون إسرائيليون يؤكدون أن أعمال البناء في القدس ستتواصل، على الرغم مما أعلنه البيت الأبيض من أنه وجه تحذيرا للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بأنه في حال حدوث عراقيل من أي طرف أو اتخاذ إجراءات استفزازية ستحمل الولايات المتحدة المسؤولية للطرف المستفز. وكانت السلطة قبلت ببدء مفاوضات غير مباشرة بعد أن نقل إليها مبعوث عملية السلام جورج ميتشل تعهدا إسرائيليا غير مكتوب بعدم اتخاذ أي إجراءات استفزازية في القدس، وهو ما فسر في رام الله على أنه اتفاق سري إسرائيلي أميركي بتجميد البناء في القدس على الأقل خلال فترة المفاوضات غير المباشرة التي تستمر 4 أشهر. كما نقل ميتشل تعهدا آخر بوقف البناء في مستوطنة «رامات شلومو» التي أثارت جدلا كبيرا في مارس (آذار) الماضي بعد إعلان إسرائيل نيتها في بناء 1600 وحدة استيطانية هناك، وهو السبب الذي دعا السلطة إلى التراجع عن موافقتها آنذاك ببدء مفاوضات غير مباشرة.

وعلى الرغم من ذلك خرج رئيس بلدية القدس نير بركات ليتعهد بمواصلة البناء الاستيطاني في كل أنحاء القدس، بحسب ما ذكرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. وقال إنه واثق من أن نتنياهو لا يمكن أن يبيع القدس أو يفرط في حق اليهود في السكن والبناء والتعمير فيها. وأضاف: «مشاريعنا للبناء موجودة، ولا تتوقف. ولا أتصور أنها ستتوقف. وسترون ذلك على أرض الواقع».

ولكن وزير الإسكان الإسرائيلي، أريه أتياس، عاد إلى تكرار تصريح أدلى به في الأسبوع الماضي أمام نواب الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، فقال: «هناك تجميد للبناء في القدس لمدة أربعة أشهر، وكل من يقول شيئا آخر يكذب على الجمهور».

من هنا، خرج حزب البيت اليهودي، وهو حزب صغير في الائتلاف الحاكم يمثل المستوطنين في الضفة الغربية، بتهديدات صريحة بالانسحاب من الحكومة. وقال أحد زعماء الحزب، زبولون أورليف، إنه «على من لا يبني في القدس ألا يبني على هذا الائتلاف الحكومي». وقال: «نتنياهو تعهد لنا بشكل قاطع وحازم ألا يكون هناك أي جمود في البناء في القدس. ونحن سنتوجه إليه مطالبين أن يترجم أقواله إلى لغة الفعل». وقال قائد الجناح المتطرف في الليكود، موشيه فاغلين، إن «نتنياهو يبرهن مرة أخرى أنه لم يتغير فهو إنسان كاذب. خدع ناخبيه ورفاقه والشعب في إسرائيل. إنه يؤدي إلى شق القدس وتمزيقها».

وتوجه النائب يعقوب كاتس، رئيس حزب الاتحاد القومي، وهو من المعارضة اليمينية المتطرفة، إلى الوزراء اليمينيين في الحكومة، وخصوصا موشيه يعلون، نائب رئيس الحكومة، وبيني بيغن، ويسرائيل كاتس ويولي ادلشتاين، وكذلك النواب المعارضين لنتنياهو في الليكود، أن يستخلصوا النتيجة ويسقطوا هذه الحكومة. وقال لهم: «لا تتصرفوا كالنعامة. نتنياهو يكشف عن وجهه الحقيقي ويتعهد بوقف الاستيطان في القدس. ماذا تنتظرون بعد للظهور عليه؟! إذا كنتم خائفين من خسارة اليمين للحكم، فعلى الأقل هددوه حتى يفهم هو والإدارة الأميركية من ورائه أن تجميد البناء في القدس لن يمر في هذه الحكومة». وقال كاتس إن نتنياهو يأتي بالخراب على مدينة القدس، «بعد 42 عاما من تحريرها».

وقد دافع عن نتنياهو، أمس، وزير الإعلام ويلي ادلشتاين، فقال إن البناء في حي شعفاط يحتاج إلى سنتين من التحضير على الأقل، ولذلك فإن الحديث عن التجميد غير دقيق. فحتى لو أردنا البناء في هذا المشروع، فلن نستطيع. والحقيقة هي أن البناء في القدس بشكل عام لن يتوقف وسيستمر كما كان عليه طيلة 43 عاما