خبر أرض اسرائيل لا فلسطين- يديعوت

الساعة 09:08 ص|05 مايو 2010

أرض اسرائيل لا فلسطين- يديعوت

بقلم: عاموس كرميل

(المضمون: استعملت في الماضي دائما أرض اسرائيل بدل فلسطين بحسب جميع النشرات الصهيونية وجميع الاجسام العاملة في دعم هذه الفكرة فما عدا مما بدا – المصدر)

على حسب "قانون بنيامين زئيف هرتسل (تذكر ذكراه وأعماله)" كان يجب الاحتفال بذكرى اليوم السنوي المائة والخمسين لميلاده بحسب التقويم العبري، في  العاشر من آيار (العبري) قبل عشرة أيام. مع كل ذلك كان من قرروا فعل ذلك أول من أمس، بحسب التقويم العام. وللأسف الشديد انضاف الى ذلك انحرافات أخرى غير محترمة. فقد جند الأب المؤسس للحركة الصهيونية من أجل جميع ضروب الجدالات الواقعية، التي ما كانت لتثور حتى في خياله (الذي كان خلاقا جدا) ونسبت إليه أقوال لم ينطق بها (مثل الطموح الى أن يرى هنا سارقا يهوديا وزانية من حليفاتنا)، وذكرت أيضا زيارته لـ "فلسطين" في 1898.

        لا شك في أن هرتسل - الذي تحدث وكتب وفكر بالالمانية – سمى هذا البلد بهذا الاسم. ولا شك ايضا في أن هرتسل سمى كل بلد آخر في العالم باسمه الالماني. ولا شك أيضا في أننا خطئنا خطيئة شديدة مع رؤياه. بخلاف ما كتب هرتسل في "آلت نويلند"، لغة دولة اليهود الجارية هي العبرية. بل يوجد زعم أن احياء العبرية لعب دورا مركزيا في انشاء الاستقلال الاسرائيلي والهوية الاسرائيلية. وباللغة العبرية، البلد الذي زاره هرتسل قبل 112 سنة هو أرض اسرائيل لا فلسطين. باللغة العبرية، وبجميع شحنتنا التاريخية.

        "لا يوجد أبكم في أرض اسرائيل كلها"، ورد في كتاب صموئيل الأول، قبل أن يقمع القيصر الروماني ادريانوس تمرد باركوخبا وينشىء إمارة "سورية فلسطين" لذكرى الفلسطينيين بكثير. ان ارض اسرائيل لا فلسطين كانت هي التي غذت جميع موجات الهجرة اليهودية الى البلاد وجميع المطامح الى اقامة سيادة يهودية هنا. بل "احاد هعام"، الذي تحفظ من سيادة كهذه واكتفى بـ "مركز روحاني"، توج مقالين مشهورين له (في 1891 وفي 1893 – قبل زيارة هرتسل للبلاد) باسم "حقيقة من أرض اسرائيل". لم يخطر في باله أن يسميهما "حقيقة من فلسطين".

        بعد ذلك، عندما نشر تصريح بلفور (في 1917)، كان واضحا تماما أن صيغته العبرية تتحدث عن "وطن قومي للشعب اليهودي في أرض اسرائيل". وعندما أنشئت سلطة الانتداب البريطانية في البلاد، ناضلت الحركة الصهيونية نضالا شديدا ليكون اسمها العبري "أرض اسرائيل" واضطرت الى الاكتفاء بالمصالحة على "فلسطين – أرض اسرائيل". لكنه لم توجد أي فلسطين في وعي الاستيطان الذي أخذ يقوى تحت هذه السلطة. كانت هنالك بين جملة ما كان، الوكالة اليهودية لأرض اسرائيل (لا فلسطين)، والهستدروت العامة للعامل العبريين في أرض اسرائيل (لا فلسطين) وكذلك مباي (حزب عمال أرض اسرائيل)  لا فلسطين.

        ليس باتفاق أن بدء اعلان الاستقلال بعبارة "في أرض اسرائيل – لا فلسطين – قام الشعب اليهودي". وليس باتفاق أن ذكر فيه "اعطاء سريان فعل دولي للعلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي وأرض اسرائيل"، لا فلسطين. وليس باتفاق أن ظهر بعد ذلك في هذا الاعلان عبارة "اقامة دولة يهودية في أرض اسرائيل – هي دولة اسرائيل". إن من اهتم بذلك قرر بوضوح أن دولة اسرائيل وأرض اسرائيل ليسا مصطلحين  متشابهين. إن مجرد بت أمر اعلان اقامة دولة لا تمتد على جميع أراضي الانتداب البريطاني، قد شهد بمعرفة الضرورات المختلفة واستنفاد خيارات عتيدة. ومع ذلك كله كان ما زال يتحدث بصراحة عن أرض اسرائيل لا فلسطين.

        لسبب واضح يحاول كثيرون جعله منسيا. إن هرتسل الذي عرض في 2010 في الطريق لزيارة "فلسطين" يلائم على نحو عجيب عرض الحركة الصهيونية على أنها جسم استعماري يغزو أرضا أجنبية تحت رعاية الاستعمار الأوروبي. إن هرتسل كهذا يستطيع أن يساعد في تنمية فكرة أن هذه الدولة في الحصيلة العامة مشروع صليبي حكم عليه سلفا بالفساد والانهيار. وكل من يظن ظنا مختلفا يحسن أن يتذكر ويذكر بأن هرتسل تحدث وكتب وفكر – في الالمانية حقا – بدولة اليهود الشرعية في أرض اسرائيل.