خبر استخراج ثلاثة أجنة من بطن طفل في عملية نادرة بمدينة الحسين الطبية

الساعة 09:32 م|08 مايو 2010

استخراج ثلاثة أجنة من بطن طفل في عملية نادرة بمدينة الحسين الطبية

فلسطين اليوم – وكالات

تمكن فريق طبي في الخدمات الطبية الملكية بمدينة الحسين الطبية من استخراج ثلاثة أجنة ذكور من بطن طفل لا يتجاوز عمره أربعة أيام في عملية جراحية نادرة تكللت بالنجاح.

 

ووصف مستشار جراحة الأطفال وجراحة المسالك البولية وزراعة الأعضاء العقيد الطبيب ناجح العمري الذي أجرى العملية بمشاركة طاقم طبي من جراحة الأطفال والتخدير والعناية الحثيثة العملية بالنادرة والمعقدة.

 

وأضاف إلى أن احد الأجنة كان كامل النمو، والثاني شبه كامل والثالث في مراحل التطور والنمو، مشيرا إلى أن الأجنة الثلاثة كانت تشارك الطفل بالتروية الشريانية والوريدية داخل رحم الأم.

 

وقال الطبيب العمري ان الطفل الذي أطلق عليه اسم ريان احتفظ بحضانة ثلاثة أشقاء توائم في بطنه طيلة رحلة حمل والدته به حتى اليوم الرابع من ولادته وهو موعد إجراء العملية والتي انتابها الكثير من الشك والقلق من قبل والديه والفريق الطبي الذي كان يرصد حالته حتى الولادة، لافتا إلى ان فحص الأنسجة في مركز الأميرة إيمان بنت عبد الله اثبت أن الأجنة داخل بطن الطفل هم ثلاثة ذكور .

 

وكشف العمري لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان أطباء علم الأجنة في مدينة الحسين الطبية توقعوا قبل ولادة الطفل بوجود ورم داخل الطفل الذي عاشت والدته لحظات حرجة من القلق والخوف تحسبا لانتقال الورم إليها، الا ان التشخيص الطبي الأولي بعد ولادة الطفل من أطباء الخداج وأطباء الأشعة كشف عن وجود علامات جنين داخل الطفل ما زاد من قلق الوالدين خوفا على طفلهما .

 

ونوه إلى أن حالة الحمل للام كانت طبيعية ولم تكن قد تعاطت اي أدوية غير مسموح بها خلال فترة الحمل، مبينا ان الانتفاخ الذي كان في بطن الطفل اوجب إجراء عملية قيصرية للام من طبيبها المعالج، وان العملية التي أجريت للطفل بعد الولادة بأربعة أيام كشفت عن الغموض الذي انتاب حالة الانتفاخ بوجود ثلاثة أجنة داخل بطن المولود.

وقال الطبيب العمري ان حالة وجود جنين داخل جنين حصلت على مستوى العالم، لكن اللافت أن يكون هناك ثلاثة أجنة إضافية داخل بطن جنين، مشيرا إلى أن هذه الحالة لم تحصل ولم تسجلها المراجع الطبية الدولية حسب المعطيات المتوفرة بأساليب البحث الحديثة.

 

ويجمع أطباء الجراحة على أن هذه العملية من العمليات المعقدة جدا خاصة وان المطلوب الحفاظ على حياة الطفل الذي تتداخل شرايين نموه لمواصلة الحياة بينه وبين الأجنة الأخرى، إضافة إلى تعدد الحبل السري للأجنة والمرتبطة بالأوعية الدموية للطفل حامل الأجنة والتي تشاركه بالتروية الدموية، ما يجعل عمليات فصل الأجنة غاية في الدقة والتعقيد، وقد يعرض حياة الطفل للخطر الكبير .

 

وبين الطبيب العمري ان سبب هذه الحالة النادرة ناتج عن خلل في المراحل الأولى من الإخصاب تسبب بتداخل ثلاثة أجنة داخل الجنين بدل وجود أربعة أجنة في رحم الأم.

 

وأضاف العمري أن توفر القوى البشرية المدربة والمؤهلة في كافة التخصصات في علوم الطب والجراحة في الخدمات الطبية الملكية مع توفر الأجهزة والإمكانيات الطبية الحديثة ومعايير الجودة المتوافقة مع احدث تقنيات الطب العالمية ساهمت بتحقيق الانجازات الطبية الكثيرة في الخدمات الطبية الملكية التي أصبحت على قائمة مستشفيات العالم الشهيرة في عالم الطب والجراحة، لافتا إلى التوجيهات الملكية السامية التي تحث على التسلح بالعلم والمعرفة وإعطاء المواطن حقه من الرعاية الصحية.

 

ولفت العمري الى ان العملية الجراحية التي أجريت للطفل ريان بالتعاون مع أطباء الخداج وعلم الأجنة والعناية الحثيثة والتي حققت نجاحا كبيرا بشهادة المراجع الطبية الدولية لم تكن لتتحقق لولا المكانة الكبيرة التي تحتلها الخدمات الطبية من اهتمام وعناية كبيرة من القائد الأعلى جلالة الملك عبد الله الثاني والاهتمام والدعم المتواصل من قبل ادارة الخدمات الطبية الملكية وحرصها على رفدها بالكفاءات العلمية والأجهزة الطبية.

 

وأعرب والد الطفل احمد عبد الله القطيمات عن اعتزازه وفخره بالانجازات الكبيرة للخدمات الطبية الملكية، مثمنا جهود الفريق الطبي الذي أجرى العملية برئاسة الجراح العقيد الدكتور ناجح العمري وأطباء وممرضات الخدمات الطبية الملكية وقسم جراحة الأطفال، معتبرا نجاح العملية التي أجريت لابنه بالانجاز كما أنها بمثابة نجاح للأطباء الأردنيين.

 

وعبرت والدة الطفل التي كانت دموعها تنهمر بغزارة عن سعادتها وفرحتها الغامرة بفلذة كبدها الذي يتمتع بصحة وعافية، مثمنة الأيادي الإنسانية المبدعة في الخدمات الطبية والعقول النيرة التي حققت هذا الانجاز وغرست في نفسها الأمل والسعادة.

 

وبينت أنها لاقت أفضل عناية من قبل كوادر الخدمات الطبية قبل وبعد الولادة وخصت بالشكر أطباء النسائية والتوليد وأطباء الأجنة والخداج إضافة الى طاقم جراحة الأطفال والتمريض الذي أجرى العملية.